"المسجد الجامع وأيقونة المقاومة ضد حملة فريزر" بهذه العبارة المقتضبة يمكن تلخيص سيرة مسجد زغلول بمدينة رشيد بالبحيرة، هذا المسجد الاثرى الذى يرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر وأقامه الحاج نصر زغول ، أحد مماليك السيد هارون عام 1587، ويعتبر مسجد زغلول من أكبر مساجد مدينة رشيد وأقدمها وكان مركزا للحركة العلمية والدينية خلال العقود الماضية.
"اليوم السابع" حاولت الاقتراب من هذا المشهد التاريخى للتعرف على المسجد الجامع برشيد والذى افتتح للمواطنين بعد إغلاقه لمدة 15 عاما وذلك للانتهاء من أعمال ترميمه وإحلاله بالكامل .
فى البداية أكد الخبير الأثرى سيد حمام، رئيس منطقة الآثار السابق برشيد، على أهمية مسجد زغلول من الناحية المعمارية والتاريخية ، مضيفا أن مسجد زغلول يرجع تاريخه إلى العصر المملوكى بالتحديد عام 595 هجريا الذى يوافق عام 1587 ميلاديا على يد نصر الدين زغلول ، أحد كبار التجار فى عصره وسمى مسجد زغلول بالمسجد الجامع لتشابه معماريا مع جامع الأزهر الشريف ، حيث يضم الأعمدة الكثيرة الذى يلتف حولها الشيوخ وطلاب العلوم الشرعية ومن أروقة المسجد انطلقت شرارة المقاومة ضد حملة فريزر عام 1807 بقيادة الشيخ حسن كريت ليرد قوات الاحتلال بتدمير مئذنته التاريخية.
وأوضح الخبير الاثرى ، أنه بمرور الزمن أصبح مسجد زغلول ، فى حالة يرثى لها حيث تعرضت أركانه وأعمدته للانهيار وزحفت عليه المياه الجوفية من كافة جوانبه بالإضافة سقوط الكثير من قبابه الفريدة وكان لابد من احلاله وترميمه بشكل كامل من قبل وزارة الآثار ، مشيرا الى أن أعمال ترميم المسجد بدأت منذ 15 عاما وتوقفت أكثر مرة لعدم وجود الموارد المالية الكافية، لتنتهى المرحلة الأولى من الترميم هذا العام بالجزء الغربى على مساحة 4200 متر وتم افتتاح المسجد للمصلين بمشاركة وزيرى الآثار والأوقاف وجارى ترميم الجزء الشرقى من المسجد.
وفى هذا السياق طالب أهالى مدينة رشيد ، المسئولين بدعم الدور الدينى والثقافى لمسجد زغلول وجعله منبرا للتنوير كما كان من قبل خلال عصوره المزدهرة .
وأكد أحمد السمرى ، أحد أهالى رشيد ، على أهمية دور المسجد الجامع فى رفع الوعى الدينى لدى الاهالى وتعليم الشباب قيم ومبادئ الإسلام الوسطى، مضيفا أنه مثلما كان مسجد زغلول منبرا للمقاومة ضد الاحتلال فلابد أن يكون منبرا قويا لمحاربة الإرهاب الذى يستر بالدين والدين منه براء .
وقال أشرف فهمى ، أحد اهالى رشيد أنه من غير المعقول ، أن يتم اعتبار مسجد زغلول مثل باقى المساجد بالمدينة ، ويتم فتحه فى أوقات الصلاة فقط، مضيفا أن مسجد زغلول ، بما له من قيمة تاريخية وروحية لأهالى رشيد مؤهلا ليكون مركز إشعاع دينى وحضارى للمدينة كلها مثل الأزهر الشريف بالقاهرة والمسجد الأحمدى بطنطا والمسجد الإبراهيمى بمدينة دسوق..
من جانبه أكد الدكتور محمد شعلان ، وكيل وزارة الأوقاف بالبحيرة على وجود خطة متكاملة لإحياء دور المساجد التاريخية الشهيرة بالمحافظة، مضيفا أنه مع الانتهاء من ترميم مسجد زغلول وافتتاحه رسميا للمواطنين تم تدعيمه من قبل مديرية الاوقاف بالأئمة والخطباء ومقيمى الشعائر المتميزين بالإضافة إلى تنفيذ برنامج محدد لإقامة الندوات والمحاضرات الدينية، وذلك لرفع الوعى الثقافى والدينى لدى جموع المواطنين وتبصيرهم بقيم الإسلام الصحيحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة