قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن التنوع فى الخلق كله فى الإنسان والحيوان والنبات وإذا نظرنا لهذا التنوع سنلاحظ أن التنوع قضية وإرادة إلهية، واستعرض المفتى ما رصدته دار الافتاء من فتاوى متشددة بلغ 90% تحرم التعامل بين المسلم والمسيحى، مما يهدد التعايش والسلم المجتمعى، وهو ما يخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد استقبل وفد نصارى نجران فى المسجد النبوى وسمح لهم بالصلاة فى مسجده.
وأضاف علام، خلال كلمته بالجلسة الأولى من فعاليات الملتقى السنوى الخامس لـ"منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة"، تحت عنوان "حلف الفضول - فرصة للسلم العالمي" فى أبو ظبى، برعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولى، ورئاسة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس "مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي"، أن هناك محاولات منذ بداية القرن العشرين لجعل الدين مطية ووسيلة إلى وصول أشياء تزعزع استقرار الدولة والمجتمعات ومازالت تلك المحاولات مستمرة، متابعا: "ومازالت تأتى مجموعات تقول اننا نريد السلمية وهم فى الحقيقة يريدون الحرب على الدين، ورغم ذلك ما زال هناك أمل أن يتم ترسيخ استقرار المجتمعات".
ويشارك فى الملتقى الخامس ما يزيد عن 800 شخصية من ممثلى الأديان والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية، ونخبة واسعة من العلماء والمفكرين والباحثين والإعلاميين على مستوى العالم، و يبحث "منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة" بملتقاه السنوى الخامس، إطلاق "حلف فضول عالمي" يجمع الأديان؛ سعيًا من أجل مصلحة الإنسان فى كل مكان أو زمان، وتعزيزًا لروح السلام المستدام فى العالم؛ بعد أن أخذ المجتمع البشرى يجنح فى العقود الأخيرة إلى العنف والكراهية وتأجيج النزعات العرقية والدينية، وفى أحيان كثيرة؛ يميل إلى التنازع والاحتراب وما يجره من خراب ودمار؛ بدل التعاون باخلاص على دروب النماء والعمار، الذى يحفظ الازدهار، ويمنح السعادة لجميع البشر؛ باعتبارها طموحًا مشروعًا؛ بل حق تكفله الشرائع السماوية للجميع؛ دون تمايز أو تفاوت، إلا بمعايير الكفاءة والاقتدار؛ رغم أن دول المعمورة - بعد حربين عالميتين مدمرتين - اتخذت جملة من التدابير؛ لوقف سيرورات الاحتراب، لكنها لم ترق إلى مراجعة أسس النموذج الحضارى المهيمن فى التنمية البشرية والاقتصاد والعلاقات الدولية وإدارة التنوع الثقافى والتعددية الدينية. فتوازن الرعب الضأمن لضبط خطر التسلح النووى لم يعد كافيًا، والنظام العالمى فى السياسة مائل لكفة القوى، إضافة إلى عودة الحروب الأهلية والهويات المتشنجة وشيوع الأفكار المتطرفة، وغيرها من التبعات والتداعيات السلبية التى تبين قصور هذا النموذج عن تحقيق حد مقبول من الغايات المشتركة لدى الخاص والعام، لا بل ولّد سيرورات يخشى أن تصبح الأجيال المقبلة أسيرة لها وعاجزة عن إيقافها؛ أن لم تبادر البشرية إلى التصرف بحكمة ومسؤولية. ما يقتضى العمل الحثيث بين جميع الأديان؛ بغرض تدارك الأمر وتجنب الكارثة المحدقة بالبشرية. وهذا ما يقوم به "منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة" فى ملتقاه السنوى الخامس، حيث يسعى مع شركائه من حكماء الأديان وعقلاء العالم إلى استعادة روح "حلف الفضول" التاريخى، وإحياء قيمه الإنسانية العظيمة.
ويطمح المنتدى أن يشكل الملتقى الخامس نقلة نوعية فى مسار الشراكة والتعاون بين أديان العائلة الإبراهيمية؛ من أجل ترسيخ قيم التعايش والتعارف والتضأمن والمحبة، التى تشكل أقوى ضمانة لاستتباب السلم فى العالم. كما يتطلع المنتدى إلى أن يكون حلف الفضول الجديد إطارًا يستوعب كلّ العاملين والساعين إلى وقف السيرورات المدمرة لكوكبنا.
من فعاليات الملتقى السنوي الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة (2)
من فعاليات الملتقى السنوي الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة (3)
من فعاليات الملتقى السنوي الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة (4)
من فعاليات الملتقى السنوي الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة (5)
من فعاليات الملتقى السنوي الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة (6)
من فعاليات الملتقى السنوي الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة (7)
من فعاليات الملتقى السنوي الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة (8)
من فعاليات الملتقى السنوي الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة (9)
من فعاليات الملتقى السنوي الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة (1)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة