قالت دراسة حديثة نشرها الموقع الإلكنرونى لمركز الخليج العربى للدراسات الإيرانية إن كبار علماء الحوزة فى النجف وأصدقاء الخمينى وتلامتذه لم يقتنعوا بنظريته التى دشنها تحت عنوان "ولاية الفقيه"، تلك التى تحكم إيران منذ الثورة بالعام 1979 وحتى الآن.
وأوضحت الدراسة أن الحوزة الشيعية بإيران بها مدرستان كبيرتان، هُما المدرسة التفكيكية، والمدرسة الفلسفية العرفانية التى يُنسب إليها الخمينى ورفاقه، باعتبارهما المدرستين الفلسفيتين المسيطرتين على الدرس الحوزوى الإيرانى (قم ومشهد)، والعربى (النجف وعامل).
ولفتت الدراسة التى أعدها الباحث محمد السيد الصياد، المتخصص فى الدراسات الفكرية والأيدلوجية، إلى أن تناول هاتين المدرستين بالدراسة يؤدى إلى فهم السلوك الإيرانى من جوانب أخرى غير الجوانب السياسية تصطبغ بأبعاد فكرية وفلسفية، بعيدًا عن تحليل مجرد للظواهر السياسية التى هى فى الحقيقة ترتكز على أُسس فكرية، ومرتكزات فلسفية تمثل البناء العلمى للحوزة.
وأكد الصياد أنه حاول التركيز فى دراسته على معالجة محور شديد الأهمية وهو أن الأولوية للأسس والمرتكزات لا للظواهر والأعراض الناجمة عنها، علاوة على معرفة المدركات والمرتكزات التى ينبنى عليها الفكر السياسى الشيعى المعاصر، لا سيّما داخل الدولة الإيرانية، وكذلك الوقوف على ما تتضمنه هاتان المدرستان من فرق وتيارات ومدارس صغيرة تحت لوائها.
ونوه إلى أن الدراسة على هذا المحو تعد عملية تفكيكية وتشريحية عميقة لأحشاء الحوزة وبنية الدرس الفقهى والفلسفى المعاصر، والذى يُعَدّ المرتكز الأساسى لأيديولوجيا الساسة ورجال الدين.
وخلص الباحث فى دراسته إلى أنه ليس كل الفلاسفة العرفانيين ينتمون إلى ولاية الفقيه بقراءتها الخمينية، بل إنّ بعض كبار المدرسة العرفانية حتى من أصدقاء الخمينى وتلامذته لم يقنعوا بقراءته، ويبقى مستقبل التيار التفكيكى والعرفانى وموقع السياسة عند كل منهما مرتبطًا بمدى استمرار تبنّى الدولة لقراءة فلسفية وعرفانية بعينها، على حساب القراءات الأخرى التى تَعُدّها نابعة من معارضين سياسيين لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة