العالم يشهد تعامد الشمس على قدس الأقداس بأبوسمبل.. 3 وزراء و3000 سائح يشهدون الظاهرة.. وفد يابانى يحجز مكان أول المشاهدين قبلها بـ5ساعات.. ووزير الآثار: إلغاء احتفالية اكتشاف المعبد احتراما لأرواح الشهداء.. صور

فى ظاهرة ينتظرها العالم فى مثل هذا التوقيت من كل عام، تعامدت الشمس صباح اليوم الخميس، على قدس أقداس معبد الملك رمسيس الثانى بمدينة أبو سمبل، جنوب محافظة أسوان، حيث شاهد أكثر من 3000 سائح أجنبى وزائر مصرى ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى فى تمام الساعة 6.25 دقيقة صباحًا  فى أسوان عاصمة الاقتصاد والثقافة الإفريقية وتحت شعار " مصر الأمن والأمان "، حيث استمر التعامد لنحو 22 دقيقة، وذلك بحضور الدكتور خالد العنانى وزير الآثار والدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة واللواء مجدى حجازى محافظ أسوان، فضلًا عن ممثلى الصحف القومية والمحلية ليكون ذلك نقطة انطلاق نحو عودة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية التى تتناسب مع عظمة الحضارة المصرية ومقومات مقاصدها السياحية .

وشهد اليوم معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى بمعبده الكبير قدس الأقداس، لتعلن بداية موسم الحصاد عن القدماء المصريين.

 وحرص وفد يابانى مكون من 35 شخصا، على أن يكونوا أول المتواجدين بالصفوف الأولى لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس داخل معبد رمسيس الثانى بأبوسمبل.

وافترش الوفد اليابانى أرضية المعبد، بعد أن وصلوا إليه قبل حدوث الظاهرة بـ5 ساعات، معربين عن سعادتهم بانتظار هذا الحدث الهام.

وقال عماد الجابرى - المرشد السياحى المرافق للوفد اليابانى، إن الوفد اليابانى وصل إلى القاهرة من نحو أسبوع مضى، ثم توجه فى رحلة سياحية إلى مدينة الأقصر ومنها إلى أسوان عبر باخرة سياحية استغرقت 4 أيام بنهر النيل، وتوجهوا بعدها إلى أبو سمبل لمتابعة هذا الحدث الرئيسى فى الرحلة والذى حجزوا تذكارهم لمصر من أجله .

وقال الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، إنه تم إلغاء الاحتفالية العالمية التى كان مقرر إقامتها تزامنا مع مرور 200 سنة على اكتشاف معبد أبو سمبل، بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسى، نظرا للحادث الإرهابى الذى وقع بنهاية العام الماضى.

وأضاف وزير الآثار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع "، على هامش حضوره مهرجان تعامد الشمس بأ بوسمبل، أن هذه الاحتفالية التى كان مقرر أن يحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسى، تم الإعداد لها على مدار عام 2017 بعد تكليف الرئيس بالاحتفالية خلال المؤتمر الوطنى للشباب بمدينة أسوان يناير 2017، إلا أن الأسابيع الأخيرة من عام 2017 شهدت سقوط شهداء أبرار فى عملية إرهابية مما دفعنا إلى إلغاء الاحتفالية احتراما لأرواح الشهداء.

وأوضح العنانى، أنه تم تطوير مدينه أبو سمبل السياحية بنحو 40 مليون جنيه خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن احتفالية اليوم شهدت لأول مرة إقبال مكثف من السائحين الأجانب والمصريين مما يبعث برسالة أن مصر بلد الأمن والأمان.

وأشار وزير الآثار، إلى أن هناك بعض القصور فى تطوير منطقة عمدا والسبوع الأثرية بأسوان، نظرا لأنها تحتاج إلى عمل ومجهود كبير، مؤكدًا أنه تم تخصيص مبلغ لتطوير هذه المنطقة الأثرية، وتم مخاطبة وزارة التخطيط لإتاحة المبلغ، موضحًا أن العام الحالى يشهد مرور 50 سنة على الانتهاء من نقل معبد أبو سمبل، والذى تم فى 22 سبتمبر 1968، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعداد لاحتفالية وفاعليه لهذه المناسبة.

ومن جانبه أوضح الدكتور خالد العنانى، أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى تعد ظاهرة فريدة من نوعها حيث يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان، والتى جسدت التقدم العلمى الذى توصل له القدماء المصريين، خاصة فى علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير والدليل على ذلك الآثار والمبانى العريقة التى شيدوها فى كل مكان، مشيرًا إلى أن هذه الآثار كانت شاهدة على الحضارة العريقة التى خلدها المصرى القديم فى هذه البقعة الخالدة من العالم، وأن ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام إحداهما فى 22 أكتوبر احتفالًا بموسم الفيضان والزراعة، والأخرى فى 22 فبراير احتفالًا ببدء موسم الحصاد، حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى وتماثيل الآلهة " أمون ورع حور وبيتاح"، وتخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثانى التى ترتفع بطول 60 مترًا داخل قدس الأقداس، كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لاعتقاد عند المصريين القدماء بوجود علاقة بين الملك رمسيس الثانى والآلهة رع إله الشمس عند القدماء المصريين .

 فيما أكد اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، على أن المشاركة الواسعة لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس تؤكد على حالة الأمن والأمان والاستقرار التى تشهدها مختلف محافظات الجمهورية وهو الذى تمثل اليوم فى أقصى جنوب مصر بمدينة أبو سمبل من خلال توافد السائحين والمصريين لمشاهدة هذه الظاهرة الفلكية الفريدة، والتى تدفق عليها السائحين والزائرين من خلال وسائل النقل البرية والنهرية والجوية بأعداد كبيرة، لافتًا إلى أنه تم تسهيل مشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على الحاضرين من السائحين والمواطنين من خلال نقل هذا الحدث العالمى الفريد على شاشات تم وضعها أمام المعبد لإتاحة الفرصة أمام الجميع للاستمتاع بلحظة التعامد بعيدًا عن التزاحم والتأكيد، كما أنه تم اتخاذ العديد من إجراءات التنظيم والتأمين لتحقيق السيولة فى دخول وخروج المعبد، بالإضافة إلى تكثيف التواجد الأمنى داخل صحن المعبد وقدس الأقداس وهو الذى لاقى ارتياحًا من الأفواج السياحية والزائرين المصريين.

وأعلن الأثرى حسام عبود، مدير معبد أبو سمبل، عن أن الشمس تتعامد اليوم الخميس على وجه رمسيس الثانى بمعبده الكبير قدس الأقداس فى الساعة السادسة و25 دقيقة، لتستمر لمدة 20 دقيقة، لتعلن بداية موسم الحصاد عن القدماء المصريين.

وقال "عبود"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن احتفالات هذا العام بتعامد الشمس مختلفة، ومن المقرر أن يُفاجأ الزوار هذا العام بشكل جديد لمدينة أبو سمبل بعد تطويرها، خاصة من جانب التنظيم والتأمين للاحتفالية.

وأشار مدير عام آثار أبوسمبل، إلى أن هناك نحو 20 فرقة للفنون الشعبية سوف تشارك فى احتفالات تعامد الشمس هذا العام، موضحًا أن الاحتفالية من المقرر أن يشهدها وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، واللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان.

وقدمت فرق الفنون الشعبية الدولية والمحلية، عروضًا استعراضية بساحة معبدى رمسيس الثانى بمدينة أبوسمبل السياحية جنوب مصر، ضمن احتفالات مهرجان تعامد الشمس على قدس الأقداس

وتمثل هذه الفرق 15 دول عربية وإفريقية وأجنبية، وهى "اليونان وتونس والصين وتايلاند وكينيا والهند، بجانب دولة إثيوبيا ضيف شرف المهرجان، وأيضًا الفرق المصرية وهى الإسماعيلية والأقصر وسوهاج والوادى الجديد وفرقة التذوق الفنى بالإسكندرية وأسوان وشلاتين وتوشكى للفنون التلقائية".

وكانت محافظة أسوان قد استكملت برنامج الاحتفال بفعاليات ظاهرة تعامد الشمس بمدينة أبو سمبل السياحية فى ليلة التعامد حيث قامت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة واللواء مجدى حجازى محافظ أسوان بمشاهدة الاحتفالية الفنية التى تم تنظيمها لفرق الفنون الشعبية المشاركة بالفعاليات فى صحن معبدى رمسيس الثانى وسط عبق التاريخ وسحر المكان وفى حضور الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ومجموعات من السائحين والمواطنين والقيادات التنفيذية والأمنية والشعبية.

وبدأت الفعاليات بتقديم عرض الصوت والضوء والذى يحكى فى سرد تاريخى لفترة حكم الملك رمسيس الثانى لمصر وأهم المعارك التى خاضها الملك للدفاع عن المملكة المصرية القديمة وحدودها الشاسعة وقد ضم العرض إضاءة مبهرة لواجهة المعبد وخلفيات موسيقية، بجانب إسقاطات ضوئية على واجهات المعبد الكبيرة والصغيرة توضح تاريخها وذلك بتسع لغات مختلفة، وأعقب ذلك قيام فرق الفنون الشعبية المشاركة فى فعاليات ظاهرة تعامد الشمس ومهرجان أسوان الدولى السادس للثقافة والفنون بتقديم عروضها الفنية أمام الحاضرين وهى الفرق الأجنبية والإفريقية والتى تضم اليونان وتونس والصين وتايلاند وكينيا والهند والسودان، بجانب دولة إثيوبيا ضيف شرف المهرجان، وأيضًا الفرق المصرية وهى الإسماعيلية والأقصر وسوهاج والوادى الجديد وفرقة التذوق الفنى بالإسكندرية وأسوان وشلاتين وتوشكى للفنون التلقائية، وقد لاقت الفقرات الفنية المتنوعة التى تم تقديمها إعجاب جميع الحاضرين

وانتقلت الفقرات الفنية لفرق الفنون الشعبية إلى وسط مدينة أبو سمبل، وقدمت عروضها الشيقة على خشبة مسرح منطقة السوق فى حضور وزير الثقافة ومحافظ أسوان وبمشاركة واسعة من أهالى المدينة وزوارها .

وشهدت الفعاليات أيضا تفقد الدكتورة إيناس عبد الدايم واللواء مجدى حجازى لمعرض المنتجات البيئية والمشغولات اليدوية التابع لمديرية التضامن الاجتماعى، والذى تم تنظيمه بحديقة بكار ويضم منتجات لمركز الحرف للمعاقين ولوحات تشكيلية لبعض الفنانين الشابين المبدعين، فضلا عن مخبوزات وورق بردى ومنتجات حرف الخرز والخزف.