أكد المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، أن مشاركة مصر فى مؤتمر الكويت الدولى لإعادة إعمار العراق، تأتى من دورها الريادى على المستوى العربى، والإقليمى، والدولى، مشيرا إلى أن زيارته إلى العراق الشهر الماضى، ومشاركة مصر فى مؤتمر الكويت، جاءت بتكليفات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وقال محلب - فى حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالكويت، إن الرئيس السيسى وجه بضرورة الوقوف بجانب الأشقاء فى العراق، من أجل نقل التجربة المصرية الرائدة فى إعادة بناء الدولة إليهم، ومساعدتهم على إعادة بناء ما تم هدمه وتدميره على أيدى العناصر الإرهابية، مؤكدا أن زيارته للعراق لم تكن لغرض تجارى، بغية الحصول على مشروعات فى خطة إعادة الإعمار، لكنها كانت بهدف مساعدة شعب شقيق على إعادة بناء دولته من جانب، وتهنئته على انتصاره على ما يسمى بـ (داعش) من جانب آخر.
وشدد على حرص مصر على نقل معجزتها فى تشييد المشروعات القومية الكبرى خلال زمن قياسى، لم يتعد الأربعة أعوام، إلى العراق، خاصة فى ظل حاجة العراقيين الماسة إلى بعض الخدمات اللوجيستية بشكل سريع، من طرق، ومشروعات خاصة بالطاقة، ومستشفيات ومدارس، من أجل عودة النازحين العراقيين إلى ديارهم، بعد أن اضطروا إلى تركها، بسبب الحرب على الإرهاب.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الكويتية، أكد محلب أن العلاقات المصرية الكويتية وطيدة على مر تاريخها، لافتا إلى أن الكويت تضم مئات الآلاف من المواطنين المصريين العاملين فى مختلف المهن والحرف، وأنهم يساعدون على تحقيق التنمية فى المجتمع الكويتى،؛ لشعورهم بأنهم فى وطنهم الثانى، مشددا فى الوقت نفسه على قوة العلاقات فى ظل القيادة الحكيمة للرئيس السيسى، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وأضاف أن استضافة الكويت للمؤتمر الدولى لإعمار العراق، تأتى انطلاقا من الدور الإنسانى للكويت، باعتبار أن الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، هو الملقب ب (قائد العمل الإنسانى)، لافتا فى الوقت نفسه، إلى أن المؤتمر يمثل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولى، بأهمية دعم العراق الشقيق فى تلك المرحلة الحرجة التى يمر بها، بعد نجاحه فى اجتثاث الإرهاب من على أراضيه.
وفيما يتعلق بالإنجازات الداخلية التى تحققت خلال الأربعة أعوام الماضية، قال المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، "أنا بحلم بيوم، يبقى عندنا أوليمبياد للإنشاءات، لأننا بلا شك، سنحصل على الميدالية الذهبية فى جميع المجالات خلال الأربع سنوات الماضية، لأن الله سبحانه وتعالى وهب مصر، قائدا له رؤية، وشعبا لديه إرادة وإصرار".
واستعرض محلب الإنجازات التى تحققت خلال الأربعة أعوام الماضية، قائلا "إذا كان هناك بطولات فى الإنشاءات، فنحن جاهزون لخوض تلك البطولات وحصد جوائزها..من فى العالم استطاع إضافة 25 ألف ميجاوات إلى شبكته الكهربائية خلال تلك الفترة الوجيزة سوى مصر..من فى العالم نجح فى إضافة 7 آلاف و500 كلم طرق فى تلك الفترة الوجيزة سوى مصر..من فى العالم أنشأ مزارع سمكية تعتبر من الأكبر على مستوى العالم فى تلك الفترة الوجيزة سوى مصر..ما تحقق من إنجازات فى ظل حربنا القوية على إرهاب مخطط لهدم الدولة، سيقف عنده التاريخ البشرى كثيرا".
وأكد محلب أن الإرهاب المخطط، كان من أبرز التحديات التى واجهت عملية بناء مصر الجديدة، إلا أنه لم يستطع عرقلة عملية البناء والتنمية، مشيرا إلى أن مصر دفعت ثمنا غاليا وعزيزا من دماء أبنائها من ضباط القوات المسلحة، والشرطة، والمواطنين الأبرياء، من أجل القضاء على الإرهاب، ليس فى مصر وحدها، بل فى العالم أجمع، نظرا لأن مصر كانت تحارب الإرهاب نيابة عن العالم كله.
وأضاف أن ما حققته مصر من إنجازات خلال الفترة الماضية، سواء على مستوى البنية التحتية، أو شبكة الطرق القومية، أو تطوير قياسى لشبكات الكهرباء، لم يتحقق إلا بالإيمان على قدرة الدولة على تنفيذ تلك الإنجازات، رغم موجات الإرهاب القوية التى تعرضت لها، إلا أن الرئيس السيسى كان دائما، ما يؤكد أن (مصر تستطيع)، وهو ما جعل الدولة تواصل حربها الشرسة ضد عناصر الإرهاب الأسود الذى يحاول عرقلة جهود التنمية من جانب، والاستمرار فى مشروعات التنمية والتطوير لبناء مصر الجديدة من جانب آخر، وهو ما مثل تحديا أذهل الجميع على مستوى العالم.
وحول تطورات ملف التعدى على أراضى الدولة، أكد محلب أن الرئيس السيسى أعطى هذا الملف أولوية كبيرة، وفوض المحافظين قانونا لاتخاذ اللازم نحو المخالفين؛ وذلك بعد أن أثبتت الدراسات وجود تعديات على نحو 2 مليون فدان من أراضى الدولة، مشيرا إلى أنه تم تحقيق إنجازات كبيرة فى ذلك الملف، نظرا لتكامل أجهزة الدولة فى التعامل معه من جانب، والاجتماعات الدورية للجنة استرداد الأراضى، وهو ما أتاح لها سرعة التعامل مع تلك التعديات من جانب آخر.
وفيما يتعلق بأثر الإنجازات التى تحققت على جذب الاستثمارات الخارجية، قال محلب إن جذب الاستثمار يتمثل فى مجموعة من العوامل، تتوافر جميعها فى مصر، وفى مقدمتها موقعها الجغرافى المميز فى قلب العالم، وعبقرية الموقع التى وهبها الله لمصر، لافتا إلى أن أى صناعة فى دول جنوب شرق آسيا تحتاج من شهرين إلى 3 أشهر لنقل بضاعتها إلى أية دولة فى الشمال، بينما إذا كانت تلك الصناعة فى مصر، لن يستغرق نقلها أكثر من 3 أسابيع لنقلها إلى الولايات المتحدة على سبيل المثال، ثم التركيبة الديموجرافية للشعب المصرى، الذى يمثل الشباب فيه نحو 50%، ثم المرافق والطاقة والبنية التحتية التى تم تحديثها خلال الأربعة أعوام الماضية.
وتابع أنه من ضمن محفزات الاستثمار فى مصر أيضا، قانون الاستثمار الجديد، الذى تم دراسة عدد كبير من قوانين الاستثمار الجاذبة على مستوى العالم للاستفادة منها قبل سنة، وهو ما جعله من الأفضل عالميا، لاعتماده الفعلى على لائحة تنفيذية مرنة للغاية، وكذلك نظام الشباك الواحد، وكذلك اتساع السوق المصرى الذى يحتوى على 100 مليون مواطن، بالإضافة إلى الاتفاقيات الدولية المتعددة الموقعة مصر عليها، ومن بينها الكوميسا، والنيباد، والاتفاقية العربية، والاتفاقية مع السوق الأوروبية، والميركسور الخاصة بأمريكا اللاتينية.
وأشار محلب إلى أنه نتيجة كل تلك العوامل، بدأ الاستثمار فى مصر فعليا فى التزايد، وهو ما يتضح من خلال بيانات وزارة المالية، التى توضح كمية التدفقات المالية التى تأتى من الخارج، وزيادة فرص العمل بعد دخول المستثمرين الجدد فى العديد من المجالات المختلفة.
وحول انعكاس معدلات النمو الاقتصادى على المواطن، قال محلب إن معدلات النمو المتزايد، بدأت فعليا فى الانعكاس على حياة المواطن، لكنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لكى يشعر بذلك الانعكاس، لافتا إلى أن نتائج النمو المتزايد ظهرت من خلال انخفاض معدلات التضخم، وبدء التنفيذ المرحلى لمشروع التأمين الصحى، وتنفيذ مشروعات الصرف الصحى وفق برنامج زمنى مكثف، وإنشاء الطرق الجديدة، التى من شأنها توفير الوقت والمال على المواطن.
وأضاف أن معدلات النمو المتزايد فى مصر، بدأت أيضا فى الانعكاس على أسعار بعض السلع الغذائية والضرورية للمواطنين، مشيرا إلى أن الفترة الماضية شهدت انخفاضا ملحوظا فى أسعار اللحوم، وانخفاضا أكبر فى أسعار الدواجن والأسماك.
وفيما يتعلق بعودة مصر إلى دورها الرائد على المستوى الدولى، قال محلب إن مصر لها ثقلها العربى، والإقليمى، والدولى على الساحة حاليا، خاصة فى أفريقيا التى عادت مصر إليها مرة أخرى، بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم، لافتا إلى حضور الرئيس السيسى، لست قمم أفريقية من إجمالى 8،وزيارته ل22 دولة أفريقية، واستقباله لأكثر من 115 مقابلة أفريقية فى مصر، فضلا عن زياراته إلى الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، ومعظم الدول الأوروبية.
وشدد مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية على أن الإنجازات التى شهدتها مصر خلال الأربعة أعوام الماضية، سواء على المستوى الداخلى، أو على مستوى علاقاتها الخارجية، تمثل معجزة بكل المقاييس، مشيرا إلى أن مصر أتقنت (صناعة الأمل) من خلال تلك الإنجازات، وبالتالى أصبحت هذه الصناعة، مسجلة باسمها فى مختلف المحافل الدولية.
وأضاف محلب أن مصر ستعمل على نقل تجربتها الرائدة فى (صناعة الأمل) إلى العراق، وسوريا، واليمن، وأفريقيا، وكل دولة تحتاج لها على مستوى العالم، نظرا لقيمة مصر العظيمة، كما قال الرئيس السيسى (مصر أد الدنيا .. وأم الدنيا).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة