يمثل السادس من فبراير يوما مهما فى ذاكرة العام باعتبارة اليوم العالمى لمناهضة ختان الإناث تلك الجريمة التى تنتهك فيها حقوق الأطفال على جميع الأصعدة الصحية والنفسية والاجتماعية باسم "الطهارة" و"العفة" على غير الحقيقة، فختان الإناث جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن المشدد 7 سنوات وفق قانون العقوبات نظرا لأضرارها الصحية الجسيمة التى تصل لحد الوفاة والألم النفسى الذى يلازم الفتاة مدى الحياة فضلاً عن فقدها المتعة الجنسية والإصابة بأمراض خطرة مثل فيرس سى والإيدز.
ونظرا لحساسية القضية، اختارت اللجنة الدولية لمناهضة الممارسات التقليدية الضارة بصحة المرأة والطفل بالاتحاد الأفريقى عام 2018 ليكون عنوان مناهضة الختان " القضاء على ختان الإناث قرار سياسى"، لدعم وتشجيع صناع القرار لاتخاذ سياسيات وإجراءات أكثر فاعلية لتسريع خطوات القضاء على ختان الإناث على المستويين الوطنى والدولى .
تراجع نسب انتشار ختان الإناث 61%
وصنعت مجهودات البرنامج القومى لمناهضة ختان الإناث على مدار 15 عاما تراجعًا حقيقيًا فى نسب انتشار ختان الإناث وسط الأجيال الجديدة، إذ تراجعت من 74% وسط الفئة العمرية من 15- 17 سنة عام 2008 إلى 61% عام 2014.
وأكد الدكتورة فيفيان فؤاد منسق البرنامج القومى لمناهضة ختان الإناث بالمجلس القومى للسكان أن احتمالية خضوع الفتاة للختان تزداد فى المناطق الريفية وتنخفض فى المناطق الحضرية وفقًا لمسح عام 2005 و2008، وقد انخفضت هذه الاحتمالية على غير العادة فى المناطق الريفية فى المسح الصحى السكانى لعام 2014، ما يعكس استجابة المجتمعات الريفية لرسائل مناهضة ختان الإناث.
وقالت الدكتورة فيفيان فؤاد، يؤدى تحسن المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية إلى انخفاض نسب ختان الإناث، ويعكس مسح 2014 أن الفتيات المتوقع أن يخضعن لمُمارسة ختان الإناث على مستوى جميع المحافظات تتراوح من 10% فى محافظة دمياط إلى 91% فى محافظة قنا كما انخفضت احتمالية خضوع الفتيات لختان الإناث عند حصول أمهاتهن على تعليم عال، أى تعليم ما بعد المرحلة الثانوية، فى مسحى عامى 2008 و2014.
صغر عمر الأم يزيد من احتمالية ختان الفتيات
وتابعت فيفيان فؤاد أن صغر عمر الأم يزيد من احتمالية ختان الفتيات فى المناطق كافة وهذا يؤكد أن هناك علاقة وثيقة ما بين زواج الأطفال وختان الإناث، إذ أن الفتيات المعرضات لزواج الأطفال يتم حرمانهن من التعليم وهن الأكثر فقراً، والأقل قدرة على حماية بناتهن من هذه الجريمة .
وأوضحت الدكتورة منى أمين المدير التنفيذى لبرنامج مناهضة ختان الإناث أن الدولة فى عامى 2008 و 2016 قدمت مقترحين تشريعيين لتجريم ممارسة ختان الإناث وقدمتهما إلى البرلمان فى عامى 2008 و2106 ، القانون الأول صدر عام 2008 واعتبر ختان الإناث جنحة ، ثم تم تغليظ العقوبة عام 2016 ليصبح جناية يعاقب مرتكبها بالسجن من 5 إلى 7 سنوات وإذا نتج عنها عاهة مستديمة أو وفاة الضحية بالسجن المشدد وبذلك أصبح ختان الإناث لأول مرة فى تاريخ المجتمع المصرى جريمة يعاقب مرتكبها بدلاً من كونها عرفا أو عادة اجتماعية .
تغليظ العقوبة على جريمة ختان الإناث
وتابعت منى أمين، ارتفع عدد قضايا ختان الإناث التى باشرتها النيابة العامة وأحالتها إلى المحاكم من 3 قضايا فى الفترة بين 2008 – 2016 إلى 10 قضايا فى الفترة بين 2016- 2017 ما يعنى تضاعف عدد القضايا فى سنة واحدة فقط بعد تغليظ العقوبة على جريمة ختان الإناث .
استكملت منى أمين: أن الدكتور أحمد عماد راضى أصدر كتابا دوريا فى أكتوبر 2017، يلزم فيه المستشفيات وجميع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة والأهلية بضرورة إبلاغ الشرطة عند استقبال حالات تعانى من مضاعفات ختان الإناث، كالنزيف وغيرها لحفظ حقوق الفتيات مع إلزام القطاعات المختلفة "الوقائية والعلاجية والرعاية الأساسية التى تنفذ برامج تدريبية وبرامج تثقيف صحى، بإدراج نص القانون والآثار السلبية لختان الإناث فى جميع مناهج هذه البرامج التى تستهدف جميع أفراد الفريق الصحى.
القضاء على جريمة ختان الإناث بحلول 2030
وأكد الدكتور طارق نائب وزير الصحة والسكان فى تصريحات لـــ "اليوم السابع" أن الدولة تبذل جهود كبيرة للقضاء على جريمة ختان الإناث نهائيا من مصر بحلول 2030 مؤكدا أن مصر بها قانون مشدد لمناهضة جريمة ختان الإناث وعقاب المخالفين تصل للسجن المشدد.
وأوضح أنه مع بداية العام المقبل سيتم تدريس مكون مناهضة ختان الإناث فى كليات الطب والتمريض فى الجامعات المصرية الحكومية والخاصة بالإضافة إلى أن المجلس القومى للسكان يقوم حاليا بدراسة وضع مكون مبسط فى مناهج التعليم الأساسى لتثقيف الشباب والشابات بخطورة ختان الإناث ومخاطرة على الصحة العامة للفتيات.
وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد عمل برامج توعية لتقديم التثقيف اللازم للمناطق الأكثر انتشارا فى ممارسة ختان الإناث حتى يتم تقليل نسب ومعدلات انتشار الجريمة مؤكدا أن العلاج الحر يقوم بدور كبير فى مناهضة الجريمة على يد الأطباء والتمريض من خلال تشديد الرقابة على المستشفيات والعيادات الخاصة لافتاً إلى أن هناك تعاونا مع الهيئات الدولية الشريكة لاتباع أفضل السبل لتنفيذ البرامج الخاصة بمناهضة العنف ضد المرأة بشكل عام وفى مقدمته الختان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة