فى حين يتجه العالم نحو التركيز أكثر على الأنشطة فى الأنظمة التعليمية، تظل مكانة هذه الأنشطة فى التعليم الحكومى هامشية وغير ضرورية، طالما أنها ليست مادة رسوب ونجاح ولا تضاف للمجموع، ويعد نشاط الموسيقى واحدًا من الأنشطة الأقل حظًا فى المدارس الحكومية، فحين طرحنا سؤال: ماذا يحدث فى حصة الموسيقى على عدة طلاب بالمدارس الحكومية من محافظات مختلفة وفى مراحل دراسية مختلفة كانت هذه إجاباتهم..
"الأدوات موجودة بس ما بنستخدمهاش"
"عندنا أدوات لكن مافيش حصة موسيقى" كانت هذه إجابة يوسف محمد الطالب بالصف السادس الابتدائى بمدرسة حكومية فى منطقة 15 مايو عن حصة الموسيقى، وأضاف: "الأدوات الموسيقية موجودة فى المدرسة لكن إحنا ما بنستخدمهاش، لكن طلاب إعدادى بيستخدموها".
"المدرسة تفكر فى شراء آلات موسيقية"
أما روان أحمد الطالبة فى المرحلة الإعدادية بمدرسة حكومية فى الإسكندرية، فقالت: ليس لدينا حصة موسيقى فى المدرسة، لكن باقى الأنشطة جيدة جدًا، وأعرف من إخوتى أن المدرسة كان فيها معلمة موسيقى ولكنها غادرت المدرسة، وحاليًا الإدارة تدرس شراء آلات موسيقية من جديد والاستعانة بمدرسة، خاصة أن لدينا الكثير من الطالبات لديهن موهبة الغناء.
لم تدرس روان فى المرحلة الابتدائية أيضًا الموسيقى، وقالت: "مدرستى فى الابتدائية كانت جيدة جدًا فى الاهتمام بالمواد الدراسية، ولكن لم يكن هناك أى اهتمام بالأنشطة والمواهب، لذلك أحببت المدرسة الإعدادية أكثر لأنهم يهتموا بمواهبنا وهواياتنا جدًا ولكن الشىء الوحيد الذى ينقصنا هو النشاط الموسيقى وحاليًا يخططوا لعمله".
"الآلات موجودة لكنها قليلة"
وعن المرحلة الثانوية قالت "سلمى عصام" الطالبة بالصف الثانوى بإحدى مدارس الجيزة: "نشاط الموسيقى موجود فى المدرسة والطلاب يختارون بينه وبين الزراعة أو المكتبة، وهناك أدوات موسيقية فى المدرسة أراهم يعزفوا ببعضها فى الطابور ولكن أعتقد أن الأدوات ليست كثيرة".
"آخرها العزف فى الطابور"
وعن حصة الموسيقى فى مدرسته الإعدادية بالجيزة، قال "ياسين شعبان": "لم أدخل نشاط الموسيقى لأن المدرسة تقسم الطلاب على الأنشطة المختلفة بين الزراعى والصناعى والمكتبة والموسيقى بشكل عشوائى دون سؤال الطلاب، وأضاف: "النشاط الموسيقى أقصاه طبلة الطابور، والأدوات الموسيقية لا تستخدم إلا فى مارشال الطابور بعدها هى "للمشاهدة فقط".
التربية والتعليم: النشاط اختيارى وننظم مسابقات على مدار السنة
وعن النشاط الموسيقى فى المدارس، قال أحمد خيرى المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم إنه اختيارى للطلاب طبقًا للقرار 313 لسنة 2011 بشأن التقويم التربوى الشامل، ويحق للطالب تغيير النشاط مع بداية كل فصل دراسى.
أما فيما يتعلق بخطة الوزارة للاهتمام بالنشاط الموسيقى، فأوضح أنه توجد خطة مسابقات من الوزارة على مدار السنة، يعدها مكتب مدير عام تنمية التربية الموسيقية لجميع المراحل التعليمية، منها مسابقة للمرحلة الابتدائية تتضمن العزف على آلات المندولين والكمان والأوكرديون والإكسليفون والريكورد والآلات الإيقاعية سواء عزف جماعى أو منفرد مع مراعاة أن يتناسب مستوى المسابقة مع المرحلة العمرية.
وأضاف: يعد المكتب أيضًا مسابقة للإعدادية فى العزف، ويتم استبدال آلتى الإكسليفون والريكورد بآلة الجيتار وآلات التخت الشرقى بما يتناسب ومستوى المرحلة، كما تتضمن المسابقة الغناء الفردى والجماعى، بالإضافة إلى مسابقات مدارس التربية الخاصة مثل النور والأمل والتربية الفكرية فى العزف والغناء، وفى الإجازة الصيفية ينظم مسابقة المراكز الصيفية فى العزف الجماعى والفردى والغناء الجماعى والفردى ومسابقة موسيقى طابور الصباح.
وتعليقًا على أن استخدام أدوات الموسيقى مقتصر على الطابور، قال: "هذا يدل على أنه يوجد بتلك المدرسة تدريبات على عزف موسيقى طابور الصباح مثل النشيد الوطنى وموسيقى تحية العلم وموسيقى مارش الانصراف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة