سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 نوفمبر 1969.. أبطال البحرية المصرية يبدأون فى تنفيذ خطة ضرب مواقع الاحتلال الإسرائيلى فى رمانة وبالوظة

الخميس، 08 نوفمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 نوفمبر 1969.. أبطال البحرية المصرية يبدأون فى تنفيذ خطة ضرب مواقع الاحتلال الإسرائيلى فى رمانة وبالوظة أبطال البحرية المصرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الخرائط أمام القادة فى غرفة العمليات موضحة موقف العدو، وبالتحديد مواقعه على الساحل الشمالى لسيناء، وكان أمامهم أيضًا تقارير عن نشاطه فى هذه المنطقة.. وحسب «عبده مباشر»فى كتابه«البحرية المصرية من محمد على إلى السادات»:«بعد عدة اجتماعات تقرر خروج القطع البحرية المصرية لضرب مواقع العدو ومنشآته، فى الأرض التى تقع تحت الاحتلال الإسرائيلى منذ 5 يونيو 1967 بمنطقتى«رمانة» و«بالوظة» «40 كيلومترا شمال شرق بورفؤاد».
 
ووفقًا لمباشر، فإن الاحتلال جعل من «رمانة» منطقة شؤون إدارية ومخازن وقود وذخيرة ووحدات مدرعة ومدفعية ومشاة ووحدة رادار، وقوات ناحال فى مستعمرة شبه عسكرية، وجعل من «بالوظة» منطقة تضم مطارا وبطارية صواريخ هوك، ومركز قيادة القطاع الشمالى، ووحدات مدرعات ومدفعية ومخازن ووقود وذخيرة، ويؤكد «مباشر» أن قيادة القوات البحرية خططت لعملياتها كجزء من معارك حرب الاستنزاف، وتذكر الباحثة «إنجى محمد جنيدى» فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967- 1970»، أن الأفرع المختلفة للقوات المسلحة المصرية لعبت دورًا عظيم الأهمية فى الفترة من مارس 1969 إلى أغسطس 1970، فشكلت مرحلة من النضال الوطنى فى سبيل تحرير الأرض المحتلة، وتضافرت معًا فى نسيج واحد لتحقيق أهدافها»، وتضيف «جنيدى»:«تفرغت القوات البحرية للقيام بعمليات فى العمق الإسرائيلى».
 
وقعت عملية «رمانة» و«بالوظة» ليلة 8 نوفمبر «مثل هذا اليوم» 9 نوفمبر 1969، وكانت ضمن مخطط وضعته القوات البحرية، كما جاءت بعد أسابيع قليلة من تولى اللواء محمود فهمى قيادتها، بقرار للرئيس جمال عبد الناصر يوم 12 سبتمبر 1969.. «أحاله الرئيس السادات للتقاعد يوم 24 أكتوبر 1972»، ويؤكد «مباشر»: «كان واضحا ومفهوما منذ البداية أن نجاح العملية يتوقف على تنفيذها بسرعة وكفاءة يحققان أكبر قدر من النتائج وعودة القطع المشتركة فى العملية سالمة، ولتحقيق ذلك فى تقدير القوات البحرية، لم يكن هناك بد من مفاجأة العدو، والمفاجأة تتحقق بأعلى درجات السرية، مع اختيار مكان للعملية لا يتوقع العدو فيه أية عمليات، واختيار توقيت لا يتطرق إلى العدو شك فى احتمال تنفيذ أية عمليات خلاله خاصة هذه العملية.. كانت كل توقعات العدو عن العمليات المصرية أنها تأتى من الجو أو من دوريات العبور، أو من الفدائيين التابعين لمنظمة سيناء، وكان العدو فى الوقت نفسه يظن أن هذه المنطقة «رمانة وبالوظة» فى مأمن من النيران المصرية».
 
فى التطبيق العملى، ووفقًا لمباشر: «رأت القيادة البحرية أن تبدأ العملية فى الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل، خلافا للمتعارف عليه فى العلوم العسكرية التقليدية وهو أن تبدأ العمليات مع أول أو آخر ضوء..ولتحقيق السرية راعت القيادات المختلفة المشتركة فى العملية ألا تكون هناك اتصالات تليفونية أولاسلكية، بل يتم تبادل رسائل مكتوبة بالأوامر المختلفة وبأيدى القادة أنفسهم، ويسلمها بعضهم إلى بعض مباشرة»..يؤكد «مباشر» أنه خلال اجتماعات قيادة القوات البحرية تقرر أن تنفذ المدمرات المهمة، محاطة بحراسة بوحدات بحرية، ويرجع اختيار المدمرات دون القطع البحرية الأخرى إلى أنه يمكنها العمل منفردة، أو ضمن تشكيل، كما أنها تستطيع أن تصب على العدو نيرانا هائلة، واختيرت المدمرات «سكورى»، وكل مدمرة مسلحة بأربعة مدافع ثقيلة عيار 130 مم، وتمتاز بإمكانياتها الكبيرة فى الدفاع عن نفسها ضد الهجوم البحرى أو الجوى، وتوفير قطع حراسة توفر الوقت الكافى للمدمرات لتحقيق أهداف العملية، ووجود مظلة جوية من المقاتلات الاعتراضات الليلية من طراز ميج 21 لحماية قطع الحراسة فى الوقت المناسب.
 
كان كل شىء معدا بدقة، وزيادة فى السرية حسب «مباشر»: «استمرت المدمرات فى أداء تدريباتها الروتينية حتى لحظة بدء التحرك للتنفيذ»..كانت تلك اللحظة نموذجا فى تضافر الجهود، حيث تلقى المقدم عدلى عطية قائد المدمرة «دمياط»، والمقدم عادل الشراكى قائد المدمرة «الناصر» أمرا بالاستعداد لرحلة تدريبية يقوم فيها قائد القوات البحرية اللواء محمود عبد الرحمن فهمى بالتفتيش عليهما، ويؤكد «مباشر» أنه كان على ظهر كل من المدمرتين خبير روسى، وطلب اللواء «فهمى» إنزالهما، إلا أن الفريق محمد أحمد صادق رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية رفض، موضحا أن مثل هذه الخطوة قد تكشف لهما أو لغيرهما، أن خلف خطة الإبحار سببا فى ما أو عملية جرى التخطيط لها غير ما هو معلن».
 
فوجئ قائدا المدمرتين بعدم حضور القائد للتفتيش، وإنما حضر  سكرتيره حاملا ظرفا مغلقا، وسلمه لقائد المدمرات الموجود على متن المدمرة دمياط للإشراف على «التدريب المفترض»، وكتب فى المظروف من «قائد القوات البحرية إلى العقيد جلال فهمى قائد لواء المدمرات» شعبان8 «نفذ اليوم..بالتوفيق بإذن الله»..كان لفظ«شعبان 8»هو الاسم الكودى للعملية، ويؤكد«مباشر»،أنه تم تسليم قائدى«دمياط»و«الناصر»مظروفين،وتلقيا أوامر بعدم فتحهما إلا أمام دمياط،ولم يكن أحدهما يتصور مابداخلهما،وتنفيذا للأوامر تم فتحهما حين وصلا،وعرف كل منهما بالعلملية لأول مرة»..واستمر الحدث لليوم التالى.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة