خالد صلاح يكتب : الأقوياء فقط يبنون حياة ديمقراطية سليمة

الخميس، 01 فبراير 2018 06:00 م
خالد صلاح يكتب : الأقوياء فقط يبنون حياة ديمقراطية سليمة الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الرئيس السيسى بحقل ظهر

الرئيس السيسى خلال افتتاح حقل ظهر

 

 
كلمنى حضرتك كدة:
 
أين على خريطة العالم تقع دولة واحدة ضعيفة فى بنيانها الأمنى ومهزوزة فى أوضاعها الاقتصادية استطاعت أن تؤسس لحياة ديمقراطية سليمة؟
 
لا يوجد على خريطة الدنيا دولة بلا أمن استطاعت أن تؤسس لمنظومة حقيقية فى تداول السلطة، ولا نعرف فى أطلس السياسة على الأرض أمة نجحت فى أن تصل إلى حياة ديمقراطية نيابية سليمة وهى تكتوى بنيران الضعف الاقتصادى، ولا يعرف تاريخ العالم دولة واحدة سطعت فيها الحقوق والحريات الفردية إلا عندما اكتملت فيها ثلاثة أضلاع، اثنان هما الأمن والاقتصاد، والضلع الثالث هو التعليم.
 
كلمنى حضرتك كدة:
 
هل تعرف دولة على خريطة العالم تعانى أخطارًا أمنية محدقة بينما تزدهر فيها الديمقراطية؟
 
وكلمنى حضرتك كدة:
 
هل تعرف أمة تعانى فقرًا يحاصرها من بين أيديها ومن خلفها بينما تزدهر فيها التحولات السياسية، ويتعدد فيها التغيير السلمى بين الأنظمة؟
 
وكلمنى حضرتك كدة:
 
هل هناك دولة فقيرة ومهددة أمنية وينتشر فيها الجهل بين أكثر من نصف المجتمع وتتألق فيها الحريات الفردية بما فيها حرية الاعتقاد وحرية الإعلام؟
 
نرجو فقط مراجعة الخريطة السياسية، ونأمل أيضًا فى أن نتأمل فى تأريخ تأسيس الديمقراطيات، فكل الأنظمة (الرخوة) أمنيًا واقتصاديًا فشلت فى تأسيس منظومة ديمقراطية، لأن الأقوياء فقط هم الذين سيطروا على مفاصل البلاد، تجار المخدرات فى أمريكا الجنوبية كانوا يعتبرون أنفسهم أنصارًا للديمقراطية، وساندوا جبهات الاستقلال ضد الحكومات الشرعية لسنوات طويلة، ولم تحصد بلدان أمريكا الجنوبية سوى التوتر والقلاقل والفقر والحروب الأهلية والإفلاس مع كل تجربة.
 
كثير من بلدان القارة الأفريقية علت فيها صيحات الحريات والديمقراطية لينتهى الأمر فى بعض هذه الأمم إلى سيطرة أمراء الحرب على مقاطعات جغرافية ويتخذون شعوبهم رهائن فى توازنات القوى، أريد منك فقط أن تتأمل ماذا جرى فى الصومال، وماذا حدث فى تاريخ السياسة فى بلدان وسط وغرب أفريقيا بعد خروج الاستعمار.
 
كانت بعض النخب تحرق المراحل، تريد ديمقراطية على طريقة بلدان الاحتلال، كانت النخب تعبد المحتل وتمجد ثقافة المستعمر وتعتبر أن القوة فى اتباع نموذجه السياسي بلا اجتهاد، ونسيت هذه النخب أن هذه القوى السياسية الديمقراطية هى التى قتلت شعوب الأرض فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا لكى تزدهر الصناعة وتتدفق الأموال على خزائن بلدان الاحتلال.
 
هذه الديمقراطية فى عواصم أوروبا الغربية هى التى خططت للاستعمار، وسرقت أموال الشعوب، واستنزفت خيرات الأرض، وحاربت حركات التحرر، لكى يزدادوا هم قوة، وتزداد البلدان المحتلة ضعفًا، ولم تتأسس هذه الديمقراطيات إلا على قوة الجيوش المغتصبة التى خرجت تذبح الأمم الضعيفة فى مشارق الأرض ومغاربها.
 
المال والقوة العسكرية والأمن هى العناصر التى مهدت الطريق لكى تخلق أوروبا الغربية نموذجها الديمقراطى، وعندما استقرت لهم الأرض، راحوا يعايرون الشعوب الضعيفة بأنهم يحيون بلا ديمقراطية وبلا حريات، كانت الشعوب التى تخلصت لتوها من الاستعمار تريد أن تأكل وتشرب وتؤسس لحياة اقتصادية وأمنية سليمة، لكن المحتل نجح فى حرق المراحل، ونجح فى غسل أدمغة النخب فى البلدان المحتلة بسيناريوهات مصنوعة سلفًا، قالوا لنا إن الديمقراطية على الطريقة الغربية هى التى تصنع الازدهار الاقتصادى، لكنهم نسوا أن الازدهار الاقتصادى صنعته السرقة بقوة الجيوش فى مرحلة الاستعمار، ونسوا كذلك أن جنرالاتهم المنتصرين فى معارك احتلال العالم هم الذين تصدروا المشهد السياسى فى أوروبا الغربية بعد ذلك.
 
غسلوا أدمغة بعض رموز النخبة فى ديارنا وقالوا لنا إن تداول السلطة أهم من الأمن، وأن هذا التداول هو الذى يصنع الأمن، لكنهم نسوا أنه بلا أمن لن توجد انتخابات، ولن توجد سلطة بالأساس، تتداولها قوى السياسة.
 
حين كانت أوروبا فى مراحل الضعف والتدهور الاقتصادى لم تكن مجتمعاتها سوى قبائل متناحرة، وأمم عسكرية تتحارب بقوة المال والسلاح خلال الحربين العالميتين وما قبلها وما بعدها، ولم تستقر هذه الأمم إلا بعد أن قسموا ثروات البلدان المستعبدة، وضمنوا لأنفسهم استقرارًا ماليًا، ثم راحوا يصدرون نموذجهم الديمقراطى للعالم (من الآخر) وليس من (البدايات)، قالوا لنا هذه الديمقراطية فخذوها، ولكن لم يقولوا لنا كيف وصلوا هم إلى قمة هذا الطريق.
 
نحن نريد الديمقراطية فى بلادنا.. نعم بكل تأكيد..
 
لكن كلمنى حضرتك كدة.. كيف نصل إلى هذا المجد بلا أمن وبلا اقتصاد وبلا تعليم.
 

أكلمك أنا لو سمحت..

لا تحرق المراحل

ورتب الأوراق بدقة وحسب أولويات مجتمعك
 
لأن الأمم الضعيفة أمنيًا واقتصاديًا وتعليميًا لا تصنع ديمقراطية سليمة، لكنها تترك الباب للإرهابيين والمحتالين للقفز على السلطة، لكن الأمم القوية وحدها هى التى تؤسس للديمقراطية والحياة النيابية وتداول السلطة.
 
الأقوياء وحدهم يصنعون الديمقراطية 
 
ولذلك أكرر ما قلته لك بالأمس..
 
رجل لا يعرف السياسة.. وقوى فى عقيدته الوطنية.. هو فقط من يستطيع التأسيس لحياة ديمقراطية سليمة..
 
سيفعلها السيسى حتمًا..
 
وستذكرون ما أقوله لكم
 
مصر من وراء القصد..     
 
 
سوريا
الدمار لايتوقف فى سوريا التى مزقها الفرقاء
 
bmnijeryaaclik1
الشعب الصومالى تحول إلى مجموعات من اللاجئين 
 
اليوم السابع
اليوم السابع









مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

Abeer

رائع

مش عارفة اقولك ايه يا استاذ خالد ما شاء الله اصبت كبد الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

بن سما

انهم لايسمعون !!

المحترم على المنبر المحترم خالد صلاح ، ، انهم لم ولن يسمعوك ولم ولن يكلموك أو يكلموننا ، ، انهم يكلمون اناسا اخرين هم يعرفونهم ونحن ايضا نعرفهم ، ، لقداحسنت ياسيدى النطق والمنطق مع وضوح الاستدلال وسلامته مبنيا على حقائق الزمان والمكان الجغرافيا والتأريخ ولا اظن ثمة اثارة من منطقم قويم يقبله العقل الجمعى لامة لدى هؤلاء الذين يسعون (على علم منهم بلا شك )لتقويض بنيان امة هم يعيشون على ارضها حتى وان كان لديهم بدائل العيش ،! انا افهم ياسيدى ان نكون مختلفين نطرح رؤانا وبرامجنا المختلفه فى شؤننا نعارض ونعترض يدلل كل منا عما يراه والامر مرجعه الى الاغلبية فينا ، لايخرج علينا نفر اوبعض نفر منا يطالب ويحرض على تعطيل دستور البلاد عيانا بيانا وهم يعلمون ! الا ساء مايعلمون ويحلمون ....سلمت يا مصر 

عدد الردود 0

بواسطة:

علي حسن محمد

كلام جميل واتفق معك استاذ صلاح

نعم الامن والقوة والاستقرار تبني مجتمعات راسخة تصمد امام اي هزات ثم تاتي بعدها الديمقراطية تبني علي اسس وقواعد صلبة وثابتة تضمن لها البقاء والاستمرارية في ظل شعب واعي يفرق ويميز بين الديمقراطية والفوضئ يعرف ما له وما عليه ما له من حقوق وما عليه من واجبات

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة