حرمت من التعليم وأهل الخير ألحقوها بمدارس الفصل الواحد
يستطيع الطموح كسر حواجز كثيرة أولها الفقر، فـ"مروة" ابنة الـ11 عاماً لم تبالى بملابسها و"شبشبها" الذى ترتديه والمناديل التى تبيعها فى شوارع مدينة أسوان، وطلبت من المنظمين للماراثون الدولى الخيرى لمؤسسة مجدى يعقوب أن تشارك المتسابقين الأطفال الجرى فى السباق حتى وقعت المفاجأة وفازت بالمركز الأول ونالت إعجاب كل القائمين على الماراثون.
"اليوم السابع" التقت الطفلة المعجزة داخل منزل أسرتها بمنطقة خور المحمودية بمدينة أسوان، لتحكى قصة مشاركتها فى السباق وأيضاً قصة بيعها للمناديل فى شوارع أسوان.
بائعة المناديل خلال السباق
وحول وصف منزل الطفلة مروة الذى تعيش فيه مع أسرتها، فهو منزل بسيط مساحته ضيقة ومبنى بالطوب اللبن ويقع على منطقة ترابية مرتفعة، ويعلو المنزل سقف هش يكاد يسقط فى أى لحظة على ساكنيه لو تساقطت عليه الأمطار، انتقل والدها للعيش فيه بعد أن كان يقيم فى وحدات الأولى بالرعاية التابعة لمحافظة أسوان.
الأب من العمل بالسياحة لمسح الأحذية
تعيش مروة، مع والدها حسن سالم على البالغ من العمر 38 سنة، ويعمل منظف أحذية وباليومية أحياناً، وتقيم أيضاً مع أخواتها "وفاء" الشقيقة الكبرى 16 سنة، و"عمرو" 14 سنة، بعد وفاة والدتهم منذ نحو 8 سنوات مضت.
قال حسن والد الطفلة مروة، "عندما توفت والدة مروة، اضطررت للزواج من امرأة أخرى تستطيع مساعدتى فى تربية أولادى وأنجبت من الزوجة الثانية طفلين، ولكن لم تستطيع التوفيق والتأقلم فى العيش مع أولاد الزوجة الأولى، فطلقتها وتزوجت من ابنة خالتى وتعيش مع أولادى حالى فى نفس المنزل بخور المحمودية".
وتابع الأب الحديث قائلاً: كنت أعمل فى السياحة، وعندما تراخى الحال فى السياحة اضطررت للعمل منظف أحذية وسائق "تروسيكل" ولكن الحادث الأخير أدى إلى إصابتى فى بكسر فى اليد اليسرى وتركيب شرائح ومسامير بها.
وعن قصة الطفلة "مروة"، فهى الثالثة فى ترتيب أخواتها استطاعت مؤخراً أن تلحق بالتعليم وهى فى سن الـ11 بمدارس الفصل الواحد، بعد قيام أهل الخير – حسب كلام والدها – بمساعدتهم فى تعليم الطفلة على نفقتهم الخاصة وشراء كل مستلزمات التعليم من أقلام وكراسات وملابس وشنطة لها، حتى لا تحرم من التعليم مثل أخوتها الكبار.
كيف فازت مروة بالسباق؟
تحكى "مروة" عن يوم السباق قائلةً: كان يوم جمعة واستيقظت مبكراً كعادتى كل صباح وأخذت معى كيس المناديل الذى أبيعه للناس فى الشوارع لمساعدة والدى وتوجهت للشارع، وكنت مرتدية "الإسدال" وأنا خارجة من المنزل لأداء صلاة الجمعة بالمسجد، وبعد خروجى من المسجد لاحظت تجمع ناس كتير أمام حديقة درة النيل، وعندما سألت عن سبب ذلك قالوا لى أنه سباق جرى، وهناك مسابقة خاصة بالأطفال، فكرت للحظة وطلبت من مسئول الأمن أنى أشارك مع الأطفال فى السباق وقلت له "يا عمو أنا عاوزه أشارك معاهم أنا بعرف أجرى كويس" فوافق.
واستكملت مروة الحديث عن السباق قائلةً: عندما بدأ السباق وقفنا عند خط البداية، والأطفال حولى ترتدى الزى الرياضى ومعلق على صدورهم أرقام المتسابقين، وأنا وسطهم بجلباب الصلاة وكنت أرتدى "شبشب"، وعندما انطلق السباق رفعت الإسدال قليلاً وخلعت الشبشب وجريت حافية القدمين، وكنت أتعب وأنا أجرى لأن المسافة كانت كيلو متر، وأنا لم أتناول فطار أو أى شيئ من وقت استيقاظى من النوم، ولكن رغبتى فى الفوز كانت دفعة لى حتى نجحت فى تحقيق المركز الأول".
زجاجة زيت ووجبة غذائية ورحلة
وأوضحت الطفلة المعجزة، أنها استطاعت أن تلفت جميع انتباه القائمين على الماراثون والذين منحوها ميدالية المركز الأول ومضرب ولعبة، بالإضافة إلى زجاجة زيت من الشركة الراعية، ونظم القائمون على السباق نزهة للفائزين وسط النيل فى أسوان، وصرفوا لهم وجبة غداء، والتقطت الطفلة الصور التذكارية معهم، وقالوا لها "أنتى شاطرة وتستحقى تكونى بطلة رياضية".
الطفلة مروة تتصور مع الميدالية
وأشارت مروة، إلى أنها لم تكن تلعب فى أى أندية حتى تسبق غيرها من الأطفال المشاركين فى السباق، ولكنها كانت تتسابق مع صديقاتها الجيران أمام المنزل، وعلقت الطفلة قائلةً: "نفسى أروح المدرسة بانتظام وأجرى فى نادى وبحاول اشتغل لمساعدة بابا فى ظروفه".
والد الطفلة علق أيضاً قائلاً: "مروة من أحب أخواتها عندى وكلهم لدى واحد فى المعاملة، وأريد أن أرى أولادى أحسن منى، وأتمنى من المسئولين عمل محترم وتعليم أفضل لأولادى".
مروة مع الفائزين فى السباق
مروة مع أحد المشاركين فى الماراثون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة