ما من مرة أشاهد فيها برنامجا فنيا أو اجتماعيا أو حتى سياسيا ويحل عليه ضيفا من العاملين فى الحقل الفنى سواء مخرج أو ممثل أو غير ذلك، إلا وأجد أحد أبرز أسئلة الحلقة للضيف ما رأيك فى محمد رمضان؟، وكيف تراه؟، وهل هو ظاهرة ستنتهى قريبا أم لا؟، فتكون الإجابة إما بالهجوم أو بالنقد اللاذع، أو بأنه السبب فى انهيار السينما وانتشار البلطجة فى الشارع، لما يقدمه هذا الفنان فى أفلامه.
أنا بشخصى كنت من المنتقدين الأوائل لمحمد رمضان إذا أخطأ فى كثير من الأحيان، حتى أفاجأ بأنه يتقبل النقد بصدر رحب، وأحيانا يقول إننى على حق وآخر يواجه ويقول لا، على عكس آخرين من الفنانين يعتبرون أن نقدهم من الكبائر التى تُدخل النار بلا حساب.
استمرار التعليق على محمد رمضان ووضعه فى خانة المجرم الذى أفسد السينما، ما هو إلا نجاح كبير يحققه النجم الشاب يوما تلو الآخر، خاصة أن كثيرين غيره قدموا مثل هذه النوعية من الأفلام سواء فى السابق أو الحاضر، فهناك مثلا فيلم بعنوان "عصر القوة" للنجمة الكبيرة نادية الجندى ومعها عملاق التمثيل عبد الله غيث والنجم محمود حميدة، الفيلم منذ بدايته لنهايته ما هو إلا بلطجة وثأر وقتل، بل ويدعو للانتقام والثأر للنفس دون القانون، ورغم ذلك نعتبره من كلاسيكيات السينما المصرية، بل ونشير إليه كواحد من أهم أفلام نادية الجندى، فلماذا لا نتهم نادية الجندى أو عبد الله غيث بأنهما أفسدوا السينما؟!
تواجدت نفس نوعية أفلام القتل والثأر بكثرة على مدار الأعوام الماضية منها على سبيل المثال لا الحصر فيلم "من ضهر راجل"، للفنان آسر ياسين ومعه الفنان الكبير محمود حميدة والفنان وليد فواز، فيحتوى الفيلم على جرعة دم وقتل بالسكاكين والسيوف ومشاهد عنف تكفى عشرات أفلام أخرى، كذلك فيلم "إبراهيم الأبيض" للنجم المهم أحمد السقا ومعه الساحر الذى لن يتكرر محمود عبد العزيز وغيرها من عشرات الأفلام التى قدمت على مدار العقد الأخير، فلماذا لا نقول أن هؤلاء أفسدوا السينما؟
سأصدمك أن أغنية مثل "نمبر وان" اكتشفت أنها من الأغانى التى يستمع إليها بكثرة فئات كثيرة مثقفة وعلى قدر كبير من العلم، يلجأون إليها عندما يشعرون بالإحباط، فيسمعونها كنوع من التحفيز على النجاح إذا أخفقوا، وآخرون يعتبرونها جزء من النشوة فى أفراحهم.
للأسف كثيرون من العاملين فى الوسط الفنى الآن لا يملكون سوى التنظير من على المقعد الذى أمام كرسى المذيع، فبينما أنت تجلس وتنتقد وتدين داخل الاستوديو، ومحمد رمضان يتنقل بين شركات الإنتاج يتعاقد ويُحضر ويدخل البلاتوه ويصور وينجح ثم يتعاقد من جديد وهكذا، صدقونى عندما يقدم هذا الرجل بضاعة رديئة سيبتعد عنه الجمهور ثم يتجاهله المنتجون، فالجمهور هو الوحيد الذى لا يُجامل، فهو من جعل عادل إمام زعيما للفن حتى الآن، وهو من جعل محمد سعد فى فترة ما فى مقدمة شباك التذاكر وهو أيضا من جعله فى أوقات أخرى يتزيل قائمة الإيرادات بل وتُرفع أعماله من دور العرض لعدم قدرتها على المنافسة، وهو من نصب محمد رمضان نجما مهما، صدقونى الجمهور لا يكذب فهو الوحيد الذى يقول الحقيقة، لأنه لن يحبك أكثر من نفسه هو فقط يبحث عما يحبه ويجذب له المتعة والسعادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة