ودعت الجماعة الصحفية المصرية والعربية اليوم واحدا من أهم رموز الصحافة الممصرية منذ ستينات القرن الماضي عاصر خلالها 3 رؤساء جمهورية قبل ثورة يناير 2011، وهي فترة عطائه الصحفى المتميزة، وهو الكاتب الصحفي الكبير إبراهيم سعدة رئيس مجلس إدارة وتحرير مؤسسة الأخبار الأسبق الذى توفي أمس الأربعاء وشُيَّع إلى مثواه الأخير اليوم.
وأدى المئات من المصليين صلاة الجنازة على الكاتب الصحفى الراحل إبراهيم سعدة اليوم، بحضور لفيف من كبار الصحفيين والفنانين ورجال الدولة.
وكانت أسرة الكاتب الصحفى الراحل إبراهيم سعدة، رئيس مجلس إدارة وتحرير مؤسسة الأخبار الأسبق وصلت إلى مقر المؤسسة، فى وقت مبكر من اليوم تمهيدا لتشييع جثمانه من مقر المؤسسة، وكان فى استقبالهم الكاتب الصحفى ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم.
وحرص عدد كبير من الكتاب والصحفيين على المشاركة فى حضور وداع الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة ومنهم الكاتب الصحفى ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأخبار، والكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام نقيب الصحفيين، والكاتب الصحفى كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والكاتب الصحفى سمير رجب، وجلال ديودار، وعدد كبير من الصحفيين، بالإضافة إلى محمد أبو العنين رجل الأعمال، وحسن حمدى رئيس النادى الأهلى الأسبق والدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية الأسبق والفنانة يسرا والفنان خالد سليم.
وبعد أداء صلاة الجنازة تحرك الجثمان من مسجد عمر مكرم إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة بطريق الواحات البحرية بمدينة 6 أكتوبر .
وفى السياق نفسه نعى عبد المحسن سلامة فور وصوله الراحل إبراهيم سعدة قائلا: كان إضافة قوية وكبيرة للصحافة المصرية ورفع قيمتها وتتلمذت على يده رغم أننى لم أكن ضمن فريق مؤسسي الأخبار ولكن من خلال أعمدته، متابعا أن الأسرة الصحفية خسرت فارسا من فرسان الصحافة وخسرت كثيرا بوفاته.
وتابع نقيب الصحفيين فى تصريحات صحفية، أنه سيتم تكريم اسم الراحل إبراهيم سعدة والراحل إبراهيم نافع فى يوم التفوق الصحفى لأن الصحافة المصرية خسرتهما فى عام واحد
ومن ناحيتها نعت الفنانة يسرا الراحل الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة، مؤكدة أنه خسارة كبيرة للصحافة المصرية وعلم من أعلام مصر فى الصحافة ولن يأتى مثله مرة أخرى.
وقالت يسرا فى تصريحات صحفية على هامش مشاركتها فى صلاة الجنازة على الراحل إبراهيم سعدة أنه كان رائعا على المستوى الإنسانى، ولن يأتى مثله مرة ثانية.
وأعلنت السيدة نفين إبراهيم سعدة كريمة الكاتب الصحفى الراحل، لـ"اليوم السابع" أن الأسرة قررت تحديد موعد تلقى العزاء فى الراحل يوم الاثنين المقبل عقب صلاة المغرب بمسجد عمر مكرم الكائن بميدان التحرير.
ويعد الكاتب الصحفى إبراهيم سعدة هو واحد من أهم الكتاب الصحفيين فى تاريخ الصحافة المصرية، حيث قدم خبطات صحفية كثيرة ومتنوعة خاضها، لا يمكن للتاريخ الصحفى أن ينساها، كان أولها فى الستينيات مع بداية عمله الصحفى، عندما تمكن من تغطية قضية لجوء جماعة النحلاوي سياسيا إلى سويسرا، بعد الانفصال الذى حدث بين مصر وسوريا، ونجح في إعداد قصة خبرية عن كواليس الهروب، بل إنه تمكن أيضا من الاجتماع مع تلك الجماعة التى كان من الصعب على أى شخص حينها أن يلتقى بهم، وحصل منهم على تفاصيل مثيرة عن مؤامرة الانفصال.
مغامراته الصحفية لم تقتصر على حقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بل أيضا شهدت فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات العديد من المغامرات الصحفية كانت بدايتها قرار الرئيس الراحل بتعيينه رئيسا لتحرير أخبار اليوم، حيث أصبح فى ذلك التوقيت أصغر رئيس تحرير للجريدة فى تاريخها.
ولم يتقصر الأمر على رئاسته لتحرير الجريدة، بل إنه استغل الفرصة وتمكن من تصوير الرئيس الراحل محمد أنور السادات في منزله منذ لحظة استيقاظه وأدائه لمهامه اليومية، حيث نشر إبراهيم حينها فى جريدة الأخبار صور الرئيس الراحل التي أحدثت ضجة كبيرة، حيث ظهر محمد أنور السادات بملابس نومه وهو يحلق ذقنه ويمارس تمارين الصباح.
لم يكن إبراهيم سعدة أصغر رئيس تحرير فقط، بل إنه أيضا أول صحفى جمع بين رئاسة تحرير صحيفتين، إحداهما قومية وهى الأخبار والأخرى حزبية، حيث ترأس تحرير صحيفة "مايو" التى كانت تصدر حينها من "الحزب الوطني الديمقراطى".
ومن أبرز كتاباته فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، هو مقاله الشهير "من مبارك إلى كلينتون"، حيث رد فيها على مقال صدر من الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، حمل عنوان "من كلينتون إلى مبارك"، تهكم من خلاله على محمد حسنى مبارك، واتهمه بالتقاعس عن مؤازرة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في كامب ديفيد لتقديم تنازلات بشأن القدس، ليرد إبراهيم سعدة بالأدلة التى تكشف تآمر الولايات المتحدة الأمريكية على القضية الفلسطينية، ويوضح فيها دور مصر فى دعم القضية الفلسطينية.
جنازة الراحل إبراهيم سعدة (3)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة