طالما حلمت "رقية" بزوج صالح وعش زوجية تعيش به فى حياة هادئة مستقرة، لم تتردد لحظة واحدة فى الموافقة على أول عريس تقدم لخطبتها، وأكثر ما جذب انتبهاها له حسن أخلاقه وشدة تمسكه بتعاليم الدين.
لم تسمح لها الفرصة للتقرب من زوجها قبل إتمام زفافهما، فتعاليم أسرتها تأبى انفراد العريس بخطيبته قبل عقد القران، وبعد شهور قليلة بدأ القناع الذى حرص زوجها على ارتدائه يسقط سريعا.
وتروى "رقية" معاناتها من أمام محكمة الأسرة بمحافظة أسوان، قائلة: فوجئت أن زوجى من مرضى فيروس " B"، فى البداية صدمت أنه لم يخبر أسرتى بهذا الأمر، لكننى فى النهاية قررت الوقوف بجانبه فى رحلة علاجه، الذى كان يمنعه من الذهاب لعمله فكان يعمل "مبيض محارة"، ومن أجل ذلك تحملت الكثير من معاناة وفقر ومستوى اجتماعى منعدم، وكنت أرضى بالجنيهات حتى يمر يومى.
واستطردت "رقية": أنجبت خلال مدة زواجنا طفلتين، واجهت أزمة فى البداية من سخرية حماتى لإنجابى بنات واتهمتنى بالعجز وعدم القدرة على إنجاب بنين، ورغم ذلك لم أجعل هذه الأمور تعكر صفوة حياتى الزوجية، وبدأت أبحث عن فرصة عمل تعاونى على مصاريف بناتى الصغار ".
واشارت: " شعرت بحالة ارهاق شديدة، وعندما ذهبت للطبيب طلب منى بعض التحاليل، التى كشفت اصابتى بفيروس "B"، وعلمت أن المرض انتقل لى من زوجي، شعرت بحزن شديد على صحتى التى ستذهب منى وانا لم اتجاوز الثلاثين عاما، لم يكن مرضى هو معركتى الوحيدة، ففوجئت بزوجى يصارحنى بأنه يرغب فى الانفصال مني، لأننى أصبحت مريضة وغير قادرة على خدمته وتلبية رغباته".
وأوضحت: علمت أن والدته حرضته ضدى بعد علمها بمرضى وأصرت على انفصالنا، حتى يتزوج بأخرى ولكن الأزمة تكمن فى رفضه الإنفاق على بناته الصغار، وهو مادفعنى لتحريك دعوى ضده، واسعى الان الى ممارسة عملى برغم مرضى حتى استطيع انفق على بناتى ولا احمل اسرتى فوق طاقتها، وكل ما احلم به هو دخل شهرى اضمن منه سد احتياجات اطفالى فقط".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة