عاهات وعنف ونصب وتهديد بالقتل.. صراع الأزواج فى عصر السوشيال.. زوجة تشكو خطف رضيعها وتطليقها عبر الواتس آب.. والضرب مصير أخرى أنشأت صفحة على فيس بوك.. نقابة المأذونين: نسبة الطلاق عبر وسائل الاتصال كبيرة جدا

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018 10:30 ص
عاهات وعنف ونصب وتهديد بالقتل.. صراع الأزواج فى عصر السوشيال..  زوجة تشكو خطف رضيعها وتطليقها عبر الواتس آب.. والضرب مصير أخرى أنشأت صفحة على فيس بوك.. نقابة المأذونين: نسبة الطلاق عبر وسائل الاتصال كبيرة جدا نزاعات أسرية ــ صورة أرشيفية
كتبت ــ أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- إحدى الضحايا: كنت حاسة إنى فى سلخانة وفتاة افتراضية تنصب على شاب فى 2.4 مليون جنيه

- قانونيون: إثبات طلاق مواقع التواصل يقتصر على إقرار الزوج ونقابة المأذونين: النسبة كبيرة جدا
 
 
لم يعد التواصل مع الآخرين صعبا كما كان من قبل، إذ ساهمت التكنولوجيا فى تشبيك الناس وزيادة روابطهم، لكنها ساهمت فى الوقت نفسه فى استحداث مشكلات وأزمات أكبر وأعمق مما اعتاده الناس. وكما أصبح بإمكانك اليوم أن تصل لأى إنسان فى أى مكان من خلال هاتفك الصغير، أصبحت مهددا بفقدان بيتك وأسرتك وزوجتك وأموالك بضغطة زر على الهاتف نفسه.
 
تشير الدراسات والإحصاءات الحديثة إلى أن نسب الطلاق فى المجتمع المصرى ارتفعت خلال السنوات الأخيرة بصورة واضحة، إذ قفزت بين 7 و40% خلال الخمسين عاما الأخيرة، وتجاوز عدد المطلقات 4 ملايين سيدة، بينما تستمر الأرقام فى المنحنى الصاعد، لتقع 240 حالة طلاق يوميا، بمعدل 10 حالات كل ساعة، وللأسف فإن للتكنولوجيا حصة غير قليلة من هذه الأرقام المزعجة.
 
بحسب الملفات والقضايا المنظورة أمام محاكم الأسرة، فإن كثيرا من الصراعات والمشكلات الزوجية ترتبط بالتكنولوجيا بشكل أو بآخر، إما من خلال التعرض للنصب والاحتيال من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعى، أو استغلال هذه المواقع فى الخيانة الزوجية، أو الغيرة وحصار الزوجة وضربها وإهانتها بسبب إنشاء حساب أو صفحة على موقع منها، تتعدد الحالات والمشكلات التى تهدد استقرار الأسر والحياة الزوجية فى المجتمع المصرى، وتتنوع آثارها بين العاهات المستديمة وضياع الحقوق المادية وفقدان المال، ورغم هذا تظل التكنولوجيا فى نموها المعتاد، وتتعمق مخالبها فى لحم المجتمع وروحه يوما بعد يوم، وتتعالى الأصوات والشكاوى فى أقسام الشرطة وأمام محاكم الأسرة. 

 

دوامة «يمين واتس اب»

بعدما كانت الأسر تخشى الفاقة والغلاء ومشكلات الحياة الطارئة، باتت المخاوف أبسط وأقرب، وأصبح من الممكن أن تتشتت أسرة أو تهتز أسس بيت، بسبب رسالة على أحد مواقع التواصل الاجتماعى أو تطبيقات المراسلة.
 
بدأت الظاهرة قبل سنوات وأخذت فى التوسع، وأصبحنا الآن أمام تكرار وتعدد يضعان الأمر فى إطار الظاهرة، الزوج يقرر ببساطة ويرسل رسالة من عدة أحرف تتضمن تطليق زوجته، لتجد الأخيرة نفسها أمام خيارين، إما التغاضى عن الأمر وتجاوزه، أو الذهاب إلى محكمة الأسرة لإثبات الواقعة، خاصة أن كثيرين من الأزواج ينفون الأمر لاحقا، ويماطلون طمعا فى سلب حقوق الزوجات، أو بادعاء أن الأمر مجرد قرصنة على حسابه، وأنه لم يرسل هذه الرسالة.
 
وقفت «شيماء» أمام محكمة الأسرة شاكية تطليقها من زوجها برسالة عبر تطبيق «واتس اب»، ورفضه توثيق الطلاق، وادعاءه سرقة هاتفه. وتقول خريجة جامعة القاهرة التى استمر زواجها سنتين: «لم أظن أن الزواج يمكن أن يكون بتلك البشاعة، ولكن قضاء عامين مع زوجى جعلنى أدرك أن نهايتى معه ستكون مأساوية، وهو ما حدث بالفعل عندما اعترضت على تدخل والدته فى حياتى، وضغطها علىّ بشكل مباشر، فما كان منه إلا أن طردنى من منزلى وسلب كل حقوقى وخطف رضيعى، وأرسل رسالة على واتس اب قائلا: «أنتى طالق بالتلاتة».
 
وتابعت «شيماء. ع» فى حديثها لمحكمة الأسرة بمدينة نصر: «ذهب والدى لأهله، وحاول أن يجد حلا للصلح بيننا، لكنه رفض رجوعى له، وأنكر تطليقى، وادّعى سرقة هاتفه، وتركنى معلقة منذ ما يزيد على 6 شهور، والأصعب أنه حرمنى من رؤية ابنى».

 

 

خراب بيوت إلكترونى

رغم أهمية التكنولوجيا وأثرها الإيجابى الكبير فى تحسين جودة الحياة، إلا أن السنوات الماضية والإسراف المتنامى فى استخدامها، كشفا عن آثار جانبية عديدة تركتها التكنولوجيا وآليات الاتصال الحديثة على العلاقات، خاصة العلاقات الزوجية.
 
تُعبر منيرة رجب، الزوجة التى اضطرت للمثول أمام محكمة الأسرة فى الوايلى سعيا للحصول على حقوقها، عن معاناة آلاف من الزوجات بالقول: «بنتكلم صدفة أنا وجوزى، وبيقضى نص يومه فى الشغل والباقى مع تليفونه، بيكلم أصحابه أونلاين، وطوال 3 سنين جواز حياتنا فضلت على حالها، لحد ما سبته هو وبنته وهربت من الخرس الزوجى وتحملى مسؤولية الأسرة لوحدى».
 
زوجة أخرى مرت بقصة مغايرة، إذ كانت ضحية للضرب والتعذيب بسبب اعتراض زوجها على استخدامها مواقع التواصل الاجتماعى، وتصف «أ. م» المشهد بالقول: «كنت حاسة نفسى فى سلخانة من كُتر التعذيب، رغم إنه جامعى لكن وقت الغضب بيعاقبنى زى الجهلة، وبيحرمنى من كل حقوقى، لحد ما بقيت بخاف أتنفس وأنا معاه خوفا من إنه يبطش بى، حتى التليفون حرمنى منه بحجة الغيرة علىّ». 
 
وتضيف الزوجة فى دعواها أمام محكمة الأسرة: «صبرت كتير على الضرب، ومدّ إيده علىّ منذ زواجنا، واتحملت بسبب بنتى الصغيرة، لكن ما كنتش أتصور إن الحال يوصل بيه لإنه يعاقبنى علشان عملت صفحة على الفيس بوك، وإنه يتهمنى بخيانته، ويضربنى برجله فى بطنى وعلى راسى ووجهى، لحد ما وقعت على الأرض، وبعدها ربطنى بالحزام وفضل يعذبنى طول الليل رغم توسلى ورجائى ليه».
نصب «السوشيال ميديا»
 
من الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعى وتقنيات الاتصال الحديثة ازدهار أعمال النصب والاحتيال، لكن طوال سنوات ظل الأمر مرتبطا بمجموعات منظمة ومحترفة من النصابين والمحتالين الذين ينصبون شباكهم حول أهداف محتملة وأشخاص لا يعرفونهم، قبل أن يتطور الأمر مؤخرا ليطال العلاقات الإنسانية والأسر المصرية.
 
تحت لافتة التعرض للنصب والاحتيال باسم الحب ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعى، وقف الشاب «سامى. أ. ع» أمام محكمة الأسرة فى إمبابة، فى دعوى رد الشبكة التى أقامها ضد أسرة خطيبته السابقة، بعدما اكتشف أنه تعرض لعملية خداع وإخفاء معلومات مهمة تخص علاقته بخطيبته، وعندما علم بالأمر وحاول اتخاذ موقف فوجئ أنه تعرض لعملية احتيال.
 
يقول سامى، إنه اكتشف بعد فترة من الخطوبة أن خطيبته السابقة ارتبطت وعقدت قرانها 3 مرات من قبل، واستولت على أموال من خاطبيها السابقين، وفى حالته فإنها استولت على الشبكة التى اشتراها لها بمليون و250 ألف جنيه، إضافة إلى شقة بمليون و200 ألف جنيه، قبل أن يكتشف أنها اتفقت مع سمسار من محترفى النصب، شاركها فى تزوير المستندات والأوراق لتسجيل الشقة باسمها.
 
وأكد الشاب الذى يعمل صيدلانيا بالمملكة العربية السعودية، أنه تعرف على خطيبته السابقة من خلال موقع الـ«فيس بوك»، وارتبطا عاطفيا فى بادئ الأمر، وبعد فترة من العلاقة تقدم لها وتمت خطبتهما، قبل أن يكتشف لاحقا أنه سقط ضحية لعملية نصب مكتملة الأركان، وأن خطيبته تتعامل مع الزواج والخطوبة بمنطق «البيزنس»، وتحقيق الأموال بشكل سهل على حساب الآخرين.

«فيس بوك» وعاهة مستديمة

حالة أخرى دفعها الانتقام من خيانة زوجها مع مراهقة عبر الـ«فيس بوك» إلى إحراقه هو وعشيقته بـ«ماء النار» بعد شهور من الزواج، وبحسب تفاصيل الواقعة فإنها فوجئت بتصرف الزوج، ولم تكن تتوقع أن يخونها ويستغل زيارتها لمنزل أسرتها، ويستحضر الساقطات إلى منزلها وعلى فراشها، مؤكدة أنها عندما واجهته بالأمر كان ردّه حادا ومستفزا، وحاول تحميلها المسؤولية بادعائه أن نفوره منها يعود إلى تقصيرها فى حقه وعدم تلبيتها لمتطلباته الروحية والجسدية، وهو ما أخرجها عن شعورها ودفعها للتخطيط للثأر من كرامتها والانتقام منه عقابا على ممارساته الشاذة.
 
وتضيف الزوجة «منى. ا. أ»، التى وقفت أمام جهات التحقيق بقسم شرطة مصر الجديدة، متهمة فى بلاغ من زوجها «علاء. ج» بالاعتداء عليه وإصابته بعاهة مستديمة، أنها كانت آخر من يعلم فى واقعة خيانة زوجها، قائلة: «كل صديقاتى كانوا بيحاولوا يصارحونى بحقيقة جوزى، والخطأ الوحيد الذى ارتكبته أننى لم أتصدّ له فى أول مرة علمت بتجاوزاته، وأنه يعيش علاقة عاطفية مع مراهقة تعرف عليها من خلال موقع الفيس بوك، وأن بينهما أحاديث جنسية خادشة للحياء».
 
وعلى صعيد الصيغة القانونية للطلاق من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، يقول المحامى رمضان البغدادى، المتخصص فى قضايا محاكم الأسرة، إن الطلاق حتى يقع يجب أن يكون خلال مواجهة مباشرة بين الزوجين، أو أمام شاهدين، أو أن يُوثق بقرار محكمة، وذلك تجنبا للأضرار التى قد تنتج عن الطلاق غير الموثق»، لافتا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى فى ظل التطور المتنامى أصبحت تشكل آفة تضرب كثيرا من البيوت وتسبب متاعب ومشكلات لمئات من السيدات، مع إقدام الأزواج على تطليقهن فى حيز محدود وداخل دائرة تقتصر على الطرفين، ثم يرفض الاعتراف بهذا الطلاق لاحقا، لتجد نفسها أمام مازق كبير وضياع شامل لحقوقها.
وتابع البغدادى حديثه لـ«اليوم السابع» قائلا: «فى تلك الظروف تقيم الزوجة دعوى إثبات طلاق، بحسب المادة 60 من قانون الأحوال الشخصية، وتدعى تطليقه لها وخشيتها من التورط فى اختراق حدود الله، وتطلب من الزوج يمينا حاسما لإنكار الطلاق، ويُحسم الأمر فى جلسة واحدة قد يفوز بها الزوج إذا أنكر الزواج»، موضحا أن أغلب حالات اليمين الحاسمة تكون بسبب مواقع التواصل الاجتماعى.

 

نقابة المأذونين تحذر

من جانبه، قال الشيخ محمد عون، المتحدث باسم نقابة المأذونين: إن رسائل الطلاق على مواقع التواصل الاجتماعى وتطبيقات التراسل الفورى لا يُعتد بها شرعا، إلا إذا أقرها الزوج أمام المأذون أو جهة التوثيق، فإذا أقرها تقع طلقة.
 
وأشار «عون» إلى أن الرسول قال «لا طلاق فى إغلاق»، أى تحت تأثير الغضب والانفعال، وقسم العلماء الغضب إلى ثلاثة أقسام، لا يقع الطلاق فى قسم واحد منها، وهو أن يصل الزوج إلى مرحلة الهذيان واللا وعى بحيث لا يكون مسؤولا على أفعاله، إذ أجمع الفقهاء على أن هذه الحالة لا يقع فيها الطلاق، أما فى حالات الإدراك والوعى الكامل، سواء كانت فى ظروف طبيعية أو تحت تأثير الغضب، فإن الطلاق يقع ويُحتسب ولو أنكره الزوج.
 
وأضاف المتحدث باسم نقابة المأذونين أن نسبة الطلاق عبر وسائل التواصل الاجتماعى وتقنيات الاتصال الحديثة أصبحت كبيرة جدا، وهو ما يلحظه المأذونون من خلال عملهم اليومى، متابعا: «نستقبل استفسارات عديدة على صفحات النقابة بمواقع التواصل الاجتماعى، وصفحات المأذونين، ودار الإفتاء، كلها تخص الطلاق بالوسائل الحديثة. والأمر بات يُشكل ظاهرة مزعجة، وتحتاج للتوقف معها بالدراسة والبحث عن حلول.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة