حالة من العبق التاريخى تسيطر على مجمع الفنون "قصر عائشة فهمى" بالزمالك، وذلك بعدما افتتح قطاع الفنون التشكيلية معرض "كنوز متاحفنا 2.. روائع النسيج القبطى والإسلامى"، لعرض أعمال النسيج النادرة ليراها الشعب المصرى لأول مرة بعدما ظلت لسنوات طويلة فى حجرات المخازن لا يعرف عنها أحد شيئا، فالمعرض يضم نحو 61 عملاً فنياً، وكل قطعة معروضة فى المعرض بمثابة كنز لا يقدر بالمال.
عندما تتفقد المعرض تقف أمام كل قطعة معروضة ما يقرب من دقيقة أو دقيقتين لتتأمل الدقة العالية والمهارة والإتقان فى نسج هذه الأعمال، إضافة إلى هذا تستغرق وقتا أيضا لقراءة ما يكتب على النسيج وتتأمل الرسم وحرفية استخدام الألوان والزخارف، خاصة فى المنسوجات التى تحمل خيوط الذهب.
ونتيجة لأهمية هذا الحدث الفنى، حرص العديد من الوزراء والفنانين التشكيليين وبعض من الشخصيات العامة حضور افتتاح المعرض، وقال الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق إن المعرض يضم بالفعل كنوزا مصرية فى النسيج القبطى والإسلامى.
وأوضح فاروق حسنى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هذا المعرض لابد أن يشاهده الشعب المصرى كله ليتعرف على التاريخ الفنى المصرى.
وأشاد فاروق حسنى بروعة النسيج القبطى المصرى، وأيضا النسيج الإسلامى المتنوع سواء التركى أو الإيرانى أو المصرى، مضيفا أن المعروضات المقدمة فى المعرض أعدادا ليست كبيرة لكنها مهمة وفى غاية الندرة.
ومن جانبه قال الفنان الدكتور صلاح المليجى إنه سعد بمشاهدة روائع النسيج القبطى والإسلامى من جديد فى معرض كنوز متاحفنا 2.
وأوضح صلاح المليجى أنه أثناء فترة توليه رئاسة قطاع الفنون التشكيلية، طلبت الشيخة موزة، زوجة أمير دولة قطر السابق، من القطاع استعارة سجادة صلاة "آسيا الصغرى-ق16" 160x106 سم، مضيفا أنه رفض وقام بإبلاغ وزير الثقافة الأسبق الدكتور محمد صابر عرب.
وأكد صلاح المليجى أن رفضه هذا الطلب بسبب ندرة السجادة التى لا يوجد لها نسخة غير فى تركيا فقط، مضيفا أن هذه السجادة تمثل حالة متفردة لأن بها أنواع من الخطوط والزخارف النباتية العديدة.
وتابع صلاح المليجى أن هذه اللوحة خضعت للترميم من قبل لجنة فنية على أعلى مستوى خصصت لترميم النسيج فى متحف الجزيرة للفنون، مضيفا أن أغلبية أعضاء اللجنة كانوا أساتذة من الجامعة إضافة إلى مرممين.
وأشار صلاح المليجى إلى أن أجمل ما يميز المعرض، أنه يتضمن سجادا نادرا جداً وليس له نسخ أخرى، إضافة إلى نسيج المحراب، وأيضا روائع النسيج القبطى الذى ليس له مثيل على الإطلاق.
وتابع صلاح المليجى أنه شاهد هذه الأعمال الفنية من قبل، وذلك أثناء تصنيفه لأعمال الجرافيك والتصوير بمتحف الجزيرة للفنون منذ عام 1988، مضيفا أنه قام بتصنيف هذه الأعمال الفنية لسنوات طويلة حتى منتصف التسعينيات.
ولفت صلاح المليجى إلى أنه سعيد بالمعرض وبأنه ساهم فى الحفاظ على هذه الممتلكات الفنية التى تمثل كنوز مصر.
وفى السياق ذاته عبر الفنان الدكتور أحمد مصطفى عن سعادته البالغة بمشاهدة معرض "كنوز متاحفنا 2.. روائع النسيج القبطى والإسلامى"، موضحا أن المعرض به خلط بين النسيج الحديث والنسيجات العريقة من القرن الخامس قبل الميلاد والسادس قبل المبلاد، وأيضا الحقبة البيزنطية.
وأشار أحمد مصطفى إلى أنه سعد بمشاهدة المهارات العالية والفائقة التى تتواجد فى النسيج القبطى والإسلامى، مضيفا أن هذه الأعمال الفنية بالفعل كنوز تشاهدها الناس لأول مرة.
وتابع أحمد مصطفى أن العبق الروحى والتاريخى متصل بكل قطعة فنية تتواجد فى معرض كنوز متاحفنا 2، مضيفا أن الكالتوج الفنى المصاحب للمعرض يفى بالمعلومات التعريفية عن كل قطعة معروضة بالمعرض.
كما قال الفنان إيهاب اللبان مدير مجمع الفنون ومنسق المعرض إن هذا المعرض يضم مجموعة من أعمال النسيج من مقتنيات متحف الجزيرة، تعرض لأول مرة، ويمكن للزائر أن يستكشف زخم هذا الفن فى العصريين القبطى والإسلامى، اللذان اقتصرت عليهما الأعمال المعروضة نظراً لاحتفائهما بهذا الفن الذى نضج فى هذه العصرين، وبلغت ذروة الإبداع من حيث التصميم والخامات والأصباغ والزخارف.
وأوضح إيهاب اللبان أن هذه النسجيات تعود إلى مراحل يمكن تقسيمها حسب التيارات الحاكمة أو بالأحرى المراحل التاريخية المتنوعة للعصرين، مضيفا أن مجمع الفنون يسعى إلى الاستمرار فى الغوص فى ذاكرة مصر التشكيلية، ليستحضر منها ما قد يكون خفيا على المهتمين والمتابعين، وهو ما سنعمل عليه فى معرضنا التالية.
كما قال النحات طارق الكومى إن فكرة عمل معرض عن "روائع النسيج القبطى والإسلامى"، بمجمع الفنون، بقصر عائشة فهمى بالزمالك، اختيار موفق جداً لأن مكان المعرض قريب من الناس، وبذلك ستكون نسبة الإقبال عليه عالية من قبل المهتمين وغير المهتمين الذين سيشاهدون هذه المعروضات لأول مرة.
وأوضح طارق الكومى، فى تصريحات خاصة، أن معرض كنوز متاحفنا 2 مهم جداً للمصريين وللأجانب الذين سيأتون من مختلف أنحاء العالم لمشاهدته، لافتاً إلى أن هذا المعرض يرسم صورة جيدة للعالم الغربى عما تمتلكه مصر من كنوز تراثيه عريقة.
وتابع طارق الكومى أن المعرض يضم نسيجا قبطيا وإسلاميا متقنا على درجة عالية من الدقة والمهارة، لدرجة أنك من الممكن أن تشاهد فى سنتيمتر مربع أكثر من عقدة، مضيفا أن هذه التقنية يصعب على المكينات الحديثة تنفيذها سواء على الكتان أو الأصواف.
وأكد طارق الكومى أن النسيج القبطى امتداد للنسيج الإسلامى، فكل منهما يكمل بعضه البعض، مع تحوير طرق على عناصر النسيج الإسلامى بسبب العقيدة الإسلامية.
بينما قال الفنان الكبيرصبرى منصور إن فكرة إقامة معرض "كنوز متاحفنا 2.. روائع النسيج القبطى والإسلامى"، جيدة جداً وفرصة لمعرفة تاريخنا الفنى الذى لا نعرف عنه الكثير.
وأوضح صبرى منصور أن ما يميز النسيج القبطى والإسلامى الدقة غير العادية فى تصميمه، وهذه الدقة مفتقدنها حالياً، مشيرا إلى أن المعرض فرصة للشعب المصرى، وأيضا للفنانين لكى يتطلعوا على تراثهم الفنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة