تعرف على تفاصيل إطلاق الإمارات لـ"حلف الفضول" بمشاركة الأزهر

الخميس، 06 ديسمبر 2018 09:20 ص
تعرف على تفاصيل إطلاق الإمارات لـ"حلف الفضول" بمشاركة الأزهر جانب من الاحتفال
رسالة أبو ظبى لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لؤى-على
 
 
بعد نحو 1428 عاما مضت على "حلف الفضول"، شهدت أبو ظبى عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، إحياءه مرة أخرى فى عام 2018، تزامنا مع احتفالاتها بالعيد الوطنى، حيث يعتبر حلف الفضول أحد الأحلاف الجاهلية التى شهدتها قبيلة قريش، حيث تم عقد هذا الحلف فى دار عبد الله بن جدعان القرشى، وهو من أسياد قبيلة قريش وكان الحلف بين عدد من عشائر القبيلة في مكة المكرمة، فى شهر ذى القعدة من عام (590) ميلادى، وذلك حدث بعد شهر من انتهاء بين قيس عيلان وكنانة (حرب الفجار)، وقد شهد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ذلك الحلف قبل البعثة حيث كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم 20 سنة، حيث قال "لقد شهدت مع عمومتى حلفاً فى دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لى به حمر النعم، ولو دعيت به فى الإسلام لأجبت".
 
كان الحلف وما يتضمنّه من مكارم الأخلاق متوافقاً مع ما جاءت به رسالة الإسلام، حيث كان من أهمَّ البنود التى أرساها النبى محمد - صلّى الله عليه وسلّم - العدالة والإنصاف، وانطلقت فعاليات الملتقى السنوى الخامس لـ"منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة"، تحت عنوان "حلف الفضول - فرصة للسلم العالمى" فى أبو ظبى، برعاية وحضور الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولى، ورئاسة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس "مجلس الإمارات للإفتاء الشرعى".
 
الامارات-(1)
 
وشارك فى الملتقى الخامس ما يزيد عن 800 شخصية من ممثلى الأديان والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، ونخبة واسعة من العلماء والمفكرين والباحثين والإعلاميين على مستوى العالم، حيث تم إطلاق "حلف فضول عالمى" يجمع الأديان؛ سعياً من أجل مصلحة الإنسان فى كل مكان أو زمان، وتعزيزاً لروح السلام المستدام فى العالم، حيث شاركت مصر والأزهر بوفد رفيع المستوى ضم كلا من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور محمد حسين المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر، والشيخ صالح عباس وكيل الأزهر والدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء.
الامارات-(2)
 
وافتتح الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولى، فعاليات الملتقى السنوى الخامس لـ"منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة"، حيث كرم الفائزين بـ"جائزة الحسن الدولية للسلم" فى دورتها الرابعة، كل من الرئيس الأريتيرى ورئيس الوزراء الإثيوبى، مثنيا على دورهما البناء فى صناعة السلام فى منطقة القرن الأفريقى، التى هى أحوج ما تكون إلى رجال المصالحة والتنمية والبناء فى هذه المرحلة الصعبة من تاريخ المنطقة.
 
الامارات-(3)
 
ورحب الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بالمشاركين فى ملتقى "منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة"، الذى يعقد فى أبو ظبى، فضاء الإنسانية، ودار التعايش والتسامح والسلام، كما هو دأب دولة الإمارات العربية؛ منذ قيامها على يد القائد المؤسس الشيخ زايد الخير، حيث أراد لها أن تمضى قدماً؛ بعزيمة وثبات على دروب الأنسنة وترسيخ قيم السلم وتعزيز ثقافة المشتركات الإنسانية؛ لما فيه خير البشرية جمعاء؛ من دون تمييز بين عرق ولون أو معتقد وانتماء، وذلك بفضل توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.
  
من جانبه قال الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم أن الحاجة إلى هذا الحلف تتجلى من خلال مقدمتين، أولاهما: الوعى بالمأزق، وثانيهما: القناعة بوجود قيم إنسانية مشتركة، ورأى أن الدعوة إلى حلف فضول جديد تنبنى على الوعى المشترك لدى العقلاء بالمأزق الذى تعيشه البشرية تعيش، حيث بدأت أصوات كثيرة تتعالى بدق نواقيس الخطر، منبهة إلى عجز النموذج الحضارى المعاصر الذى انخرطت فيه الإنسانية جمعاء عن تلبية آمالها في الازدهار والاستقرار. 
 
الامارات-(4)
 
مشيراً إلى بعض أبرز مظاهر المأزق التى يشترك الجميع اليوم فى الشعور بها: العولمة والواقع المعقد بين إلغاء الخصوصيات الدينية والعرقية وبين التشبُّث بالهويات الضيقة، التطور التكنولوجى والقدرة على تدمير الإنسانية ذاتها، انفلات أسلحة الدمار الشامل عن سلطة الدول المسئولة ورقابتها، الانفصام الحادّ الحاصل فى منظومة الإنتاج والتوزيع بين فلسفة الاقتصاد وروح الأخلاق، الإرهاب ونجاعة أساليبه وقوة استقطابه. ما يعني أننا أننا أمام فشل حضارى، يحطُّ من قيمة الإنسان، فما جدوى أن يغزو الإنسان الفضاء ويبلغ أقصى الكواكب، بينما يظلُّ عاجزاً عن التفاهم مع أخيه ونظيره ومثيله في الأرض. 
 
وكانت فعاليات اليوم الأول بدأت بجلسة صباحية تحت عنوان "نحو حلف فضول جديد، تحدث الحاخام البرفسور روفين فايرستون أستاذ ريجنشتاين المتخصص فى اليهودية فى العصور الوسطى والإسلام فى كلية الاتحاد العبرية - الولايات المتحدة، فعرض تجربة اليهود من حيث الحقوق فى التاريخ، فلاحظ أنهم كانوا يفتقدون أبسط حقوقهم فى العهد المسيحى؛ بعكس ما كانت عليه أحوالهم فى العهد الإسلامى.
 
الامارات-(5)
 
وقال فايرستون إن اليهود طيلة تاريخ كانوا يشكلون أقليات محدودة فى المجتمعات التى يقيمون فيها لكنهم فى العصر الحديث، راحوا يتجمعون فى فلسطين حتى شكلوا أغلبية، فتناسوا ما تعرضو له من ظلم، وراحوا يظلمون الأقلية العربية ولكن عليكم أن تأكد أن هناك أقليات يهود تعارض يهودية، وتقف بثبات ضد الاضطهاد وهذا ما يجعل حلف الفضول فى هذه المرحلة مثيراً ليس للأفكار فقط، وإنما للمخيلات، لما ينطوى عليه من قيم تشكل غواية إنسانية حقيقة ما يجعل الحلف كونياً بشرياً، وليست له صفة إسلامية أو مسيحية أو يهودية.. فقط إنسانية. 
 
من جانبه قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف يؤكد الحكماء أن الملك قد يدوم مع العدل والكفر، ولا يدوم مع التدين الشكلى والظلم، وأن الله (عز وجل) ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو ادعت أنها مؤمنة ، وقد قامت حضارتنا على التسامح والعدل ونصرة المظلوم ، وهذا حافظ إبراهيم يرسم لنا لوحة عظيمة من سيرة الفاروق عمر بن الخطاب (رضى الله عنه).
 
وأضاف أننا عندما نتحدث عن حلف فضول عالمى جديد نتطلع أن يكون ذلك على مستوى جميع المنظمات والمؤسسات الدولية، ونأمل أن نراها تكيل بكيل واحد لا بمكيالين مختلفين أو مكاييل مختلفة تختلف في التعامل مع ما يطلق عليه دول العالم الثالث عنها مع ما يطلق عليه دول العالم الأول أو عالم النخبة أو عالم الصفوة ، وكأننا بين عالمين أحدهما للسادة والآخر للعبيد، وإنى لآمل أن تلتقط المنظمات والمؤسسات الدولية فكرة هذا الحلف لنبني عليها معًا عالم الحق والعدل والإنسانية.
الامارات-(6)
 
وتابع الأمر الآخر الذى لا يقل أهمية عن ذلك هو عدلنا مع أنفسنا ومع دولنا وحفاظنا على بناء دولنا الوطنية ، وأؤكد أننى أرى أن الحفاظ على بناء الدولة الوطنية في عصرنا الحاضر جدير بأن يكون أحد المقاصد الكلية التي ينبغي الحفاظ عليها لتصبح (الكلياتِ الست) بدلا من (الكلياتِ الخمس)، فتكون: الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض، والدولة الوطنية، لأن ضياع الأوطان ضياع للكليات كلها، وأرى أن ترسيخ أسس الدولة الوطنية دولة المواطنة المتكافئة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حولها هو واجب الوقت للعلماء والمفكرين والمثقفين على حد سواء.   
 
من جابنه قال سام براون باك سفير الولايات المتحدة للحريات الدينية إن الولايات المتحدة تؤمن أن السلام فكرة تتخطى جميع المجتمعات وهو حق لا يستطيع أحد أن يسلبه من أحد كان من كان، وهناك أيضا حقوق تعرفها أمم كثيرة فإن الديانات الإبراهيمية لها الآن موقع متميز فى العالم الحاضر ويمكنها التأثير فى العالم، فالولايات المتحدة تحترم أيضا أصحاب الديانات غير الإبراهيمية.
 
الامارات-(7)
 
وأضاف أن الإسلام واليهودية والمسيحية بينهم قواسم مشتركة، مضيفا أن هناك أناس تعانى بسبب ديانتهم وسأضرب لكم مثالين أولهما ما حدث للراهب الأمريكى فى تركيا والثانى ما يحدث للضعفاء فى الروهينجا فى بنجلاديش.
 
وتابع لا نملك رفاهية السكوت علينا اليوم أن نقفز للميدان ونحاول التغيير، وعلينا أن نعمل معا من أجل الكرامة الإنسانية، فانظروا إلى جرائم القاعدة ضد الشيعة والايزيدية فتلك الجماعة مسئولة عن جرائمهم بحق الأقليات، وعلينا أن نعلن اليوم بوضوح ضد كل هذا ومازلت أدعو جميع القادة الدينين من الديانات الإبراهيمية بتوحيد صفوفهم ضد العنف، فنحن نحتاج اليوم قادة دينين اقوياء وسأظل مؤمنا بنشر رسالة السلام فى العالم فعلينا ان نزيد من احترامنا للجميع.
 
 
الامارات-(8)
 

الامارات-(9)
 

الامارات-(10)

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة