ملفات ترامب بعد "التجديد النصفى".. الرئيس الأمريكى يواصل التقارب مع مصر لاستعادة النفوذ بالشرق الأوسط.. مواجهة الإرهاب وحصار مموليه أولوية مشتركة تساهم فى مواجهة واشنطن للدور الروسى بالمنطقة

الجمعة، 09 نوفمبر 2018 04:00 م
ملفات ترامب بعد "التجديد النصفى".. الرئيس الأمريكى يواصل التقارب مع مصر لاستعادة النفوذ بالشرق الأوسط.. مواجهة الإرهاب وحصار مموليه أولوية مشتركة تساهم فى مواجهة واشنطن للدور الروسى بالمنطقة
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يراهن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الحفاظ على الأغلبية الجمهورية خلال انتخابات التجديد النصفى، والمقررة يوم 6 نوفمبر الجارى، وذلك على اعتبار أن الانتصار الانتخابى يمثل فارقة مهمة فى التاريخ الأمريكى باعتباره، فى حالة تحقيق هدفه، سيكون الرئيس الأول منذ عقود الذى يتمكن من الحفاظ على سيطرته على السلطتين التنفيذية والتشريعية فى آن واحد، خلال مدته الرئاسية بالكامل، إلا أن أهداف ترامب وراء مسعاه الحالى تتجاوز التاريخ، حيث أنه يحاول مواصلة الطريق الذى اتخذه تجاه العديد من القضايا، سواء الدولية أو المتعلقة بالداخل الأمريكى، دون عوائق ربما يضعها أمامه خصومه الديمقراطيين حال فوزهم فى الانتخابات القادمة.

ولعل الشرق الأوسط تمثل أحد أكبر المعضلات التى تواجه الإدارة الأمريكية فى الوقت الراهن، خاصة وأن السياسات الأمريكية خلال الأشهر الماضية ساهمت فى فقدان الولايات المتحدة لجزء كبير من نفوذها، بسبب انحيازها المطلق لإسرائيل تارة، ومزاحمة بعض القوى الدولية للدور الأمريكى فى المنطقة، وعلى رأسها روسيا والتى تلعب الدور الرئيسى فى الأزمة السورية سياسيا وعسكريا، فى المرحلة الراهنة تارة أخرى، وهو ما يعنى حاجة واشنطن إلى تغيير توجهاتها فى المنطقة فى مرحلة ما بعد "التجديد النصفى".

تراجع النفوذ.. ترامب لا يتحمل المسئولية بمفرده

وربما يكون من المجحف تحميل إدارة ترامب بمفردها التراجع الكبير للنفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط، بسبب انحيازها لإسرائيل، خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما ترتب على ذلك من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة، خاصة وأن بداية التراجع كانت فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، والذى فشل فشلا ذريعا، عبر تحالفه الدولى، فى مجابهة الميليشيات الإرهابية فى كلا من سوريا والعراق، وسعيه إلى مهادنته لتحقيق أجندته السياسية التى قامت فى الأساس على نشر ما يسمى بـ"الفوضى الخلاقة".

الجماعات الإرهابية كانت رهان أوباما وإدارته للحفاظ على هيمنتهم بالشرق الأوسط
الجماعات الإرهابية كانت رهان أوباما وإدارته للحفاظ على هيمنتهم بالشرق الأوسط

 

السياسات الأمريكية فى عهد أوباما، خاصة فى سوريا، فتحت الباب أمام دور روسى قوى فى منطقة الشرق الأوسط عبر البوابة السورية، وهو ما فتح الباب أمام موسكو لفرض رؤيتها فى المنطقة لتصبح القوى الوحيدة المهيمنة سياسيا وعسكريا على الأزمة التى طالت لما يقرب من ثمانية سنوات كاملة، خاصة مع النجاح الكبير الذى حققته روسيا فى دحض الميليشيات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابى، بالإضافة إلى نجاحها الدبلوماسى الكبير فى احتواء ممولى الإرهاب وداعميه، وعلى رأسهم تركيا، والتى تمكنت من محاصرة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وتقييده باتفاق إدلب والذى يلزمه بتفكيك الميليشيات الإرهابية، ومن بينها جبهة النصرة، ونزع أسلحتها وترحيل عناصرها من مدينة إدلب السورية.

إصلاح حماقات أوباما.. استعادة العلاقة مع مصر أولوية ترامب

يبدو أن الرئيس الأمريكى أدرك منذ بداية حقبته فى يناير من العام الماضى، الحماقة التى ارتكبها سلفه الرئيس السابق باراك أوباما، بالتخلى عن تحالفات بلاده مع القوى التقليدية الرئيسية بالمنطقة، وعلى رأسها مصر، لحساب قوى أخرى مثل تركيا، وهى السياسات التى ساهمت فى تقويض النفوذ الأمريكى، حيث أسهمت سياسات الإدارة السابقة فى التقارب المصرى الروسى منذ اندلاع ثورة 30 يونيو، وهو ما كان بمثابة نقطة الانطلاق لدور روسى أكبر فى المنطقة خاصة على الأراضى السورية، فى ظل تطابق الأولويات بين القاهرة وموسكو حول ضرورة القضاء على الإرهاب.

الرئيس السيسى مع نظيره الأمريكى أثناء تجولهما داخل أروقة البيت الأبيض
الرئيس السيسى مع نظيره الأمريكى أثناء تجولهما داخل أروقة البيت الأبيض

 

ومن هنا أصبحت استعادة العلاقات بين القاهرة وواشنطن بمثابة أولوية قصوى للرئيس الأمريكى منذ ما قبل بداية حقبته، فبدأت إشادته بالرئيس عبد الفتاح السيسى منذ حملته الانتخابية فى 2016، كما حرص على استعادة التقارب مع مصر بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، وهو ما بدا واضحا فى دعوته للرئيس لزيارة الولايات المتحدة، وهى الدعوة التى استجاب لها الرئيس حيث قام بزيارة إلى واشنطن فى أبريل 2017، أى بعد ثلاثة أشهر فقط من وصول ترامب إلى السلطة، وهى الزيارة الأولى التى يجريها رئيس مصرى منذ الربيع العربى، كما حرص كذلك على استعادة المناورات العسكرية "النجم الساطع" بعد أن توقفت تماما خلال عهد سلفه.

وبالتالى فإن مواصلة الطريق نحو التقارب مع القاهرة سيكون أحد الوسائل الرئيسية حتى تتمكن الولايات المتحدة من استعادة دورها فى العديد من قضايا المنطقة، والتى تلعب فيها مصر دورا رئيسيا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتى تمثل منطقة النفوذ الرئيسية للولايات المتحدة منذ عقود طويلة، خاصة مع انعدام الثقة من الجانب الفلسطينى فى الوسيط الأمريكى، وبالتالى فهناك حاجة ملحة للدور المصرى فى المرحلة المقبلة.

القوة المحركة.. أولوية القضاء على الإرهاب

يبدو أن القوة المحركة لاستمرار المحاولات الأمريكية التى بدأها ترامب نحو التقارب مع مصر، سوف تتواجد بقوة فى مرحلة ما بعد انتخابات التجديد النصفى المقبلة، وتتمثل فى وحدة الأولوية المتمثلة فى الحرب على الإرهاب وتقويض مموليه، فى ظل المواقف المشتركة التى تجمع البلدين تجاه الميليشيات المتطرفة، والتى امتدت تهديداتها لتصبح غير قاصرة على المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط، وإنما لتطال الداخل الغربى، وفى القلب منه الداخل الأمريكى.

ولعل المطالبات المتواترة بإدراج جماعات ما تسمى بـ"الإسلام السياسى"، خلال الأشهر الماضية، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، فى قوائم التنظيمات الإرهابية، من قبل كبار أعضاء الكونجرس من الجمهوريين مؤشرا مهما على أحد أهم الجوانب المشتركة التى من شأنها إعادة جزء من الدور الذى يمكن أن تؤديه الولايات المتحدة فى المرحلة المقبلة فى الشرق الأوسط، بعدما انفردت روسيا إلى حد كبير بمسئولية الحرب على الإرهاب، عبر الدور الذى قامت به فى سوريا فى السنوات الماضية.

ممولى الإرهاب.. قطر وتركيا الخاسر الأكبر

وهنا يصبح احتفاظ الحزب الجمهورى بالأغلبية فى الكونجرس الأمريكى بمثابة الطامة الكبرى على رأس كلا من قطر وتركيا، خاصة وأن العلاقات بين واشنطن من جانب وأنقرة، ومن خلفها الدوحة، لم تكن مستقرة فى أغلب الفترات منذ صعود ترامب للبيت الأبيض، على خلفية اقتناع ترامب بالدعم الذى تقدمه الدولتان للإرهاب، وهو ما بدا واضحا مع بداية الإجراءات التى اتخذتها الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب تجاه قطر فى يونيو من العام الماضى، بالإضافة إلى التوتر المباشر بين الإدارة الأمريكية، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان على خلفية قضية القس الأمريكى أندرو برانسون، الذى رفضت أنقرة الإفراج عنه، مما دفع الرئيس الأمريكى إلى فرض عقوبات على أنقرة، قبل أن يرضخ الرئيس التركى فى النهاية ويقوم بالإفراج عنه.

ممولى الإرهاب ربما يصبحون تحت مقصلة الإدارة بعد التجديد النصفى
ممولى الإرهاب ربما يصبحون تحت مقصلة الإدارة بعد التجديد النصفى

ولعل المخاوف القطرية التركية من احتمالات فوز الجمهوريين بالانتخابات القادمة، وبالتالى استمرار سيطرتهم على الكونجرس بجانب هيمنتهم على البيت الأبيض، قد تجلت بوضوح فى الحملات التى نظمتها قطر، سواء عبر ذراعها الإعلامى المتمثل فى قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية، أو عبر المنظمات الموالية لها والتى تعمل تحت غطاء حقوق الإنسان، من أجل التأثير على الناخب الأمريكى عبر نشر معلومات مضللة ومجافية للحقيقة.

وقد رصدت منظمة "اتحاد من أجل إصلاح الهجرة الأمريكية" محاولات قناة الجزيرة القطرية فى استخدام عملاء مدفوعى الأجر من أجل الترويج لشعارات كاذبة وإثارة تواترات عنصرية من شأنها إثارة الانقسام فى المجتمع الأمريكى قبل انتخابات التجديد النصفى المقبلة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة