تأتى الحادثة الإرهابية المؤسفة التى تعرضت لها حافلة تقل مجموعة من الأقباط بدير الأنبا صومائيل بمحافظة المنيا، لتكون استكمالا لسلسلة من جرائم الجماعة الإرهابية، والتى تستهدف من خلالها ضرب قلب الوطن ونزع فتيل الفتنة الطائفية بتوصيل رسالة خارجية باضطهاد الأقباط وعدم نجاح الدولة المصرية فى حمايتهم.
وسرد عدد من السياسيين، تفاصيل جرائم الجماعة خلال الفترة الأخيرة وما تعرض له الأقباط من اضطهاد واعتداءات وبالأخص فترة حكمهم.
قيادى إخوانى سابق: الجماعة شكلت ميلشيات بعد 30 يونيو لاستهداف الأقباط
وكشف إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان عن أن الجماعة الإرهابية شكلت ميلشيات مسلحة لاستهداف الإخوة الأقباط بعد ثورة 30 يونيو من أجل إشعال نيران الطائفية والفتن داخل المجتمع المصرى.
وسرد "ربيع" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" تاريخ الإخوان مع محاولات إشعال نيران الطائفية: "تنظيم الإخوان يجيد صناعة بؤر الاحتقان الطائفى ففى أوائل القرن العشرين تم تأسيس تنظيم الإخوان وتمويله من قبل مخابرات بريطانيا ليقوم بالوكالة لصناعة حالة من الاحتقان الطائفى فى المجتمع المصرى وضرب الدولة المصرية فى أهم مقومات بقائها وهو الوحدة والوطنية وتماسك المجتمع، وكان تكليف الإخوان بتفكيك الدولة المصرية واضحا منذ بداية التنظيم تمترس فى مربع العنصرية والاحتقان الطائفى بدليل أنه على رفع شعارات دينية واختار لنفسه مسمى دينى "الإخوان المسلمون".
وتابع "ربيع" الذى انتمى للتنظيم 25 عاما: "معلوم أن ملف الأقليات فى المؤسسات الدولية ملف ساخن ومسوغ أساسى لتبرير تدخل القوى العظمى فى شئون الدول وتفكيكها وتقسيمها إذا سنحت الظروف" مضيفًا: "ظل تنظيم الإخوان يعمل على هذا الملف فى المجال الفكرى والثقافى والاجتماعى لتغيير عقيدة المجتمع المصرى تجاه مفهوم المواطنة والتعايش، وذلك بنشر الكتب والخطب المنبرية والندوات التثقيفية".
وكشف "ربيع" عن أول كتب إخوانى دعا للطائفية ومحاولة تغيير عقيدة المجتمع المصرى، قائلا: "كان أول كتاب تم نشره فى مجال الفكرى والثقافى لتغيير عقيدة المصريين كتاب "افيقوا أيها المسلمون قبل أن تدفعوا الجزية" للإخوانى عبد الودود شلبى، وكان هذا الكتاب من مقررات قسم التربية فى تنظيم الإخوان، واليك فقرة مما ورد فى الكتاب (أفيقوا أيها المسلمون قبل أن يهدم الأقصى.. أفيقوا قبل أن تصبحوا مواطنين من الدرجة الثالثة.. أفيقوا قبل أن ترفعوا الأيادى وتنكسوا الرؤوس.. أفيقوا قبل أن تصيروا عبيداً أرقاء.. أفيقوا قبل أن تَشوى السياط ظهوركم أثناء تشغيلكم.. أفيقوا قبل أن تدفعوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون)..ثم تطور الأمر إلى افتعال بؤر احتقان طائفى واستهداف المصريين المسحيين وإثارة العنصرية والاحتشاد لمنع المصريين المسيحيين من بناء الكنائس باعتباره أمرا محرما وفق شريعتهم التى تربوا عليها (أحداث الخانكة 1972 الزاوية الحمراء 1981).
وسرد القيادى الإخوانى السابق محطات تاريخية فى محاولة الإخوان نيران الفتنة، قائلا: "تطور الأمر إلى العنف المسلح وتفجير الكنائس (كنيسة القديسين 2011 أطفيح 2011 قتلى إمبابة 2011) ثم بعد ثورة يونيو 2013 وفض تجمع رابعة الإجرامى فى 14 أغسطس 2013 تطور التركيز على هذا الملف بتشكيل مليشيات العمليات النوعية تستهدف المصريين المسيحيين وكنائسهم بعد الفض أعطت الجماعة الأوامر لمليشياتها المتواجدة فى المحافظات لتمارس ما تدربت عليه من إجرام وإرهاب لحرق أكثر من 80 كنيسة فى محافظات مصر خصوصًا فى الصعيد وخلق بؤر توتر والتشجيع على تنفيذ عمليات مسلحة ضد الأقباط واستمرت الجماعة على مدار 4 أيام فى رباعية دموية من 14 – 17 أغسطس كان حصادها 184 عملية إرهابية".
وتابع قائلا: "حادث أول أمس فى المنيا كانت حلقة من حلقات المخطط الإخوانى الجهنمى حتى يبدو الأمر أمام العالم أن الدولة المصرية لا تحمى المسيحيين ويجب التدخل لفرض الحماية الدولية لما يسمونه بالأقلية المسيحية فى مصر، ولكن خاب وسيخيب مسعاهم وستنتصر الدولة المصرية وستنتصر المواطنة وسيسجل التاريخ تضحيات المصريين مسيحيين ومسلمين فى صفحات الخلود والبقاء".
النائب طارق رضوان: حكم الإخوان كان الأكثر مرارة على نفوس الأقباط
أكد النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، أن الأقباط واجهوا فترة عصبيه خلال حكم الإخوان، مؤكدا أنها كانت الأكثر مرارة فى نفوس الأقباط، لما شهدته من تمييز وخطاب تحريضى وادعاءات برغبة المسيحيين فى إفشال مشروع النهضة والحكم الإسلامى.
ولفت أن تاريخ جرائم الإخوان تجاه الأقباط له أجل طويل كانت من بين المشاهد القريبة أنه بعد عزل محمد مرسى من رئاسة الجمهورية فى 3 يوليو 2013، استهدفت الجماعة التجمعات القبطية، عقابا لهم على المشاركة فى 30 يونيو، وكان الاستهداف بصور متنوعة، منها التهديد بالقتل والدمار، واغتيال قس بالعريش، وإحراق عدد من الكنائس فى محافظة المنيا.
وأكد أنه تم استهداف الأقباط من خلال 83 عملية طالت كنائس ومدارس الراهبات ومنشآت للخدمة المسيحية، إضافة إلى مئات من منازل وممتلكات الأقباط تضررت جراء اعتداءات الإخوان وجماعات الإرهاب، حيث إن جرائم الإخوان تمحورت حول فكرة واحدة ما زالت تحرص عليها، وهى العمل على تأكيد الصراع المزعوم بين مسلمى وأقباط مصر، لاستقطاب الرأى العام الغربى ودفع حكوماته للتدخل فى شؤون مصر، إلا أن الوحدة والوعى الوطنى لدى المصريين كانا حجز الزاوية لاستيعاب المواقف والأحداث بتعقيداتها، وإفشال هذه المخططات الموجهة والمشبوهة.
وأوضح أن الجماعة تسعى لذلك منذ نشأتها وتأسيسها فى عام 1928 لإشاعة حالة من الانقسام الاجتماعة بين فئات المصريين وذلك من خلال تحركات ممنهجة ومخطط لها بالتعاون مع أيدٍ أجنبية، وكانت جميعها محاولات تستهدف ضرب الهوية والثوابت المصرية وإشعال الفتن الطائفية والتحريض على الفتنة وازدراء الأديان.
وأكد أن ذلك على عكس ما تشهده الدولة المصرية الآن فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى عملت خلال الفترة الماضية على إعلاء وتطبيق مبدأ المواطنة، من خلال إصدار قانون بناء الكنائس فى أغسطس 2016، وبناء على ما أقره القانون الجديد شهدت الفترة الماضية بناء 17 كنيسة فى أنحاء مصر، كما تشهد الآونة الأخيرة نهضة فى بناء وترميم الكنائس، من المنتظر أن يصل عددها إلى أكثر من 4 آلاف كنيسة.
وأكد "رضوان" أن البرلمان لن يصمت أمام جرائم الإخوان وعمل على توثيقها وإرسالها لكافة الجهات بالعالم من بينها الكونجرس الأمريكى والتى كانت من ضمن الوسائل التى أكدت أن الإخوان فصيل لابد من تصنيفه كجماعة إرهابية.
طارق الخولى: هجرة الأقباط زادت فى عهد حكم الجماعة
وقال النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن جماعة الإخوان جعلت الأقباط يضطرون للهجرة إلى الخارج ثورة 25 يناير بنسبة لا تقل عن 15%، بعد تكرار الاعتداءات على الكنائس والاتهامات بالتكفير والاضطهاد.
وأكد أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الفترة التى عاصرها الأقباط فى حكم الإخوان كانوا يواجهون فيه أشد المراحل بل من الممكن أن يكون الحكم الوحيد الذى عانى فيه الأقباط بشكل مباشر وتعرضوا فيه للاعتداءات بل وصل الأمر لحرق أكثر من 80 كنيسة.
مارجريت عازر: الإخوان يستهدفون ضرب قلب الوطن من خلال الأقباط
تقول النائبة مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن الجماعة الإرهابية تعمل على استهداف الأقباط بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة فهم يدفعون ثمن مساندتهم لثورة 30 يونيو، معتبرة أن الجماعة الإرهابية استهدفت ضرب الأقباط بعد ثقتهم فى الرئيس عبد الفتاح السيسى والمشاركة بقوة فى الحياة السياسية بالوقت الحالى.
ولفتت وكيل لجنة حقوق الإنسان، أن الكتلة القبطية كانت كتلة صماء غير حريصة على المشاركة بالحياة السياسية، ولكن مع ثورة 30 يونيو انطلقت ونجحت فى التمثيل البرلمانى والمؤسسى، وكان لها صوت فى مختلف المجالات، مؤكدة أن فترة حكم الجماعة كانت أبشع فترة عاصرها الأقباط ولم يكونوا آمنين على حياتهم وأكثر من قبطى رغب فى الهجرة لنسبة تصل لـ15 %.
وشددت أن الجماعة كانت تتعامل بمفهوم الدولة السلطوية لا تتعامل بالشريعة الإسلامية، وكانت لهم أفكار بعيدة عن الإسلام وهذا خلق حالة رعب لدى المسيحيين، مؤكدة أن الجماعة تعمل على ضرب العنصر المسيحى لمزيد من الاحتقان فى الشارع.
وشدد أن الجماعة الإرهابية تدرس الخريطة المصرية بشكل محترف وتعرف ما هى نقاط الضعف التى يمكن أن تقسم الشارع، وإحداث فتنة طائفية، لكن وطنية الأقباط ومدى إدراكهم للإرهاب تجعلهم يدركون أنهم يستهدفون ذلك لضرب قلب الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة