رغم مرور 45 عاما على حرب أكتوبر المجيدة إلا أنه حتى اللحظة تكشف إسرائيل عن مدى الرعب الذى كان ينتاب قيادات الجيش الإسرائيلى عقب معركة العبور العظيمة التى أنجزها الجيش المصرى فى السادس من أكتوبر عام 1973، وحتى عقب زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس المحتلة وخطابه الشهير بالكنيست الذى دعا فيه إلى سلام عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وكشفت الإذاعة العامة الإسرائيلية النقاب عن أن وزارة الدفاع الإسرائيلية سمحت اليوم الأحد بنشر محضر اجتماعات هيئة الأركان الإسرائيلية الذى عقد عقب الزيارة التاريخية لبطل الحرب والسلام للقدس وإلقائه خطابه الشهير بالكنيست الإسرائيلى.
اجتماع هيئة الأركان الإسرائيلية
وأضافت الإذاعة، أنه بعد مرور 3 أيام فقط من زيارة السادات للقدس عقدت هيئة أركان الجيش الإسرائيلى اجتماعًا بتاريخ 22 نوفمبر 1977 برئاسة رئيس الأركان "موطى جور" ضم العديد من قيادات الجيش الإسرائيلى بما فى ذلك رئيس شعبة الاستخبارات بالجيش "أمان".
وأوضحت الإذاعة، أن "جور" استطلع آراء العديد من المسئولين فى إسرائيل وخاصة فى وزارة الدفاع وأعضاء كنيست بلجنة الدفاع والأمن وأوصى بأنه يجب أن يكون هناك حالة طوارىء واستعداد تام للقوات لإمكانية نشوب حرب جديدة مع مصر.
وأشارت الإذاعة الإسرائيلية، إلى أن "جور" استند فى تحليله للحديث الذى دار بين "السادات" و"بيجين"، حيث قال "بيجن" لـ"السادات" هل ستدعونى لزيارة القاهرة فرد "السادات بالقول كلا سأدعوك لزيارة سيناء.
محمد أنور السادات
وأوضحت إذاعة إسرائيل، أن أحد القيادات العسكرية التى حضرت الجلسة كانت لديه مخاوف كبيرة من الرئيس الراحل محمد أنور السادات وأن خطابه فى الكنيست يثير الشكوك أيضا، وربما يكون مراوغة جديدة كالتى قام بها خلال حرب أكتوبر.
ومن جانبها أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" فى تعليق لها على الوثائق، أن الزيارة أحدثت شقاق فى صفوف قيادات هيئة الأركان، فعلى النقيض تمامًا أظهر الجنرال أفيجدور بن جال نائب رئيس الأركان تفهما أكبر للزيارة التاريخية، التى مهدت فى نهاية المطاف الطريق لإبرام معاهدة سلام بين القاهرة وتل أبيب.
مناحم بيجين
وقال "بن جال"، إن زيارة الرئيس السادات إلى إسرائيل والتحدث إلى أعضاء الكنيست هو حدث تاريخى، مشيرًا إلى أنها ليست خطوة دعائية بل خطوة صادقة وحقيقية تتعلق بشخصية الرئيس المصرى السياسية المعقدة.
ووصف بن غال الخطابات التى ألقيت فى الكنيست، بشأن الزيارة، بأنها "حوارا للصم"، متهما الحكومة الإسرائيلية بأنها تظهر افتقارا إلى الفهم والمرونة ولم تفهم الفرصة الكبرى التى توفرها زيارة السادات إلى إسرائيل.
حرب أكتوبر المجيدة
وأعرب شلومو جازيت، رئيس شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى "أمان" المخابرات العسكرية، عن رفضه لخطاب الكنيست الذى أدلى به رئيس الوزراء آنذاك، مناحيم بيجن، الذى اعتبره أكثر خطورة من السادات.
ومن جانبه، أعرب رافائيل إيتان عن تفاؤله قائلا: "أعتقد أن المواقف المتباينة التى يبديها الجانبان طبيعية وأن هذا المفاوضات غير عادية"، مضيفا "الزيارة تعتبر إنجازا لأنها مفاوضات مباشرة للمرة الأولى".
يذكر أن الرئيس السادات أجرى زيارة للقدس المحتلة فى 19 نوفمبر من عام 1977 أى بعد 4 أعوام من اندلاع حرب أكتوبر من أجل تحرير شبه جزيرة سيناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة