إذا كان هناك شيء ما من الممكن أن يتم وصف أردوغان بها بعد النظر إلى مسيرته فهو "الخائن"، الشخص الذى سرق أمجاد كل من حوله، وتسلق على أكتافهم جميع من حوله قبل أن يخذلهم بل ويقمعهم ويطاردهم وينهى مسيرتهم السياسية، 4 هم من صنعوا مسيرة أردوغان وساعدوه فى الوصول إلى الحكم، وهؤلاء الأربعة كان مصيرهم الخذلان والإبعاد والمطاردة.
أربكان: أردوغان خدع الجماهير بأنه خليفتنا وهو منفذ المشروع الصهيونى فى المنطقة
فى عام 2002 وصل حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم للمرة الأولى فى تاريخه بعدما انشق أعضاؤه من حزب الفضيلة الذى كان يرأسه رئيس وزراء تركيا الأسبق نجم الدين أربكان، وتركزت دعاية الحزب طوال الوقت على كون أردوغان تلميذا لنجم الدين أربكان مؤسس حزبى الفضيلة والرفاة، وبرغم هذا المجد الذى حاز عليه أردوغان بفضل ادعائه أنه تلميذ أربكان، إلا أن أربكان الذى تم تهميشه بواسطة أردوغان قام بفضحه بداية من عام 2010 واصفا إياه بالرجل الذى سرق أمجاد الحزب.
اربكان واردوغان
وبحسب أرشيف صحيفة "زمان" التركية المعارضة والتى أغلقها أردوغان عام 2016، فإن اربكان وصف أردوغان عام 2010 بأنه عميل للصهيونية التى جاءت به إلى رأس السلطة، قائلا: "هناك بعض القوى الخارجية جاءت به إلى السلطة، القوى التى تتحكم فى النظام العالمى وتتبنى سياسات عرقية وتتميز بتوجهاتها الصهيونية الإمبريالية".
كما قال أربكان فى مؤتمر آخر عقد بمنطقة ديار بكر: "تحول أردوغان إلى أمين صندوق الصهيونية. كان أحد طلابى. فقلت له ما عليه فعله، إلا أنه لم ينصت إلى ولم ينفذ ما قلته له، وفى مقابلة مع التليفزيون الألمانى قال أربكان: "إن إسرائيل هى من تنصح أردوغان بترديد أمور تستهدفها وتعاديها حتى ينجح فى كسب تأييد وتعاطف الشعب التركى المحافظ المعارض لإسرائيل، وأنه منفذ تام لسياساتها، والمندوب الأمريكى فى المنطقة، واصفا إياه بأنه رئيس مشروع الشرق الأوسط الكبير".
عبد الله جول الصديق الذى أقصاه أردوغان من السياسة بالضربة القاضية
إن كان شخص ما شارك أردوغان فى المجد خطوة بخطوة والوصول إلى الحكم، فهو بالقطع عبد الله جول، الرجل الذى كان ظلا للرئيس التركى لسنوات طويلة، فحين وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة كان أردوغان ساعتها فى السجن، نتيجة إلقائه قصيدة تحرض على الإرهاب، وظل جول رئيسا للوزراء حتى خرج أردوغان من السجن ليتولى بعدها حقيبة وزير الخارجية.
جولن واردوغان
لكن كل هذا لم يمنع أردوغان من أن يطيح به رغم أنه كان أول من سانده، فالخلافات اندلعت بينهما بداية من عام 2013 عند اندلاع احتجاجات ميدان تقسيم الشهيرة المعترضة على سياسات أردوغان، ساعتها رأى عبد الله جول ضرورة التفاهم مع المتظاهرين، فيما كان رأى أردوغان هو قمعهم بالعنف وعدم احتوائهم، فى العام التالى انتقد أردوغان حجب موقع تويتر عندما انتشرت تسجيلات صوتية لنجل الرئيس التركى بلال تثبت تورطه فى الفساد، ثم تصاعد الخلاف بعد قرار أردوغان التحول إلى النظام الرئاسى ليتمكن من إعطاء نفسه فرصة جديدة ليصبح رئيسا حتى عام 2029، وهو ما رآه جول ساعتها استحواذا على المشهد السياسى.
وفى عام 2015 انتقد عبد الله غول سياسة أردوغان علانية فى حفل إفطار، حضره أردوغان نفسه، فقال عبد الله جول: "البلاد تحتاج إلى مراجعة سياستها فى الشرق الأوسط من خلال تبنى وجهات نظر أكثر واقعية، وبصراحة أعتقد أننا نحتاج إلى مراجعة سياستنا الخارجية تجاه الشرق الأوسط، والعالم العربى من منظور أكثر واقعية، وعلى تركيا تقوية وتعزيز علاقاتها مع دول الشرق الأوسط بدءًا من مصر"، وهو ما رد عليه أردوغان فى نفس الإفطار بشكل عصبى فى كلمته ووصفه بطريقة غير مباشرة بـ "الخائن والجبان".
