عادت قضية الميكانيكى قاتل نجله بالخانكة، لتعيد إلى الأذهان فكرة التأديب والعقاب الأسرى، الذى يتطور من الآباء ليصل إلى حد القتل والتسبب فى العاهة المستديمة فى بعض الأحيان.
قال شريف جاد الله المحامى، أن الموضوع تأديب لا تعذيب حيث أن التأديب حق، وليس ذلك فقط، بل جعلة القانون الجنائى المصرى سببا من أسباب الإباحة، لكن القانون لم يجعل التأديب حقا لأى مواطن على آخر، بل هو حق لأفراد معينين على أفراد معينين آخرين، فجعل هذا الحق مثلا للآباء على أبنائهم، وللزوج على زوجته، وللأستاذ على تلميذه.
إلا أن المشرع هنا وضع ضابطا لاستعمال هذا الحق، فمن حيث القصد يجب أن يكون قصد الأبوين "التأديب لا التعذيب"، وألا يتجاوز التأديب الحد المتعارف عليه فلا يؤدى إلى جرح ولا يُقعد عن الحركة.. ولمحكمة النقض سوابق قضائية حاسمة فى هذا الشأن، فقضت بأن حق التأديب يبيح الضرب الخفيف، أما الضرب الفاحش الذى يؤثر فى الجسم ويغير لون الجلد فيدخل تحت طائلة التجريم.. كما قضت بأنه إذا ربط الوالد ابنته من عضديها فأحدث عندها غرغرينا سببت وفاتها فهذا تعذيب شديد يقع تحت طائلة القانون.
كما نصت مادة (7) مكرر (أ) من قانون الطفل المصرى: أنه مع مراعاة واجبات وحقوق متولى رعاية الطفل وحقه فى التأديب المباح شرعاً، يحظر تعرض الطفل عمداً لأى إيذاء بدنى ضار أو ممارسة ضارة أو غير مشروعة. وقانون العقوبات المصرى مادة 60: لا تسرى أحكام قانون العقوبات على كل فعل ارتكب بنية سليمة عملاً بحق مقرر بمقتضى الشريعة.
ومن جانبه قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى أن التربية فى الأصل مسئولية الأب والأم، حيث إن شخصية الطفل هى عبارة عن مكتسبات بالوراثة والتربية والخبرات الحياتية. وأشار إلى أنه لابد على الأبوين أن يروا عيوبهم أولا قبل البحث وتأديب الأطفال، لأنه لابد من أن يكون الآباء أسوياء أولا قبل أن يقوموا بتأديب أطفالهم، خاصة أن بعض الآباء يصوبون غضبهم على الأطفال الصغار بسبب مشاكلهم النفسية.
وأكد أستاذ الطب النفسى، أن الانحدار الثقافى الذى تشهده البلاد الآن أدى بشكل كبير إلى انعدام وفساد السلوكيات وفساد العلاقات الأسرية والانشقاق بين الآباء وأبنائهم، مشيرا إلى أن تعاطى المخدرات والترامدول والأقراص المخدرة بشكل من أكثر أسباب الفساد السلوكى. وأنه قديما فى الستينات كان هنالك وزارة للإرشاد القومى والثقافة الجماهيرية، وكانت تهتم برفع المستوى الثقافى للأفراد الذى ينعكس بشكل كبير على سلوكياتهم وتربيتهم لأبنائهم حيث إن جرائم الآباء ضد الأبناء لم تكن موجودة قديما بسبب تلك الممارسات الثقافيه التى ارتقت بالمواطنين.
وقال إن الإعلام المرئى الآن مسئول بشكل مباشر عن تلك الجرائم وذلك لتسببه فى انحدار السلوكيات بعد أن انتشرت مسلسلات المخدرات والبلطجة، فإن الأطفال والكبار يقلدون ما يشاهدون على الشاشة، ولذلك لابد من السيطرة على ذلك الأمر.
وشهدت محافظه القليوبية أمس جريمة بشعة عندما قام ميكانيكى بشنق نجله بحجة تأديبه، حيث تلقى العقيد عبدالله جلال رئيس فرع البحث الجنائى، إخطارًا من مستشفى السلام العام بوصول المدعو "عبد الرازق وائل" 16 سنة، عامل، مقيم دائرة مركز الخانكة بالقليوبية، جثة هامدة، وتبين وجود سحجات وكدمات متفرقة بالجسم مع وجود علامات خنق على محيط الرقبة، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
بالانتقال تم التقابل مع والد المتوفى المدعو "وائل ع "42 سنة ميكانيكى، حيث قرر أن ابنه سيئ السلوك، واعتاد الاستيلاء على قطع الغيار من الورشة خاصته وبيعها بثمن بخس لا يتناسب وقيمتها الحقيقية، وأنه اكتشف منذ يومين استيلائه على ملف كهرباء "دينامو" من الورشة وبيعه، ولدى معاتبته قام بترك المنزل ولم يعد ولم يحرر محضرا بغيابه لاعتياده على ذلك وأمس عثر على ابنه عقب صلاة العشاء ملقى بجوار المنزل فى حالة إغماء فقام وزوجته بنقله للمستشفى حيث تبين وفاته، ولم يتهم أحدا بالتسبب فى ذلك.
تم عرض المعلومات على اللواء إيهاب خيرت مدير أمن القليوبية، والذى كلف اللواء محمد الألفى مدير المباحث الجنائية، بالفحص والتحرى عن الواقعة. ومن خلال استكمال الفحص وجمع المعلومات وإجراء التحريات، أمكن التوصل إلى معلومات مفادها قيام خال المتوفى المدعو "أحمد. م" 19 سنة، سائق ومقيم المرج – القاهرة، بالبحث عن المتوفى حتى عثر عليه وقام باصطحابه وتسليمه لوالده بالورشة خاصته.
بتطوير مناقشة والد المتوفى ومواجهته بما أسفرت عنه التحريات وما قرره خال المتوفى اعترف تفصيليًا بارتكاب الواقعة، مضيفًا أنه أمس وعقب عودة ابنه قام باصطحابه للمنزل وتوثيقه من كلتا يديه وقدميه بحبل ومحاولة خنقه حتى خارت قواه، فقام على الفور باصطحابه بمساعدة زوجته لمستشفى السلام فى محاولة منهما لإسعافه إلا أنه فارق الحياة.
وأضاف والدة المتوفى، أنه ادعى ذلك خشية المساءلة القانونية، وأرشد عن الحبل المستخدم فى الواقعة داخل مسكنه وتم التحفظ عليه، بسؤال والدة المتوفى المدعوة "ست الكل" 37 سنة ربة منزل أيدت ذلك، تحرر عن ذلك المحضر رقم 1320 إدارى مركز الخانكة لسنة 2018م، وأحيل المتهمان للنيابة التى أصدرت قرارها السابق.
و سابقا قامت ربة منزل بقتل ابنتها البالغة من العمر سنتين بعد ضربها بحجة تأديبها، بمنطقة المساكن بحلوان، وأكدت "منى. ع. ب"، 29 سنة، ربة منزل، أمام النيابة السابق اتهامها فى قضيتين آخرهما 27994 لسنة 2008م الهرم جيزة "آداب عامة"، أنها تزوجت منذ 3 سنوات وسكنت بمنطقة المساكن بحلوان، ولكن بعد فترة تم القبض على زوجها "أحمد.ع"، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة حيازة مخدرات للاتجار بها، وبعدها أنجبت طفلتها "عبير"، وتولت تربيتها بمفردها لكنها كانت تعانى من أزمة مالية.
وتابعت المتهمة أمام النيابة، أنها يوم الواقعة كانت الطفلة "عبير" تعبث بمحتويات الشقة، وتكسر الأشياء فى المنزل، فاعتدت عليها بالضرب، واصطدمت بأحد الكراسى، وفارقت الحياة، فاتصلت بشقيقة زوجها التى طلبت عرض الطفلة على مفتش الصحة وأكد وجود تهتك بجدار المعدة والكبد إثر ضرب باليد، وأبلغ الشرطة، وأكدت المتهمة، أمام النيابة، أنها لم تقصد قتلها، ووجهت النيابة العامة للأم تهمة القتل.
ومثلها قامت بائعة شاى وزوجها، بقتل طفل الأولى 5 سنوات، عقب طلبه مصروفه لشراء الحلوى فى منطقة مصر القديمة. حيث قررت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، برئاسة المستشار أحمد عبد العزيز، وإشراف المستشار وائل شبل المحامى العام للنيابات، فى وقت سابق حبس بائعة شاى وزوجها، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامهما بقتل طفل الأولى 5 سنوات، عقب طلبه مصروفه لشراء الحلوى.، وكلفت النيابة الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، بسرعة التحريات حول الواقعة، واستعجال تقرير الطب الشرعى حول الصفة التشريحية لجثمان الطفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة