صور.. "منار" طالبة الإعدادية خطفت العالمية من 4 دول عربية.. بنت المنوفية الأولى بالوطن العربى فى التحدث بالفصحى والخطابة.. خالها: رفعت اسم مصر عاليا.. والدتها: حققت حلم والدها المتوفى.. والمعلمين: فخر لكل منزل

الجمعة، 23 فبراير 2018 09:00 ص

الفتاة

المنوفية - محمود شاكر

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الطالبة تحصد اللقب بعد منافسة صعبة بين أربعة دول عربية

- تنافس فى الجولة النهائية بقصيدة المتنبى

- المدرسة ومجلس المدينة والأمناء يكرمونها

- شقيقاتها: هى قدوتنا وسنحقق نجاحنا منها

بأنامل صغيرة، ونظرة لا تعرف سوى التحدى، وبصوت ينطق بالفصحى دائما فى طلاقة يعجز الكبار عن التحدث بها، وبقصة بدأت منذ نعومة أظافرها بشهادة مدرسيها " تجاوزت التوقعات "، وبتفوق سنويا فى ترتيب السنوات بالحصول على المركز الأول بلا منافس، جميعها عبارات تجسد قصة الطالبة " منار حمزة على حسام الدين " الحاصلة على المركز الأول بالوطن العربى فى مسابقة " التحدث باللغة العربية الفصحى والخطابة والإلقاء الشعرى وتعميق دراسة النحو" .

الاسرة أمام صيدلية والدة الطالبة

منار صاحبة الأربعة عشرة عاما الطالبة بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة سنتريس الإعدادية المشتركة، التابعة لإدارة أشمون بمحافظة المنوفية، والتى حققت حلم والدها المتوفى بأن تكون ضمن المتميزين دائما، ولم تخيب تعب والدتها التى تحولت إلى الأب والأم بعد وفاة زوجها منذ أكثر من 6 سنوات .

قصدنا القرية، وبطرق متنوعة وشارع تلو الآخر ، وصلنا إلى مدرسة سنتريس الإعدادية المشتركة والتى تدرس بها الطالبة منار لنتقابل مع معلميها والذين أسهموا بشكل كبير فى حصولها على المركز الأول على مستوى الوطن العربى فى مسابقة "التحدث باللغة العربية الفصحى والخطابة والإلقاء الشعرى وتعميق دراسة النحو".

ويقول محمد حمدى مدرس اللغة العربية بالمدرسة معبرا عن سعادته الغامرة بما حققته الطالبة من تفوق وتقدم وإعلاء لإسم مصر خفاقا فى السماء، أنها دائما كانت دؤبة ومثابرة وتسعى إلى التفوق، وهو ما كلله الله لها بان أصبحت الأولى على الوطن العربى، لافتا إلى أن الطالبة تتميز بالعديد من المميزات التى ربعتها على عرش الوطن العربى، فيما تقدمت سمر رشدى تعيلب، خالة الطالبة والاخصائية الإجتماعية بالمدرسة، بالتحية والتقدير للطالبة على ما قدمت من تفوق رافعة أسم القرية والمحافظة ومصر باكملها بين ربوع العالم كلة.

الطالبة مع اشقائها وجدتها

من جانبها تقدمت إدارة المدرسة كاملة بالشكر والتقدير والعرفان للطالبة على ما حققته من تميز خلال منافساتها التى خاضتها فى المسابقة، وتقدم لها ممدوح عفيفى المعلم المشرف على مادة اللغة العربية، ونجاح عبدالغنى مدير المدرسة، ووفاء منير محمد وكيل المدرسة، بالشكر على ما حققته من تفوق .

استكملنا جولتنا بالقرية قاصدين المنزل الذى ساهم فى إخراج هذه الطالبة التى قال عنها الجميع بالقرية أنها " معجزة " مجرد 15 دقيقة سيرا على الأقدام هو مشوار الطالبة اليومى من المنزل إلى المدرسة، لنصل إلى منزلها، ونقف ننتظر وصولها مع والدتها الدكتور حنان عفيفى عبدالحكيم، ووسط حالة من الفرحة الغامرة تصطحبها الأم ليدخلا إلى المنزل الذى أخفى بداخله الكثير من الأسرار عن تفوق الطالبة وتميزها.

أخذنا الفضول أكثر وأكثر كى نتعرف عن قرب على الأسرة كاملة، لندخل إلى المنزل الذى يعقب بابه حديقة صغيرة، يتوسطها لافته مكتوب عليها " ماشاء الله لا قوة إلا بالله "، لنتقابل مع الدكتورة حنان عفيفى عبدالحكيم، صاحبة الأربعين عاما ووالدة الطالبة منار لتروى قصة حصول نجلتها على المركز الأول بالوطن العربى .

قالت الدكتورة حنان، رزقنى الله بثلاثة من البنات، هم منار بنتى الكبرى بالصف الثالث الاعدادى، ونيرمين بالصف الأول الاعداى ، وملك بالصف الرابع الابتدائى، وجميعهن رزقهن الله الفطنه والذكاء والنبوغ منذ صغرهن، وخاصة نجلتى الكبرى منار .

الطالبة واسرتها تتوسط ادارة المدرسة امام المدرسة

وتابعت الأم: كنت أتحمل المسئولية مشتركة مع زوجى الدكتور حمزة على حسام الدين والذى رحل عن الدنيا منذ 6 سنوات، لأتحمل المسئولية كاملة، وأقوم بدور الأب والأم، وبحمد الله بناتى دائما معى ويسعون إلى الأفضل دون أى تعب لى، وعدت إلى عملى بالصيدلية المتواجدة بالقرية عقب وفاة زوجى بثلاثة أيام، وكان لزاما على أن أتحمل المسئولية كاملة دون أى تقصير .

وأضافت حنان: لم أتوان فى تقديم كل شىء لبناتى، وكانت منار هى الثمرة الأولى منذ صغرها وهى تتميز بالعديد من المميزات لحفظها 18 جزء من القران الكريم فى سن مبكرة، بالإضافة إلى كتابتها للعديد من الخطابات لأقاربها عندما نكون فى زيارات لهم تطورت إلى كتابات للعديد من الخواطر والكتيبات الصغيرة، علاوة على كتابة اسمها من اليسار إلى اليمين، وتقدير مدرسيها لها على مدار سنوات الدراسة، والتى كانت بتدوين عبارات " تخطت التوقعات " داخل الشهادات المدرسية، وحصولها على المركز الأول فى جميع السنوات .

لم تنتظر كثيرا الطالبة منار حتى تأخذ دورها فى الحديث لتكشف عن موهبتها بالإلقاء والخطابة، وتروى تفاصيل المسابقة الأخيرة والتى لم تتوقع أن تفوز وتحقق المركز الأول على مستوى الوطن العربى، لتقول: " الحمد لله على النجاح والتفوق وأن الله لم يضيع تعبى وتعب والدتى طوال وقت المسابقة هدرا " لافتة إلى أن المشاركة كانت عن طريق الصدفة، بان أبلغنى معلمى بأنه سيكون هناك أختبار فى مسابقة ولابد أن تشتركى، وخضت الامتحان فى اليوم التالى دون أن يكون لدى أى علم بمحتواه، وفوجئت بمدرسى يبشرنى بنجاحى، وتصعيدى على مستوى الإدارة، وحصدت المركز الأول بالإدارة، ليتم تصعيدى على مستوى المحافظة، وبحمد الله أفوز به، ثم ألتحق بالمسابقة ممثلة لمصر وأحصد المركز الأول بالوطن العربى .

وأكدت منار أنه تم تكريمها بأكثر من 36 شهادة تقدير منذ بداية مشاركاتها المختلفة ليتم التتويج لكل هذه الشهادات بالحصول على المركز الأول فى مسابقة الخطابة على الوطن العربى، ويتم تكريمها بشهادة التقدير، لافتة إلى تكريم رئيس المدينة ومجلس الأمناء وإدارة أشمون التعليمية لها داخل المدرسة ووسط زملاؤها .

وأضافت منار أن أكبر عقبه واجهتها طوال فترة تفوقها، هو عام وفاة والدها، والذى ترك فيها حب المثابرة والتفوق بوصية كتبها لها قبل وفاتها " بأن تسعى دائما الى التفوق " لتعمل بها وتحصل على المركز الأول بالصف الرابع الابتدائى والذى شهد وفاة والدها، حتى تحقق وصيته فيها، بأن ترفع أسمه دائما خفاقا .

وأكدت منار أنها تتمنى أن تكون أستاذة بالجامعة بكلية الطب، حتى تتمكن من أن تحقق أمنية والدها فيها، وحتى لا تضيع تعب والدتها، ليل ونهار، مؤكدة أن الموهبة لابد وأن يكون لها جانب من التدريب للحفاظ عليها وإثقالها، موجهة رسالة شكر إلى كل من ساعدها فى تحقيق هذا التقدم والنبوغ، ومؤكدة أنها ستستمر فى تفوقها على مدار السنوات القادمة لتحصد المركز الأول بالاعدادية وبالثانوية العامة والالتحاق بكلية الطب ومن ثم التفوق والتعيين بها معيدة .

من جانبه، عبر أيمن عفيفى عبدالحكيم، خال الطالبة عن سعادته الغامرة بما حققته نجل شقيقته قائلا: " منار تعتبر البنت الأولى لى والتى دائما ما أتعامل معها كابنه ودائما ما كانت مصدر سعادتنا بتفوقها الدائم، وأتمنى لها مزيد من التفوق والنجاح "، أما جدها وجدتها الذين وجها لها العديد من للنصائح للاستمرار على الطريق فى حالة من الفرحة الشديدة لما حققته، ليوجه لها جدها نصيحة بأن تستمر فى تفقوها بالالتزام بتعاليم الدين الجنيف وعدم الأبتعاد عن القران الكريم، وتؤكد جدتها نفس الكلام معبرة بدموع الفرح عن تفوق حفيدتها، فيما قالت نيرمين شقيقة منار ، أنها ستسعى على خطى شقيقتها لتحقق التقدم، فيما قالت ملك الشقيقة الصغرى، منار مثلى الأعلى الذى لن أتركة طوال حياتى .

كانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى قد كرمت الطلاب الفائزين بمسابقة " التحدث باللغة العربية الفصحى والخطابة والإلقاء الشعرى وتعميق دراسة النحو" بالحفل الذى نظمته جامعة الدول العربية، بحضور الدكتور محمد سعد الهاجري مدير إدارة الثقافة بجامعة الدول العربية، والدكتور أحمد شلبى مدير عام تنمية مادة اللغة العربية، وعدد من القيادات التعليمية، والفائزين من الدول العربية المشاركة فى المسابقة " السعودية، والكويت، ولبنان، وفلسطين ".