وفى عام 2016 وعقب الانقلاب الفاشل على أردوغان انتقد جول فرض حالة الطوارئ قائلا: "هذا مرسوم يثير القلق على مستوى فهم حكم القانون ويهدد بتطورات فى المستقبل قد تثير استياءنا جميعا".
انتقادات جول لأردوغان دفعته لإزاحته خارجا، بل ومعايرته علنا بإزاحته قائلا: "هؤلاء الذين لا يعجبهم سياسات تركيا، ها هم طردوا أنفسهم بأنفسهم خارج السياسة" فى إشارة لحليفه ومساعده الأسبق.
فتح الله كولن.. داعم العدالة والتنمية الأول الذى صار طريدا
لا يعتبر أردوغان شخص ما فى العالم عدوا له كما يعتبر فتح الله كولن، الداعية الإسلامى المقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، والذى أتهمه أردوغان بتدبير الانقلاب عليه فى عام 2016 وسجن ستين ألفا من اتباعه، لكن أردوغان لم يكن ليصعد إلى سدة الحكم لولا فتح الله كولن زعيم جماعة "الخدمة الصوفية" الذى لعب دورا خفيا فى مساعدة أردوغان فى أيامه الأولى فى منصب رئيس الوزراء بعد خروجه من السجن، فبفضل جماعة كولن من المتصوفين الذين نجحوا فى اختراق أجهزة الدولة فى تركيا هدأت مخاوف أجهزة الدولة من الحزب المحافظ الجديد الذى وصل إلى السلطة، وكذلك امتلاكه قاعدة ضخمة من رجال الأعمال الذين قدموا دعما قويا لحزب العدالة والتنمية فى بدايات صعوده إلى سدة الحكم.
لكن ومع مرور الوقت اكتشف كولن أن أردوغان ليس سوى ديكتاتور صغير، فبدأ فى مهاجمته، متهما إياه بأنه يسعى منذ عام 2011 لإقامة دولة الرجل الواحد الديكتاتورية كما هاجم تورطه فى الفساد هو وعائلته، وهو الأمر الذى اضطر كولن إلى ترك تركيا بعد التضييق عليه، ومازال كولن مقيما فى بنسيلفينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث يكتب المقالات لفضح حقيقة شريك الماضى متهما أردوغان بتدمير حياة 300 ألف مواطن تركى فصلوا من وظائفهم بعد الانقلاب فى عام 2016.
داوود أوغلو.. آخر الحلفاء الطائر رؤوسهم
واحد من أهم من ساندوا أردوغان وساعدوه فى خلال مسيرته كان داوود أوغلو، المفكر السياسى الذى وضعته مجلة الفورين بوليسى فى عام 2014 ضمن أهم 100 مفكر مؤثر فى العالم، فعند وصول أردوغان وحزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم شغل أوغلو منصب كبير مستشاري رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وقتها، ثم أسند إليه منصب سفير متجول في العام 2003، وفى عام 2009 أصبح وزيرا للخارجية التركى حتى عام 2014، ثم أصبح رئيسا لحزب العدالة والتنمية ورئيسا لوزراء تركيا.
اوغلو واردوغان
نتيجة لصعود داوود أوغلو القوى وخوفا من أن ينقلب أوغلو على مسيرة أردوغان لتعديل الدستور ونقل السلطة القوى من منصصب رئيس الوزراء إلى منصب الرئيس أجبر أردوغان أوغلو على الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء قبل الفترة القانونية بـ6 أشهر، بحسب ما صرح به أوغلو.
فى ظهور نادر له بمعرض الكتاب فى إسطنبول علق أوغلو على السياسة التركية قائلا: "نحن نمر بمرحلة ضبابية في السياسات الخارجية والداخلية"، وملمحا إلى حالة القمع السياسى التى يمثلها أردوغان بقوله: "تركيا فى الفترة التى كانت فيها تمثل نموذجًا للحقوق والحريات، كانت قوية فى سياساتها الخارجية”.
جولن وأردوغان
عدد الردود 0
بواسطة:
حفاة الوطن
نهايته قريبة واما على طريقة القذافى او هتلر او شاوشيسكو وزوجته في رومانيا
لم يتعلم قردو من التاريخ وكيف كانت نهاية كل طاغية مستبد ينتفخ مثل البالونة ومع اى شكة دبوس يفس وهو ما نراه الان تستغله روسيا في سوريا للسيطرة على المناطق التابعة للمرتزقة التابعين له في غرب سوريا اما في الشرق فالامريكان متحالفون مع الاكراد ينتظرون الوقت المناسب للانقضاض على فلول قردو في سوريا وتصفيتهم !!