محمد البديوى يكتب من واشنطن عن الانتخابات الأمريكية.. لماذا كانت النتائج متوقعة وما تأثيراتها؟ ولماذا ركز ترامب على "الشيوخ"؟ وما علاقة ذلك بالتدخل الروسى؟ وكيف ساهم خطاب الرئيس فى خسارة الجمهوريين لـ"النواب"؟

الخميس، 08 نوفمبر 2018 06:45 م
محمد البديوى يكتب من واشنطن عن الانتخابات الأمريكية.. لماذا كانت النتائج متوقعة وما تأثيراتها؟ ولماذا ركز ترامب على "الشيوخ"؟ وما علاقة ذلك بالتدخل الروسى؟ وكيف ساهم خطاب الرئيس فى خسارة الجمهوريين لـ"النواب"؟ ترامب
واشنطن ـ محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد-البديوي
 
 
هل كانت نتائج الانتخابات الأمريكية مفاجئة لأحد؟.. الإجابة لا طبعا، فالنتائج كانت متوقعة منذ أشهر.. الرئيس الأمريكى دونالد ترامب  نفسه بدا مسلما بهذه النتيجة خلال جولاته الانتخابية قبيل الانتخابات بأيام قليلة، وقالها صريحة إن تركيزه كان منصبا الفترة السابقة على الاحتفاظ بسيطرة حزبه الجمهورى على مجلس الشيوخ، وتساءل عن إذا كان بإمكان الجمهوريين الاحتفاظ بأغلبيتهم فى مجلس النواب.
 
 
لماذا إذن كان متوقعا استمرار سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، ولماذا كان متوقعا أن ينتزع الديموقراطيون مجلس النواب، ولماذا قال ترامب إن تأثيره كان منصبا على مجلس الشيوخ، وما تأثيرات هذه الانتخابات على ترامب.. فى هذا التقرير نجيبكم على هذه الأسئلة وغيرها.
 
 
لماذا إذن كان متوقعا استمرار سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ وخسارة الديموقراطين؟
 
بشكل مبسط القاعدة المعروفة فى كرة القدم: من يدافع يخسر.. قد تنطبق بشدة هنا على انتخابات مجلس الشيوخ الذى يسيطر عليه الجمهوريون (51 عضوا لصالحهم مقابل 49 للديمقراطيين)، فانتخابات مجلس الشيوخ التى تتم كل عامين على ثلث المقاعد البالغ عددها 100 مقعد، أجريت هذه المرة على 35 مقعدا.
 
الديموقراطيون دخلوا هذه الانتخابات فى موقف الدفاع عن مقاعدهم، فمن أصل 35 مقعدا كانوا يدافعون عن 26 مقعدا، يجب أن يكسبوها جمعيها ثم ينتزعون مقعدين من أصل 9 مقاعد فقط يدافع عنها الجمهوريون.. أى أن الديموقراطيون يدافعون تقريبا 74% من مقاعد الاقتراع ويجب عليهم الفوز بما يقارب 80 % لضمان الحصول على الأغلبية وبالتالى كان من المتوقع بشدة أن يخسر الديموقراطيون مجلس الشيوخ.
 
 
 
بمعنى آخر فإن نظرية الاحتمالات تشير إلى أن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، وهو ما سعى الجمهوريون طوال الفترة المقبلة لضمان ألا تفلت الأمور بين أيديهم.. ترامب وضع كل ثقله على حفاظ حزبه الجمهورى على هذا المجلس، وردد أكثر من مرة أن ذلك بفضل سياسته الناجحة.
 
 
وتمتد عضوية السيناتور “أعضاء مجلس الشيوخ” حسب التشريعات الأميركية لست سنوات، ويمثل كل ولاية سيناتوران ويتم تجديد ثلث أعضاء المجلس كل سنتين عن طريق الانتخاب المباشر.
 
النتائج الأولية أظهرت فوز الجمهوريين ب12 مقعدا، مقاعد 23 مقعدا للديموقراطيين، ليرتفع نصيب الجمهوريين إلى 54 عضوا مقابل 46 عضوا للديموقراطيين
 
 
لماذا إذا كان متوقعا أن ينتزع الديموقراطيون مجلس النواب من الجمهوريين؟
 
انتخابات مجلس النواب تمت على جميع المقاعد البالغ عددها 435 مقعدا، وكان للجمهوريين الأغلبية بـ 236 مقعدا مقابل 193 للديموقراطيين، بالإضافة لـ 6 مقاعد شاغرة، ويتم انتخاب أعضائه لمدة عامين، وهو ما منح الديموقرطيون فرصة اكبر للمنافسة، ويحتاج أي حزب للفوز بـ218 مقعدا.
 
 
السلاح الذى كان يقامر به ترامب فى قيادته للحزب الجمهورى فى الانتخابات الأمريكية سلاح ذو حدين نقاط قوته قد تكون سبب فى الفوز لكن نقاط ضعفه أيضا قد تكون سببا فى الخسارة.. 
 
ترامب يحاول كسب الأصوات عبر خلق انقسامات فى أوساط الشعب الأمريكي بناء على أصل كل منهم، وهذا السلاح محفز للغاية، خاصة أن هناك ولايات معروفة بولائها للديموقراطيين وآخرى للجمهوريين، بينما هناك ولايات متأرجحة.
 
ترامب يلعب على وتر المشاعر.. يقولها بلهجة حادة: أنظروا لقد أعدت لكم الوظائف وأحارب للحد من الهجرة العشوائية.. هيا معا لنعيد لأمريكا عظمتها، البلاد تتعرض لـ"زحف مجرمين ضمن قافلة مهاجرين قادمة من أمريكا الوسطى". وفوز الديمقراطيين بأغلبية المقاعد في الكونجرس سيتبعه تدمير للاقتصاد الأمريكي وتدفق هائل للمهاجرين وانتشار مريع للجريمة” وهو خطاب يلهب حماس قاعدته، لكن على الجانب  الآخر هذا الخطاب الذى يلعب على خلق الانقسامات محفز بشدة أيضا للطرف الآخر.
 
 
استغل الديموقراطيون، بشدة هذا الخطاب.. استغلوا نقاط الضعف الواضعة فى خطاب وخطط ترامب خلال قرابة عامين من حكم ترامب، وعلى رأسها  “إصرار الجمهوريين على تعيين قاض متهم بالتحرش الجنسى ومحاولتهم إلغاء “أوباما كير”، والنزعة العنصرية” فى إذكاء مخاوف المواطنين الأمريكيين والمهاجرين خاصة أن الولايات المتحدة هى فى الأساس (أمة من المهاجرين).
 
وبالفعل نجح الديموقراطيون فى استعادة مجلس النواب بعد 8 سنوات، واستفادوا بالفعل من هذا الخطاب خاصة ى عدد من مراكز الانتخاب المتأرجحة والتى ذكرتها سى إن إن بأن هناك نحو 30 مقاطعة متأرجحة، خمسة منها في ولاية كاليفورنيا، وثلاثة في ولاية فلوريدا، واثنان في كل من إلينوي وكنساس ونيوجيرزي وفيرجينيا ونيويورك، وواحد في كل من آيوا وكنتاكي ومين وميتشيغان ومينيسوتا ونيوميكسيكو ونورث كارولاينا وأوهايو وبنسلفانيا وتكساس وواشنطن ووست فيرجينيا.
 
لماذا كانت معركة ترامب الأساسية فى مجلس الشيوخ وليس مجلس النواب؟
 
ترامب عبر بشكل صريح عن قلقه وخشيته من أن يتم عزله، وانزعاجه من تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر فى قضية التدخل الروسى بالانتخابات الرئاسية، وفعليا مجلس الشيوخ له كلمة الفصل فى هذه المسألة.. سيطرة الديموقراطيين على مجلس الشيوخ الذى يمتلك صلاحية إحالة الرئيس للمحاكمة معناها اقترابهم من ذلك فعليا.. أما استمرار سيطرة الجمهوريين فيعنى أن حلم عزل ترامب وإدانته بات بعيد المنال.
 
 
ما هى صلاحيات مجلسى النواب والشيوخ وما تأثيرهما على السياسة الأمريكية؟
 
 
قبل الانتخابات كانت السلطتين التنفيذية والتشريعية فى يد الحزب الجمهوري، وحتى السلطة القضائية أيضا.. الآن تغير الموقف بعض الشيء وصارت السلطة التشريعية مقسمة بين الحزبين الجمهورى والديموقراطى.
 
أى أن فوز الديموقراطيون بمجلس النواب يعنى تكبيل عمل الرئيس الأمريكى،  ويصعب مهمته فى إقرار تشريعات يسعى إليها، وفيما يخص السياسات الخارجية فإن الدستور الأميركي يمنح السلطة التنفيذية والرئيس صلاحيات واسعة.
 
 
مجلس النواب “الغرفة الأدنى”: 435 نائبا
 
بعض الصلاحيات الخاصة:
إقرار القوانين “مع مجلس الشيوخ” قبل عرضها على 
إقرار الميزانية
اختيار رئيس للبلاد فى حال لم ينل أى مرشح الأكثرية المطلوبة
بدء إجراءات سحب الثقة من الرئيس أو قضاة المحكمة العليا، غير أن مجلس الشيوخ هو من يقرر فى هذه الحالة
 
مجلس الشيوخ “الغرفة الأعلى”: 100 سيناتور
 
بعض الصلاحيات الخاصة:
- مراقبة مهام رئيس الولايات المتحدة
- الموافقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية قبل توقيع الرئيس
- التصديق على تعيين كبار الموظفين والعسكريين وقضاة المحكمة العليا والسفراء.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة