"هناء.ع.س" بنت محافظة الجيزة التى بدأت بمساعدة القانونين فى المجلس القومى للمرأة حياتها مرة آخرى بعد أن سلبت منها غصبا بواسطة العنف الأسرى لتؤكد: "مشكلتى مع زوجى اعتراضه على عملى بسبب طمعه فى أخذ راتبى كاملا وعدم ترك أى مبلغ لى رغم رفضه حتى الإنفاق على فكان يغار منى لدرجة دفعته فى آخر خلاف إلى الاعتداء على وتركنى خلفه بإصاباتى الخطيرة ليصطحبنى الجيران للمستشفى ثم جاء وأنا بين الحياة والموت ليبتزنى مقابل الطلاق بدفع 50 ألف جنيه".
وأضافت: "رغم التقارير الطبية تحايل بشهود زور وهرب من العقاب وبعدها تركت المكان الذى عشت فيه حتى لا أتذكر العنف والعذاب الذى رأيته برفقته".
ووفق للإحصائيات الرسمية فأن العنف الزوجى يبتلع فى دوامته أكثر من 35% من المصريات المتزوجات تعرضن للضرب من قبل أزواجهن على الأقل مرة واحدة منذ زواجهن، و69.1% من الزوجات يتعرضن للضرب فى حالة رفضهن معاشرة الزوج وأن 69.1% يتم ضربهن فى حالة الرد على الزوج بلهجة لا تعجبه.
اليوم السابع كشف من خلال لقاءاته مع الضحايا اللاتى لجئن لمحكمة الأسرة أبشع قصص الزوجات داخل سجن الزوجية على حد وصف الضحايا.
"سهره.م.ط" أبنة محافظة أسيوط والتى هربت من جحيم الحياة الزوجية إلى منزل خالها بمحافظة الجيزة طالبا للحماية ومحاولة الطلاق أمام محكمة الأسرة، وبدأ يوم الشابة البالغة من العمر 23 عاما بصراخ ملأ أرجاء الشارع بعد تعدى زوجها عليها عندما اقترحت عليه الذهاب لقضاء بعض الوقت لدى أهلها، وما أن سمع كلماتها وأنهال عليها بالضرب المبرح حتى جعلها تنزف الدماء، وعندما هددته بالاتصال بالشرطة وأهلها لحمايتها قام برفقة حماتها بحرقها وقص شرعها عقابا لها على ذلك الإثم.
وتروى سهره التى طالبت بالطلاق للضرر تفاصيل حياتها التعيسة التى استمرت سنة و3 شهور، قائلة: "التراشق بالكلمات الجارحة حدث أول مرة بعد ذهابى معه لمنزلنا فى أسيوط بعد الزواج وبدأت معه دوامة العنف وأصبحت حياتى معه عبارة عن بكاء ونكد مستمر.
وتابعت الزوجة: "الخلاف المستمر بيننا طوال فترة الزواج كان بسبب تدخل والدته فى حياتنا وعدم تحمله المسئولية وإنفاقه أمواله وأموالى فى أشياء تافهة دون أى تفكير فى المستقبل وترك المنزل والسهر فى المقاهى وكأنه لم يتزوج مما يجعله يعنفنى ويؤرق حياتى الزوجية ويدفعه لضربى بل للتهديد بزواجه آخرى".
وأضافت: آخر خلاف جمعنا هشم عظامى وكاد أن يفتك بى برفقة والدته التى طالبت بقتلى عقابا لى على حد قولها –على قله أدبى – وردى على زوجى وعلو صوتى عندما أنهال بالسباب على أهلى وقرر ساعتها قص شعرى وحرقى فى ظهرى أمام والدته ولولا تدخل عمه كوننا نسكن فى بيت العائلة لكان قتلنى.
ووفق لدراسات مراكز حماية المعنفات، فأن أن السيدات التى يمروا بتجربة العنف المنزلى على يد الزوج تتعرض للاكتئاب خمس أضعاف ما تتعرض له النساء الآخريات، كما أن المضروبات والمعتدى عليهن يحتجن إلى علاج بنسبة تعادل خمسة أضعاف ما تحتاج إليه نساء آخريات لا يتعرضن للعنف.
وشاركت من جانبها "إكرام.ع.غ"، ابنة محافظة قنا قصتها لـ"اليوم السابع" أثناء وقوفها أمام محكمة الأسرة للحصول على الطلاق للضرر منذ أكثر 4 سنوات بعد تعرضها للضرب الذى كاد أن يفضى إلى موتها لتقول: "بعد انتهاء مرحلة التعليم الثانوى رفض أهلى ذهابى للجامعة متعللين بضيق حالتهم المادية وقرروا تزويجى لابن عمى".
وتكمل الزوجة: عشت فى الجحيم معه فهو مطلق ولديه من الأبناء ثلاثة كنت خادمة لهم أتعرض للضرب أمامهم وللتجريد من ملابسى عقابا لى على أقل خطأ وأنا متحملة بعد أن يئست من الشكوى لأهلى وإجبارهم لى على الرجوع لسجن زوجى فى كل مرة بل وأكثر من ذلك التعدى على ضربا فى كل مرة.
وتضيف صاحبة الـ 30 عاما: "خرجت فى آخر خلاف جمعنى معه وأنا أصرخ بملابس النوم من كثرة الإيذاء الذى طالنى على يديه".
منى سيد.ال والتى تقف الآن مع أحد مراكز حماية المرأة من العنف للمطالبة بحقها وأطفالها قالت: أنجبت من زوجى طفلين عاشوا فى جحيم العنف الأسرى طوال مدة زواجى التى استمرت 14 عاما فى ظل رفضه عتقى بسهولة من قبضته الحديدة وقرر أن يعاقبنى على تمردى بالزواج من سيدة سيئة الطباع وآتى بها للعيش معى فى المنزل لتزيد من العذاب الذى تحملته طوال سنوات.
وتكمل: كافحت وتحديت العنف وصبرت وظللت أنفق على أطفالى من عرق جبينى دون أن يدفع زوجى مليم واحد لنا بل كان يسطو على ما أكسبه ووصل به الحال بأن حاول اتهامى فى شرفى وبالجنون أيضا ليسلب منى حق الطلاق.
وتتابع: جسدى ما زال شاهد على الإصابات والإيذاء الذى وصل لاستخدامه السكين فى تشويه خوفا من أن أفكر فى الزواج مرة آخرى.
ووفق لرصد الإحصائيات الرسمية أكدت أن وواحدة من بين كل ثلاث نساء مصريات تعرضت للضرب من قبل زوجها مرة واحدة على الأقل، لتروى "نادية.م" حكايتها قائلة: كنت بين نارين بعد زواجى أما الطلاق وأنا حامل ولم أكمل عامى الأول فى زيجتى التى كان يحسدنى عليها جميع أقاربى بسبب وضع زوجى المادى أو أكمال حياتى التعيسة بصحبة زوجى الذى لا يرحم والتعرض يوميا لإهانات وضرب وسب والحرمان على يديه.
وتابعت الزوجة: "أحياننا كان عقابى شديد لدرجة تصل للضرب حتى الموت تحت يديه ولكن إجبار أهلى جعلنى أعود له مذلولة خاضعة أطلب رضاه ليقوم بتعنيفى مرة آخرى بضربى حتى فقد الوعى ولم أستيقظ إلا وأنا فى المستشفى والأطباء يحاولوا إنقاذى بعد أن فقد الجنين".
من جانبه علق محمود مصطفى المحامى على الوضع القانونى للزوجات المعنفات قائلا، الزوجة التى تتعرض للضرب وترغب فى نيل حقها بالقانون عليها أن تقاتل حتى تثبت الضرر وتتغلب على تحايل الأزواج واستغلال ثغرات القانون للهروب من العقوبة.
وأضاف المشكلة التى يعانى منها الزوجات المعنفات هى عدم تفعيل العقوبات وإيجاد آليات مباشرة لذلك، وتتراوح مدة الحبس فيها من 6 شهور إلى سنة أو سنتين أو أكثر حسب الضرب الذى تعرضت له والأداة المستخدمة وحجم الضرر الواقع عليها، بالإضافة إلى فرض غرامة مالية بحد أدنى 200 جنيه، وحقها فى طلب التعويض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة