نجح رجال إدارة ترميم آثار ومتاحف مصر العليا على مدار الأسابيع الماضية، بأيادى مصرية خالصة فى أعمال الترميمات والتطوير وإظهار الألوان فى معابد الأقصر والكرنك ومقبرة داخل منطقة آثار القرنة، وذلك لخدمة السياحة والتاريخ الفرعونى والتأكيد على أن المرممون المصريون قادرون على تجميل معابدهم بأياديهم دون الإستعانة بأيادى أجنبية، وحمايتها من الإندثار بكل قوة وتميز، وذلك تحت إشراف الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
استكمال ترميم الصالة المركزية
وفى هذا الصدد كشف عبد الناصر أحمد عبد العظيم مدير عام إدارة ترميم آثار و متاحف مصر العليا، أن رجال الإدارة قاموا فى معابد الكرنك بأعمال الترميم والتطوير لمعبد الأوبت، حيث تم استكمال أعمال الترميم فى هذا المعبد داخل الصالة المركزية والعمودين فى صالة الأعمدة، وتمت أعمال التنظيف الميكانيكى ثم بدأت أعمال التنظيف الكيميائى، عن طريق وضع كمادات مكونة من 6% كربونات آمنيوم و2% اديتا و2 % كربوكسى ميثيل سيليلوز، ثم شطفها بالماء المقطر لإزالة آثار المواد الكيميائي، ثم مرحلة تقوية الأجزاء الضعيفة بإستخدام البارالويد وتم لصق الأجزاء المنفصلة والتى لا تزال فى مكانها بإستخدام الأرالديت السائل 1092 عن طريق الحقن، كما تم لصق الاجزاء المنفصله تماماً بإستخدام الأرالديت 1306 بعد تنظيفها وتقويتها، وتتم أعمال ملء الشروخ والفجوات فى الفناء المفتوح بعد الانتهاء من البوابة.
الجزء العلوى من العمود الجنوبى بالصالة الخارجية لمعبد الأوبت
وأكد عبد الناصر لـ"اليوم السابع"،الانتهاء من ترميم وإعادة تركيب تاج تمثال الملك رمسيس الثانى المنحوت من الجرانيت الوردى الموجود فى الجهة الشرقية الجنوبية بصالة الملك رمسيس الثاني، حيث كان هذا التاج مثقولا وموجودا على مصطبة بجانب التمثال منذ فترة طويلة تم تنظيفه وتركيبه فى مكانه الأصلى وترميم واستكمال الشروخ والفجوات بمونة مناسبه للأثر، من حيث اللون والتجانس، وأصبح التمثال بحالة جيده، موضحاً أنه جارى العمل فى تنظيف وترميم الجدار الغربى من صالة الزورق المقدس بمنطقة قدس الأقداس، حيث تم إزالة "السناج"، وبقايا دم "الوطاويط"، وبقايا فضالات الطيور وجميع المواد العالقه بها، حيث تم تقوية الأجزاء الضعيفة بإستخدام محلول البارالويد B72 المزاب فى الاسيتون بتركيز 2% وازالة المونة القديمه المكونة من الاسمنت البورتلاندى العادى واستبدالها بمونة جديدة مناسبه للأثر، ومازال العمل مستمرا بالجدار.
أعمال إعادة لصق الأجزاء المنفصلة بجدران المعبد
إزالة الإملاح
أما فى إدارة ترميم منطقة آثار القرنة فقد أكد مدير عام إدارة ترميم آثار و متاحف مصر العليا، أنه تم العمل فى ترميم مقبرة "حوى TT28" بمجال إزالة الأملاح، حيث أنه جارى إزالة الأملاح المتكلسة أسفل الجدران، ومنها إزالة أملاح ميكانيكا بإستخدام الأزميل وشاكوش لإزالة الطبقة السميكة، وآخرى تم إستخدام مادة "سيبولايت" المعالج كيميائيا - لا تحتوى على أملاح - لإزالة الطبقة الرقية والأملاح من الداخل، حيث أن طريقة التحضير تمت بخلط السيبولايت فى الماء المقطر حتى يعطى قوام مناسب ويتم وضعها كمادة على السطح مباشرةً، وبمجال الحقن تم العمل فى حقن انفصال الطبقى بين الشيد الطينى و ارضية التحضير فى السقف بأستخدام مادة pure Acrylic AC33، وفى مجال تثبيت الحواف تم ملئ الحواف بأستخدام مونة تحاكى لون الأثر ،للحفاظ على الحواف من التساقط.
أعمال التنظيف الكيميائى بمعبد الإيبت
وفى معبد الكرنك أيضاً فقال الدكتور مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك، إن رجال المركز المصرى الفرنسى بالأقصر لدراسة آثار الكرنك نجحوا فى إعادة تركيب الجدارين الفاصلين بين فناء الخبيئة والبحيرة المقدسة، بنسبة 90 %، كما يجرى العمل على تركيب الجزء الغربي، موضحاً أن تاريخ الجدارين يعود إلى عهد الملك تحتمس الثالث ليمتد مسافة تزيد عن 60 متر بسمك 3 أمتار، وارتفاع 8 أمتار، وذلك ضمن الجدار الذى شيده هذا الملك ليمتد حول منطقة المعبد بالكامل.
أعمال حقن الآثار بالأرالدايت السائل
200 كتلة حجرية
وأضاف الدكتور مصطفى الصغير لـ"اليوم السابع"، أن الجدارين يتكونان من كتل حجرية تصل إلى حوالى 200 كتلة من الأحجار الرملية مختلفة الأحجام، وقام بتشييده الملك تحتمس الثالث وبعده قام الملك امنحتب الثانى ببعض الإضافات قبل أن يزيل الملك "مرنبتاح" بعض الخراطيش من عليه، ليضيف نقوش ومناظر هامة، لتسجيل حروبه وانتصاراته ضد شعوب البحر والقبائل الآسيوية على الواجهة الغربية للجدار، وفى الناحية الشرقية للجدار المطلة على البحيرة المقدسة، توجد نقوش هامة ونادرة للملك توت عنخ آمون، والتى أزيلت فيما بعد على يد الملك حور محب.
أعمال ملئ الحواف فى مقابر مدينة القرنة
وقال عام آثار الكرنك، إن أسباب هدم هذا الجدار يعود إلى العصر الرومانى، عندما قام أحد الأباطرة بتحريك أحد المسلات وهدم الجدران التى تعيق عملية نقلها من الناحية الشرقية من المعبد إلى نهر النيل، حتى تم وضعها فى سفينة عابرة للنيل لتصل إلى البحر المتوسط ومنها إلى روما، ويعتقد أن هذه المسلة هى أطول مسلة فى روما ولديها أكبر قاعدة بوزن 230 طن وطول حوالى 46 مترًا والتى أخذت من معبد آمون فى الكرنك، ومن قام بإحضارها إلى روما هو "قنسطانطيوس الثاني" فى العام 357 م ليزين بها ساحة مكسيموس.
أعمال ملئ الشروخ والفجوات بالبوابة الخارجية
تمثال الملك رمسيس الثانى بعد تركيب التاج بمكانه الأصلي
تمثال الملك رمسيس الثانى قبل تركيب التاج عليه
جانب من أعمال التنظيف بأشكال مختلفة للجدران (2)
جانب من أعمال التنظيف بأشكال مختلفة للجدران
جانب من أعمال الحقن والحقن الطينى لمقابر مدينة القرنة
جزء من الجدران أعلى مدخل صالة الزورق المقدس بمعبد الأقصر بعد التنظيف الكيميائى
جزء من الجدران أعلى مدخل صالة الزورق المقدس بمعبد الأقصر قبل التنظيف الكيميائى
جزء من جدران الصالة الاولى بمعبد الإيبت قبل وبعد التنظيف الكيميائي
صور لأعمال أثناء تنظيف جدران صالة الزورق المقدس بمعبد الأقصر
صورة للفرق بين قبل وبعد التنظيف
منطقة العمل بمعبد الأقصر
منطقة العمل فى معبد الإيبت الفرعونى بالكرنك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة