سوريا تطوى صفحة الثمانية العجاف وتفتح 2019 على أمل وتحديات.. الانسحاب الأمريكى انتصار معنوى لـ"الأسد" والعودة العربية لدمشق ترجح كفة النظام السورى.. ومخاوف من التوغل التركى بالشمال.. وروسيا تتدخل لضبط الإيقاع

الأحد، 30 ديسمبر 2018 07:00 م
سوريا تطوى صفحة الثمانية العجاف وتفتح 2019 على أمل وتحديات.. الانسحاب الأمريكى انتصار معنوى لـ"الأسد" والعودة العربية لدمشق ترجح كفة النظام السورى.. ومخاوف من التوغل التركى بالشمال.. وروسيا تتدخل لضبط الإيقاع بوتين وبشار وترامب
كتبت : إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استطاعت سوريا أن تطوى صفحة 8 سنوات من القتال فى ساحات المعارك والميادين الدبلوماسية، وقبل أن يغادر العام 2018 حقق الجيش العربى السورى سلسلة انتصارات عسكرية كبرى مدعومة من الروس والإيرانيين ضد تنظيم داعش الإرهابى، ودخل للمرة الأولى منذ سنوات منطقة منبج، مدفوع ببعض متغيرات وانفراجات واكبت الأزمة السورية فى الفترة الأخيرة، بمقدمتها فك العزلة الدبلوماسية على دمشق، وإعلان الولايات المتحدة سحب ألفى جندى من المستنقع السورى، لتستقبل سوريا العام الجديد 2019 وهى قاب قوسين أو أدنى من إنجاز التسوية السياسية وإنهاء أزمة أوقعت أكثر من 360 ألف قتيل منذ عام 2011.

 

قرار الانسحاب الأمريكى المفاجئ فى 22 من ديسمبر الجارى، قلب الموازين ودفع اللاعبين والأطراف الفاعلة إلى تبديل مواقعها فى الميدان السورى، واعتبره مراقبون بأنه يصب فى صالح الرئيس بشار الأسد، إذ وجدت القوات الكردية التى تسيطر على معظم شمال سوريا وحظيت لسنوات بدعم ومساندة الولايات المتحدة فى قتالها داعش نفسها وحيد أمام تهديدات تركية بالإنقضاض عليها وتكرار الهجوم العسكري على عفرين شمال غرب سوريا والذى أدى إلى تهجير الأكراد من هذه المدينة مطلع 2018، لذا لجأ الأكراد مدفوعين بمخاوف الإبادة التركية وبعد أن تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بسحقهم، إلى الجيش العربى السوري وطلبوا منهم المساعدة فضلا عن حث الروس ارسال قوات لحمايتهم.

 

 

تصعيد اللهجة التركية، دفعت روسيا للتشاور معها وفتح مباحثات للتنسيق فى الميدان السورى، وفى نهار السبت 29 ديسمبر زار وفد تركي موسكو وانطلقت في العاصمة موسكو، مباحثات تركية روسية بمشاركة وزراء خارجية ودفاع البلدين، ومسؤولين رفيعين، لمناقشة التطورات في سوريا. وضم الاجتماع وزيري الخارجية والدفاع التركيين، مولود جاويش أوغلو، وخلوصي أكار، ونظيريهما الروسيين سيرغي لافروف، وسيرغي شويجو.

 

وتمخضت المحادثات عن تنسيق بين البلدين، ووفقا لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في ختام المحادثات صباح الأحد، "اتّفقنا على مواصلة قيام الممثّلين العسكريين الروس والأتراك بتنسيق تحركاتهم بما ينسجم مع الوضع الجديد، بهدف استئصال الخطر الإرهابي في سوريا".  كما أعرب لافروف عن "تفاؤله"، بعد هذه المحادثات.

 

 

من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: "لقد ناقشنا سبل تنسيق عملنا المشترك في إطار" رحيل القوات الأمريكية، مضيفاً: "لدينا الرغبة المشتركة بتنظيف الأراضي السورية من أي تنظيم إرهابي". وأضاف جاويش أوغلو "كما كنّا نفعل حتى الآن سنواصل العمل النشط والتنسيق مع زملائنا الروس والإيرانيين لتسريع التسوية السياسية في سوريا".

 

أما إيران التى توصف بالظهير السياسي للأسد، تعهدت بصفعة الأمريكيين، وتعهد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، بأن تتلقى الولايات المتحدة "صفعة قوية أخرى" حال ارتكابها أي حماقة جديدة بالمنطقة، تعليقا على انسحاب قواتها من سوريا، وقال جعفري، على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "إن كان الأمريكيون يطرحون اليوم ادعاء الخروج من المنطقة فالسبب في ذلك يعود إلى تورطهم في مستنقع سوريا وأفغانستان، ولكن عليهم أن يعلموا أن تحركاتهم مرصودة بدقة".

 

وأضاف قائد الحرس الثوري الإيراني: "إن كانوا بصدد القيام بأي مؤامرة جديدة في المنطقة سيتلقون صفعة قوية أخرى".

 

 

ويأبى عام 2018 أن يرحل دون أن يترك لسوريا بصيص أمل فى العام الجديد، فقد حققت دمشق تقدما كبيرا على المستوى الدبلوماسى، جاءت فى مقدمته تبدل مواقف بعض خصوم الأسد، فبعد أيام على زيارة خاطفة قام بها الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى دمشق، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد، أعادت دولة الإمارات العربية المتحدة فى 27 ديسمبر الماضى فتح سفارتها فى دمشق، كما أعلنت الخارجية البحرينية عن استمرار العمل في سفارة البحرين لدى سوريا، انفراجة توحى بأن نزع فتيل النزاع السوري، بات قريب فى العام الجديد 2019، ومن المقرر أن تفتتح الأزمة السورية السنة الجديدة بقمة ثلاثية ستجمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا فى روسيا حول سوريا لمواصلة العمل على التوصل لتسوية سياسية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة