يواصل فريق البعثة الآثرية المصرية التي يشرف عليها الدكتور مصطفي وزيري أمين المجلس الأعلي للآثار، من أعمالهم في إعادة تمثال جديد للملك العظيم "رمسيس الثاني" إلي موقعه الأصلي بواجهة المعبد داخل معبد الأقصر بكورنيش النيل بوسط مدينة الأقصر، وذلك بعد نجاح كبير في التمثال الأول الذي تم ترميمه وإعادته لموقعة واحتفل به العالم أجمع العام الماضي.
وقام فريق البعثة الآثرية المصرية بأعمال رفع التمثال الجديد للملك رمسيس الثاني بعد تجميع وترميم أكثر من 90% منه بموقعه الأصلي علي القاعدة في واجهة معبد الأقصر، وذلك تمهيداً لأعمال تركيب رأس التمثال عليه وإنهاء كافة التفاصيل النهائية للترميم والتثبيت للتمثال الذي يزيد وزنه عن 70 طنا بارتفاع أكثر من 12 مترا، للإعلان خلال الفترة المقبلة عن موعد افتتاحه رسمياً بحضور قيادات وزارة الآثار وقطاع آثار الأقصر وجنوب الصعيد.
مراحل العمل في إعادة تجميع وتركيب التمثال
ومن جانبه قال الدكتور مصطفي وزيري رئيس البعثة الآثرية المصرية المشرف الأول علي أعمال إعادة التمثال للحياة من جديد، أنه تم انطلاق العمل رسمياً بالتمثال في الربع الأخير من العام الماضي عقب الحصول علي الموافقات اللازمة والدعم الكبير من الدكتور خالد العناني وزير الآثار، الذي أبدي ثقته الكبيرة في فريق البعثة المكون من 50 رجلا آثار وترميم وعامل بعد النجاح الكبير في أعمال ترميم وتركيب التمثال الأول للملك رمسيس الثاني بواجهة معبد الأقصر، وذلك في حفل عالمي في 18 أبريل العام الماضي.
وأضاف رئيس البعثة الآثرية المصرية في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه خلال الشهور الماضية بعد الحصول علي الموافقات انتشر العمال ورجال الترميم والآثريين في موقع العمل بالتمثال الجديدة كخلية النمل لنقل القطع المتناثرة للتمثال للعمل عليها، وذلك بعد أن كانت ملقاة منذ أكثر من 1600 عام في مدخل المعبد، موضحاً أنه يشارك في إعادة التمثال الجديد للحياة وموقعه الرئيسي منذ آلاف السنين، فريق من البعثة المصرية الآثرية في البر الشرقي بمشاركة أحمد عربي مدير معبد الأقصر، و10 رجال آثريين، و10 من فريق الترميم الآثري المصري، و30 عامل، بجانب التجهيزات والمعدات الثقيلة التي تم جلبها للمعبد لنقل وتركيب وتثبيت التمثال بموقعه القديم.
وأكد الدكتور مصطفي وزيري ، أنه كان من المعروف أن معبد الأقصر كان أمامه 6 تماثيل، ولم يتبق منها حاليًا إلا تمثالان، وآخر من الجهة الغربية ، وبجوار هذا التمثال كان هناك تمثال آخر من الجرانيت الرمادى ، قائلاً: "للأسف أغلب الظن أنه فى القرن الرابع أو الخامس الميلادى تم تكسير هذه التماثيل عن عمد إلى عشرات القطع، وتم العثور وتجميع الأجزاء الموجودة منها وانتهي تركيب التمثال الأول ويجري حالياً إنهاء تركيب التمثال الثاني ، حيث تم عرض ترميم التمثال الجديد على الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، الذى وضع ثقته الكبيرة للمرة الثانية فى الآثريين والمرممين المصريين للقيام بهذا المشروع الضخم لإعادة واجهة معبد الأقصر لما كانت عليه منذ آلاف السنين ، مؤكداً علي أن محمد بدر محافظ الأقصر دعم بصور كبيرة رجال الآثار في هذا المشروع عبر توفير كل المواد اللازمة لرجال الآثار ، بغرض إعادة هذا التمثال لمكانه ، وذلك عقب دعمه الضخم لأعمال التمثال السابق.
البعثة المصرية تنهي أكثر من 90% من العمل
وأكد رئيس البعثة الآثرية المصرية ، أن التمثال الجديد يجري إنهاؤه بأيادي مصرية لموقعه القديم عقب تعرضه للتحطيم منذ أكثر من 1600 سنة ، حيث بدأت مراحل العمل في التمثال بإجراء أعمال التسجيل والتوثيق وضم القطع للتمثال ، والذي يبلغ ارتفاعه تقريباً 12 متر بوزن حوالي 70 طنا من حجر الجرانيت الأسود، وذلك في سابقة تاريخية لرجال الآثار المصريين بترميم تمثالين لأحد أعظم ملوك الفراعنة في فترة وجيزة ، وتم تجميعها وترميمها بالكامل وإعادة تركيبها بمواقعها الأصلية بمعبد الأقصر.
أما الدكتور محمد عبد العزيز مدير عام آثار الأقصر، فقد أعلن بأن إدارة الترميم فى الأقصر تعمل على ترميم تمثال رمسيس الثانى لوضعه فى واجهة معبد الأقصر بموقعة القديم ، موضحاً أن التمثال كان عبارة عن مجموعة من الأحجار كانت ملقاة على الأرض يتم تجميعها فى الوقت الحالى ، لإعادة تركيب التمثال، وذلك من خلال البعثة المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى.
وأضاف مدير عام آثار الأقصر، أن تمثال رمسيس الثانى يعاد تركيبه للمرة الأولى ، ولذلك تعمل إدارة الترميم بدقة ، ولم يتم تحديد موعد أو جدول زمنى للانتهاء من التمثال ، ولكن سيتم إعداد حفل عالمي لافتتاح ترميم وإعادة التمثال الجديد بواجهة المعبد خلال الفترة المقبلة.
فيما أكد أحمد عربي مدير معبد الأقصر، أنه بعد نجاح تركيب التمثال الماضي، بدأت البعثة الآثرية المصرية في التمثال الجديد للملك رمسيس الثاني وذلك داخل معبد الأقصر الذي شيده أمنحتب الثالث من الأسرة 18 على الضفة الشرقية للنيل ، وذلك في موقع معبد قديم أو مقصورة مقدسة فى عصر الدولة الوسطى يعتقد أنه يتبع للأسرة 12 وكان مخصص لعابدة ثالوث طيبة الذى يتألف من آمون رع وموت وابنهما خنسو، ويعد من أروع التصميمات للمعابد المصرية من حيث الحفظ حتي الآن.
وأضاف أحمد عربي لـ"اليوم السابع"، أنه تم البدء في أعمال ترميم وتركيب التمثال الجديد منذ حوالي 5 شهور ، ويجري حالياً العمل علي قدم وساق لإنهائه قريباً لتكتمل واجهة المعبد بمشهدها القديم ، وذلك للمساهمة في دعم وتنشيط الحركة السياحية بالتجديد كل عام ، موضحاً أن مصر حققت نجاح كبير في تنصيب التمثال السابق وذلك ساعد في الانطلاق بالتمثال الجديد لتنصيبه خلال شهور ، موضحاً أن تمثال الملك رمسيس الثاني تم استخراجه من رديم المعبد حفائر الدكتور محمد عبد القادر عام 1958 والذي حصل علي شارة العمل في المعبد الذي كان مردوم بصورة كبيرة من الرئيس جمال عبد الناصر بمنحة حوالي 10 آلاف جنية، حيث تم استخدام أحد التقنيات العلمية في الترميم للتمثال الذي تواجد منه 60% فقط منه، ولم يتواجد أمام المعبد منذ حوالي 1600 سنة مضت.
وأكد مدير معبد الأقصر ، أنه ظل 26 سنة يحلم بترميم وتنصيب تمثال رمسيس الثانى وذلك منذ عام 1991، وبالفعل نجحت جهود آثار الأقصر في إعادته بتكلفة لم تزيد عن 150 ألف جنيه فقط خلال 6 شهور ، وذلك بدعم كبير من وزير الآثار ومحافظ الأقصر اللذان قام بدور كبير في توفير كافة المواد والخامات اللازم للترميم وإعادة التنصيب للتمثال بهذا المشهد التاريخي.
رئيس البعثة: 50 رجل آثار وترميم وعامل
جانب من العمل بموقع تمثال رمسيس الثاني
فريق العمل برفقة رئيس البعثة المصرية امام رأس التمثال
رأس تمثال الملك رمسيس الثاني الجديد داخل معبد الأقصر
رأس تمثال رمسيس تنتظر تركيبها
التمثال عندما كان قطعا قبل تجميعه
جانب من تفاصيل وأجزاء التمثال قبل العمل فيه
القاعدة الأصلية للتمثال قبل رفعه وتركيبه عليها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة