فى عام 1956 وإبان العدوان الثلاثى على مصر، الذى ضم فرنسا وإنجلترا وإسرائيل، والذى جاء بعد قرار الزعيم جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، أعلن النجم الكبير الراحل محمود مرسى استقالته على الهواء من الإذاعة البريطانية BBC، بسبب مشاركة هذه الدولة فى العدوان الغاشم على مصر.
ورغم حاجة الفنان الكبير محمود مرسى للعمل وللأموال البريطاينة خلال هذه الفترة، خاصة وأنه لم يكن وقتها قد احترف التمثيل، إلا أن نزعته الوطنية وحبه الشديد لمصر، كانا أهم من نجوميته الإذاعية وأموال بريطانيا خلال هذه الفترة، حيث فاجأ "مرسى" متابعيه من جميع أنحاء العالم عبر هذه الإذاعة وفى موعد إذاعة البرنامج على الهواء، وقال نصا : "هذه هى آخر حلقة أقدمها في هذه الإذاعة، حيث إنه لا يمكننى أن أعمل أو أقيم في دولة تشن حاليًا عدوانًا على بلادى، وتلقى بقنابلها على أهلى فى مصر، ولتلك الأسباب أقدم استقالتى على الهواء، وسوف أعود إلى بلادى أقاتل بجانب أهلى، أعيش معهم أو أموت معهم".
وعاد "مرسى" بالفعل إلى مصر والتحق بالمقاومة الشعبية، التى اندلعت فى مدن القناة "بورسعيد، الإسماعيلية، السويس"، ضد قوات الدول الثلاث إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، ليلتحق بعدها بالعمل كمخرج في الإذاعة المصرية، ثم مذيعا متخصصا فى تقديم البرامج الفنية والثقافية، قبل أن ينطلق فى عالم السينما ويصبح أحد أهم نجومها منذ عام 1963 مع فيلم "أنا هارب"، والذى شهد أولى تجاربه، وسجل من خلاله علامة فارقة فى تاريخ السينما المصرية، فهل هناك من يسير على نهج هذا الفنان الكبير الوطنى الراحل من المصريين الذين يعملون بهذه الإذاعة، ويفضلون وطنهم عليها، بعد أن سعت هذه الإذاعة لفبركة أخبارا تضر بالأمن القومى المصرى؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة