نشرت صحيفة "هأارتس" الإسرائيلية اليسارية، تقريراً يتناول كواليس اتخذ قرار إطلاق عملية "درع الشمال" العسكرية على طول الحدود مع لبنان بهدف القضاء على الأنفاق، التى تشقها منظمة حزب الله اللبنانى داخل إسرائيل بحسب مزاعم روج لها الجيش الإسرائيلى، ترى أن حزب الله يسعى لتنفيذ عمليات إرهابية فى إسرائيل.
الجيش الاسرائيلى
وكشفت صحيفة "هأارتس" الإسرائيلية النقاب عن اندلاع خلافات داخل المجلس الأمنى المصغر "الكابينت" والذى يتم من خلاله اتخاذ قرار الحرب، حيث أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الأركان جادى ايزنكوت عارض وبشدة اقتراح لوزير الدفاع الإسرائيلى السابق افيجدور ليبرمان بإطلاق عملية عسكرية فى قطاع غزة لاستهداف الفصائل الفلسطينية المسلحة.
ليبرمان
وقالت الصحيفة أن "ايزنكوت" لا يمكنه اتخاذ قرار بالحرب على غزة فى وقت تهدد منظمة حزب الله أمن إسرائيل من الشمال، والأولى هو العكس، مما دفع "ليبرمان" للغضب من رئيس أركانه عندما قال فى الاجتماع بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "لدى معلومات فى غاية السرية عن تهديدات حزب الله"، وهو ما أغضب "ليبرمان".
وأشارت الصحيفة إلى أن بنيامين نتنياهو، كان على دراية بالصورة الأمنية التى عرضها الجيش الإسرائيلى فى الأشهر الأخيرة بالنسبة لمشروع أنفاق حزب الله فى الشمال، ورغم تخبطه بالنسبة للوقت الملائم للتحرك إزاء الخطر المذكور، قبل فى نهاية الأمر رأى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلى، جادى أيزنكوت، التحرك دون أى تأجيل لهدم الأنفاق.
وأشارت الصحفية إلى أن هذا ما علمته من خلال مسئولين عسكريين، اطلعوا على النقاشات التى دارت بين أعضاء المجلس الوزارى المصغر وبين قيادة الجيش قبل إعلان إطلاق العملية بأشهر.
وقال "أيزنكوت" أن إطلاق عملية عسكرية فى غزة فى ضوء وجود أنفاق عند الحدود الشمالية لإسرائيل فكرة غير جيدة. وطالب المستوى السياسى منح الضوء الأخضر للجيش للهدم هذه الأنفاق التى حفرتها حزب الله فورا.
جادى ايزنكوت
ووصف "أيزنكوت" مشروع أنفاق حزب الله السرى بأنه عملية "بارباروسا"، مقارنا بين مشروع حزب الله، وبين العملية الألمانية المباغتة ضد الاتحاد السوفيتى خلال الحرب العالمية الثانية والتى كانت خطة سرية حتى عام 1941.
وجاء فى تقرير"هآرتس" أن "أيزنكوت" عرض فى إحدى الجلسات جوابا لقائد منطقة الشمال، اللواء يؤال ستريك، يحذر فيه من تداعيات كارثية فى حال تم تأخير إطلاق الحملة العسكرية ضد الأنفاق.
وجاء فى الجواب أن الجيش قد يفقد عامل المفاجأة، وأن حزب الله قد ينفذ عملية هجومية قاسية ضد مواطنى شمال إسرائيل.
وطالب رئيس الأركان بإدخال هذا الجواب إلى محضر الجلسة لكى يبين تحذيرات الجيش من خطر الأنفاق وينقل المسؤولية إلى المستوى السياسى فى حال رفض الخروج بحملة عسكرية، فى المقابل أبدى نتنياهو عن رفضه من قرار إدخال تحذيرات الجنرال الإسرائيلى إلى محضر الجلسات بخصوص خطر الأنفاق.
بنيامين نتنياهو
وتطرقت الصحيفة إلى التوتر الحاد الذى شب بين وزير الدفاع السابق افيجدور ليبرمان، وبين قيادة الجيش على خلفية مواقف الجيش الإسرائيلى إزاء الوضع فى غزة وحركة حماس، ففى حين كان "ليبرمان" يطالب بضربة قاضية ضد حماس فى غزة من الجو، كانت القيادة الأمنية الإسرائيلية تعارض ذلك وتدعم خطوات تخفف الحصار على سكان غزة، بل بلغ الأمر إلى وصف "ليبرمان" مشاوراته مع قيادة الجيش بأنها جلسة مع منظمة "السلام الآن" وليست مؤسسة عسكرية.
يذكر أن الجيش الإسرائيلى اكتشف 4 أنفاق تابعة لحزب الله منذ بدء العملية فى 4 ديسمبر الجارى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة