لم تمنعه إعاقته من مزاولة نشاط حياته اليومية وكسب لقمة عيشه من عرق جبينه، فهو لم يكن يوماً مصدراً لليـأس والعجز وعدم العمل والعطاء، فتحدى الظروف النفسية والمادية بعدما خسر كل أمواله هو وأسرته بعد إنفاقها على أمل العلاج، ليتعايش مع محنته ويصبح الأسطى "أحمد" إيده تتلف فى حرير.
ففى أبو كبير بالشرقية، يعيش أحمد عامر 32 عامًا، والذى تربى مثل كل شباب المدينة على مهنة نجارة " الباب والشباك"، حيث شرب الصناعة فى ورشتهم التى كانت من أشهر الورش المتخصصة فى هذه الصناعة، لكن دوام الحال من المحال، فقد اضطرت أسرته لبيعها هى وأملاك أخرى لعلاجه على إثر تعرضه لحادث أصابه بالشلل.
داخل إحدى الورش التقى "اليوم السابع" بالأسطى "أحمد"، حيث يمارس عمله بمنتهى المهارة على الماكينات عبر كرسى متحرك، والذى قال: "بعد الحادث تعرضت لآلام نفسية كبيرة، ظللت حبيس المنزل 4 سنوات، لكننى عدت مرة أخرى لممارسة عملى، من أجل كسب لقمة العيش من عرق جبينى، رافضا الإحسان والشفقة من الغير".
وأضاف: يومى يبدأ من الصباح، أتوجه للورشة عبر كرسى متحرك كهربائى، أجد الكثير من الصعوبات بالتحرك بالشوارع لأنها غير ممهدة، وبالوصول للورشة، أمارس عملى مثل أى صنايعى بالورشة، فأعمل بنظام القطعة، بسبب ظروف أن هذا العمل يوفر لى جزءا من نفقاتى الشخصية، بالإضافة إلى أنه أعاد الثقة والأمل فى الحياة مرة أخرى.
وعن تفاصيل الحادث الذى تعرض له، قبل 8 سنوات، قال: كانت حياتنا المادية ميسورة جدا، ولدينا ورشة كبيرة وأكثر من منزل، وسقط خشب على ظهرى فجأة دون سابق إنذار أدى إلى كسر 4 فقرات وقطع بالنخاع الشوكى بالظهر، وكان لم يمضى على زواجى 3 أسابيع، فانقلبت حياتى رأسا على عقب انا وأسرتى، خلال رحلة العلاج والمرض استمرت لأكثر من 4 سنوات، اضطر والدى لبيع أملاكنا على أمل العلاج، وانفصلت عن زوجتى فى نهاية المطاف، وأصبحت بلا دخل سوى معاش التضامن ولدى طفل".
ويكمل أحمد عامر، قررت التغلب على إعاقتى والعودة للمهنة التى تربيت عليها، وبدأت العمل باليومية فى إحدى الورش، بالإضافة إلى ممارسة حياتى اليومية من خلال تأسيس جمعية لرعاية حقوق المعاقين، فنحن كأشخاص نعانى الكثير من أهدار لحقوقنا لا نستطع التحرك بشكل طبيعى بالشوارع أو الاعتماد على أنفسنا لقضاء حاجتنا فى مصلحة حكومية، فلا يوجد "روال" فى أى منشأة الذى هو أبسط شىء لأصحاب الكراسى المتحركة.
وتابع أن طموحه وأحلامه لم تنته عند هذا الحد، بل يحلم بتأسيس مشروع ورشة كبيرة مثل التى كانت تمتلكها أسرته، وتكون مدرسة لتعليم الشباب وكذلك ذوى الاحتياجات الخاصة، المهنة وأصولها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة