الدكتورة نرمين يوسف الحوطى تكتب: السلام

الأحد، 09 ديسمبر 2018 03:54 ص
الدكتورة نرمين يوسف الحوطى تكتب: السلام غضن الزيتون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أقوال الرسول محمد عليه الصلاة والسلام "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام".. ومن أقوال سيدنا عيسى عليه السلام "الله محبة وعلى الأرض السلام".
 
السلام كلمة لها مدلولها الواسع إذا ما استعملت وانتشرت فى أى موقف كان، هى الكلمة التى يتولد منها الأمن من وإلى الآخرين فى مواجهة المجهول، نقيضها الحرب وهى كلمة ممقوتة فى كل الظروف وملعون من يستعملها بداية بظلم، ومغرور من يلجأ إليها تحت أى مسمى، ونتيجتها المنطقية الدمار والخراب والموت والفقر والمرض.. الخ.
 
وإذا كانت هذه المسميات الناتجة من الحرب بهذا القدر من الفظاعة فإن السلام هو المقابل فى هذه الحالة والنقيض لهذه الآثار السلبية، وكم من أمم استعملت الحرب وسيلة لأطماع دنيوية سواء سياسية أو مادية ولم تجن سوى دماء ملوثة من الطرفين والأدلة يحملها التاريخ الطويل للبشرية سواء قديما أو حديثا.
إن المواجهات التى تمت بين بعض دول العالم وبعضها الآخر قد راحت ضحيتها مئات الآلاف من الأرواح، التى أزهقت بلا ذنب اقترفته سوى انها من ابناء هذه الدول، اما الاموال فحدث ولا حرج، الارقام تعجز عن أن تصل إلى الرقم الذى يمكن أن يقرأ ليفى بالحقيقة ، هؤلاء الشباب وهذه الثروات كان من الممكن أن تخلق عالما متحضراً متعففا فى مأمن من الفقر والمرض والجهل . 
 
من منا لا يحلم بالسلام ويطمع بالعدل ويتمنى الخير فى وطنه والأوطان؟ فالسلام لا يقتصر على الفرد فقط بل لا بد أن يسلم مجتمعه قبل أن يسلم الفرد، تلك هى الحياة  أرادها الله للإنسان فى كل مكان وهو الأمل فى المستقبل القريب والبعيد لكى يحقق فيه البشر طموحاتهم دون خوف من مجهول أو دون عائق يحول دون اكتمال الحلم الذى يعد جنين الحياة لكى تتواصل الأجيال فى تقدم مزدهر مستمر.
 
إن السلام دعوة أنبياء الله جميعاً على الأرض، والسلام شرط للدخول فى رحمة الله، غاب السلام فى الماضى وفى الحاضر، ونأمل ألا يستمر غيابه فى المستقبل، المستقبل الذى يأمل للسلام أن يرفرف عليه وان يقهر ذلك المارد المسمى بالحرب والذى يحركه الإنسان أيضا وهو الوحيد القادر على أن يطمس ذلك المفهوم وأن يحل بدلاً منه هذه الهالة من النور الإلهى الذى أراده الخالق لخلقه حتى ينعموا فى دنيا الواقع مثلما سينعمون فى حياة الآخرة بالسلام وليس بشىء دونه.
 
ما دام الأمر كذلك فلماذا لا نغتنم تلك النعمة التى وهبها الله لنا وأنعم بها على خلقه فى كل مكان من ربوع العالم الزائل؟ ولكى ننعم به فى حياة طالت أو قصرت لكى نعترف بأننا عشنا حياتنا كاملة فى نعيم الدنيا بعيدا عن شرورها. أن الخالق سبحانه وتعالى يعلم أن الانسان سيدفعه ضعفه إلى طريق الهلاك، طريق الحرب ولكن برحمته يأمرنا من خلال أنبيائه أن نستجيب للسلام إذا ما اتيحت بارقة امل لطريقه،  فلماذا نلجأ فى معاملاتنا الحرجة التى تصل بنا فى اوقات الغضب إلى طريق الحرب ولا نلجأ كما أمر الله أنبيائنا إلى السلام لكى نجنب انفسنا ويلات الحروب المروعة. إن أناشيد بنى الإنسان فى كل مكان أن ينشر السلام فى كل وقت حتى يحيا معنا دوما، فالسلام أمن وأمان وحياة مستقرة فانشروا السلام مادامنا نحيا على أرض السلام.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة