اللى يخرج عن مألوفه يستحمل اللى يشوفه.. العروس أرادت طاعة الله على فيس بوك فدخلت نار التعليقات الساخرة.. فستان زفافها الأسود حول يومها الأجمل إلى الأسوأ.. ومن ينتهك خصوصيته بيده عليه تحمل انتهاكات الآخرين

الثلاثاء، 06 فبراير 2018 01:59 م
اللى يخرج عن مألوفه يستحمل اللى يشوفه.. العروس أرادت طاعة الله على فيس بوك فدخلت نار التعليقات الساخرة.. فستان زفافها الأسود حول يومها الأجمل إلى الأسوأ.. ومن ينتهك خصوصيته بيده عليه تحمل انتهاكات الآخرين العروس التى قررت أن تطل بالاسود
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرادت أن ترتدى الأسود يوم عرسها وفعلت، طلت العروس مرتدية الأسود من أعلى رأسها حتى إصبع قدميها، منتقبة لا يظهر من ملامحها سوى العين المزينة بالكحل، ولا شىء يكسر هذا السواد سوى تاج الورد الملون الذى وضعته على طرحتها، فعلت ما أرادت ثم قامت بعمل فوتو سيشن هى وعريسها ونشرته على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وكتبت تحتها تعليقا: "فعلتها.. طليت بالأسود".
 
 
فعلت هذا ثم انتشرت صورها كالنار فى الهشيم على فيس بوك بين أصدقائها وغيرهم وأصبحت العروس مثار حكى للجميع، عاصفة من الانتقادات لهذه الطلة الكئيبة وموجة من التأييد لأنها فعلت ما أرادت وبين ثالث لا تهمه طلتها بقدر ما تهمه حرية العروس فى طلتها دون أن يكون لأحدهم الحق فى انتقاد هذه الطلة، فكيف يتشدق هؤلاء بالحرية بينما يتغالفون عن معتقداتهم عندما يصطدمون بأول شخص يخالفهم الرأى أو الفكر، كيف ينكرون على العروس حريتها فى اختيار طلتها دون تدخل سافر منهم؟!
 
العروس وعريسها
العروس وعريسها
 
بالطبع التعليقات لم تتوقف عند الانتقاد بل تجاوزت ذلك بقليل من السخرية، فمنهم من كتب أن طلتها "قبضت قلبه"، وأنها طلت بالأسود حتى تسود على عريسها ايامه القادمة، وبالطبع لم تفوت المشتقات للزواج الفرصة عليهن وكتبن التعليقات من نوعية "يعنى حتى إلىى اتبرت على الأبيض طلت بالأسود.. أمتى يارب بس هطل أنا بالأبيض".
 
 
 
الحقيقة وجدت نفسى على خلاف مع كل هؤلاء ووافق معهم ايضا، فالأمر كله معقد ومتشابك ويمكن أن نفنده فى عدة نقاط أولها أن العروس حرة تطل بالأسود أو الأبيض أو بالألوان، تطل كما يحلو لها وليس من حق أحدهم التدخل فى طلتها سواء كانت كانت رائعة أو متواضعة أو حتى سيئة، كما أنه من الظلم أن يتحول يومها الأجمل فى الحياة ليوم مؤلم بسبب الانتقادات والتهكم والسخرية التى وصلت لسوء الأدب.
 
 
لكن ومع التأكيد على احترامنا لحريتها وخصوصيتها اتساءل فى تعجب كيف تقرر العروس أن تطل بالأسود فى إشارة منها إلى مدى التزامها وتدينها ثم تقوم بعمل فوتو سيشن، رغم أن عقيدتها أنها لا تريد لأحد أن يرى من ملامحها شيئا وهنا لا أنكر حقها فى عمل جلسة تصوير فهذا حق لها، لكن استعجب من نشر هذه الصورعلى مواقع التواصل الاجتماعى ليراه الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء.
 
27336772_2168291769864240_5284201180436053421_n
العروس وعريسها فى جلسة تصوير
 
أمر أخر كان عليها التفكير فيه جيدا وهو أن النقاب للحجب التام واللون الأسود لعدم لفت الإنتباه بباقى الألون الزاهية، لكن ليس فى العرس المعروف فيه أن العروس تطل بالأبيض، وعروسنا لم تنتبه إلى أن الخروج عن المألوف حتى وإن الجسد كله مغطى هو أقصى درجات لفت الإنتباه، فمن وجهة نظرى العروس التى تطل بالأسود مثلها مثل التى تطل بحذاء سبورت على فستان الزفاف مثلها مثل التى تطل بتشيرت أبيض عليه صورة العريس، جميعهن يلفتن الإنتباه بالخروج عن المألوف، فكيف تكون عقيدتها الدينية التى تريد إقناعنا بها عدم لفت الإنتباه ثم تقوم بلفت الإنتباه بفستان اسود وفوتو سيشن ينشر على فيس بوك ويترك الألبوم "public" للجميع، كأنها تعرض نفسها للكل، وكأنها تزايد على نفسها وعلى طلتها التى إختارت، فلو فعلت ذلك لوجه الله لما تفاخرت به بهذا الشكل، لكن تبقى النوايا لله لا يعلمها إلا هو بينما الظاهر من الفعل يمكننا قراءته وتفسيره والحكم عليه أيضا طالما قرر صاحبه مشاركته مع الجميع.
 
برفع العروس صورها على الفيس بوك وترك الصور مشاع للجميع من أصدقائها واصدقائهم وغيرهم وغيرهم حتى أنه من لا يعرفه يمكنه تشيير الصور والتعليق عليها هنا لا يكون له الحق فى الاحتماء بالخصوصية، فعروسنا هى من انتهكت خصوصيتها وحريتها وشاركت صورها مع الملايين ممن تعرفهم معرفة شخصية ومن تعرفهم معرفة سطحية ومن لم تعرفهم يوما قط لكن صورها وقعت أمام عينه  على التايم لاين فأدلى بدلوه وهذه قواعد فيس بوك، فكيف دافع عنها مدعو الحرية وقالوا أنه ليس من حق احدهم نشر صورها أو انتقاداها عبر نفس الوسيلة التى استخدمتها هى نفسها فى الترويج لفكرتها ولصورها ولطلتها، إذا هى أرادت وبكامل حريتها أن تشارك الجميع الصور وهنا  يصبح من حق الجميع أن يعلقوا بما يحلو لهم، أن ينتقدوا أو يؤيدوا.
 
العوس فى جلسة تصوير
العوس فى جلسة تصوير
 
أؤكد أنها من حقها أن تطل بما يحلو لها، لكن طالما قررت بقوة أن تشارك هذه الطلة على موقع فيس بوك فعليها تحمل عقبات ذلك وعليكم أن لا تتشدقوا بخصوصيتها وحريتها  فهى انتهكتهما معا بيدها يوم وضعت صورها على موقع فيس بوك وشاركتها الجميع.
 
نعم.. هى المخطئة أى كانت نيتها فى الأمر، فلو أرادت التزاما أو تدينا أو البعد عن لفت الأنظار أو حتى احترام خصوصيتها لما وضعت صورها للجميع على فيس بوك.
 
الخلاصة.. من ينتهك خصوصيته وحريته بيده لا يحق له الشكوى من انتهاك الأخرين لهما.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة