لم تكن الأمور بينهما على ما يرام، فدائماً ما كانت تدب الخلافات بينهما على أتفه الأسباب، لم يعد أياً منهما يطيق كلمة للآخر، فكان لابد لتلك الحياة أن تنتهى سريعاً، كما بدأت قبل أعوام قليلة بزواجهما زواجاً تقليدياً، ولكن لم يكن أحد يتوقع أن تنتهى تلك النهاية المأساوية، التى دفعت الزوج لقتل زوجته، ومن ثم وقوعه فى قبضة الأجهزة الأمنية، ليجد نفسه متهماً فى جريمة قتل.
"الشك هو الشيطان الذى أعمى عينى، ودفعنى دائماً لمراقبتها والتضييق عليها، حتى أطفئ تلك النار التى اشتعلت فى قلبى؛ ولكنها لم تنطفئ أبداً"، هكذا قال "م.ع" 32 عاماً سائق "توك توك"، أمام النيابة العامة بجنوب الجيزة، مدلياً باعترافات تفصيلية لارتكابه جريمة قتل زوجته "ر.ن" 24 عاماً، بعد مشادة بينهما تطورت إلى مشاجرة خنقها فيها حتى لفظت انفاسها الأخيرة.
وتابع "ع" فى التحقيقات، أنه تسرب الشك إلى قلبه تجاه زوجته، وشعر أنها تخونه خاصة بعدما بدأت فى العزوف عنه ورفضها إقامة علاقتهم الجنسية، وهو ما زاد الخلافات بينهما، وفى أحدى الليالى اشتعلت بينهما مشادة عنيفة على إثر تلك المشاحنات القديمة، تطورت سريعاً لحد التشابك بالأيدى، فاعتدى عليها بالضرب وركلها بقدميه فى مختلف أنحاء جسدها حتى خارت قواها، وسقطت على الأرض.
وأضاف المتهم فى التحقيقات، أنه لم يشعر بنفسه إلا ويداه تلتف حول رقبة زوجته لتطوقها بقوة، بعدها استعان بـ"كوفيه" ولفها حول عنقها، وظل يضغط على عروقها حتى أحمر وجهها وفقدت الوعى، حاول إسعافها فأحضر كوبا من الماء ومسح به وجهها، ولكنها لم تستجب إلى محاولاته البائسة، ما دفعه للاستعانة بأهلها لنقلها إلى المستشفى.
وتابع، أنه لم يصدق أن زوجته توفيت، وتوقع أن تكون قد فقدت الوعى، فنقلها على الفور إلى المستشفى بمساعدة أفراد أسرتها، فى محاولة بائسة لإنقاذ روحها، ولكنها كانت قد فارقت الحياة، وفشلت كل محاولات إنقاذها التى بذلها الفريق الطبى، وفور علمه بوفاتها فر هارباً واختبأ فى إحدى المناطق النائية بعيداً عن أعين أهلها وأعين الأمن، إلى أن القى القبض عليه.
من جانبها أمرت النيابة العامة، تحت إشراف المستشار حاتم فضل المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة، بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعدما وجهت له تهمة القتل_جددها قاضى المعارضات 15 يوماً_، عقب انتهائه من أجراء المعاينة التصويرية، وطلبت تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة، واستمعت لأقوال أسرة الضحية الذين أكدوا على تكرار الخلافات بينها وبين المتهم.
وناظرت النيابة جثمان الضحية، وتبين من التقرير الطبى الخاص بها وجود آثار حز أحمر أسفل العنق، ناتج من التقاء قطعة القماش المستخدم فى القتل بالرقبة، وأشار إلى أن الوفاة حدثت نتيجة أسفكسيا الخنق، وصرحت النيابة بتشريح جثة المجني عليها، وتسليمها لذويها فور الانتهاء من التشريح لدفنها، وطلبت تقرير الصفة التشريحية الخاصة بالوفاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة