"حليمة.ع" تزوجت عندما كانت قاصر بعمر الـ15 عاما، وسيقت لمنزل عائلة زوجها لتعمل داخله وتلبى احتياجات الرجال فيه ثم تخرج للحقول بعدها لتبدأ فى وظيفتها الأخرى برعاية أشجار النخيل مقابل مبلغ زهيد، إلى أن يأتى موسم جنى البلح التعيس الذى يتركها جثة هامدة تعانى من آلام العظام القاتلة إثر العمل لساعات طويلة تفوق الاحتمال.
وتحكى حليمة الأم لثلاثة فتيات والمطلقة بسبب عدم إنجابها "ذكر"، سنوات طويلة أقاسى بسبب جبروت زوجى فلم أر يوما حسنا برفقته كان دائم التطاول على بالسب والضرب، وفى كل مرة حملت فيها كانت كالجنازة بسبب تقاعسى عن العمل وعدم استطاعتى توفير اليومية، ويشتد الحزن عندما أضع ويعلم نوع الجنين أنثى لتبدأ معاناتى والإهانات على يديه وأفراد أسرته.
وتضيف الزوجة أثناء جلوسنا على الأرض معها بغرفتها الطينية الخالية من أى أثاث: ألقانى فى الشارع وتزوج غيرى وأنجب الولد الذى يحلم به ونسى بناته الثلاثة فلا يسأل عليهن ولا ينفق، قائلة فى تأثر: "عنيا ضاعت من كتر البكاء وأصبت بمياه بيضاء ومبقتش بشوف زى الأول والعملية مكلفة وانا ست فقيرة".. لتتداخل نجلتها فى الحديث وهى تبكى: "ربنا يسامحه أبويا والعدم واحد".
وتتابع "أمل.م" بصرخات البالغة من العمر 25 عاما، المطلقة مثل والداتها بعد زواج دام 10 سنوات هربا من جحيم العنف، قائلة: "زوجنى والدى فى سن 16 عاما وجعلنى أرى الجحيم على الأرض، وتصف الزوجة بأنها لم تدرك يوما أنها طفلة حملت الهم طوال عمرها وكبرت قبل الأوان وسيقت للذبح وتشويه أعضائها التناسلية - ختان الإناث ".
وتتابع: كنت أعامل كالعبدة أشعر أننى عالة عليهم رغم أننى من كانت تتولى الإنفاق على المنزل أخرج يوميا للعمل وأرجع بـ30 جنيها للمنزل حتى أكمل مسيرة الذل والحرمان.
وتضيف أمل :" تحملت كثيرا الضرب والإهانة على يد زوجى، إلى أن طلقنى وذهب ليتزوج غيرى بعد أن طردنى للشارع وعشت برفقة والدتى فى حسرة على حياتنا التى ضيعها العنف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة