أكد الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، وعضو المجلس الاستشارى الرئاسى للصحة النفسية، على أن الشعب المصرى ليس مكتئبًا كما يشيع البعض، وإنما لديه حالة من الإحباط المعنوى نتيجة أن توقعاته أكثر من الواقع الحالى، ومنتظر المزيد من الحكومة فى رفع مستوى معيشته.
وأوضح عكاشة، فى تصريحات خاصة لـ"ليوم السابع"، أن المكتئب لا يبتهج أبدًا لكن حال المصريين حين يحرز اللاعب محمد صلاح هدفا فى إحدى المباريات، على سبيل المثال عكس ذلك، مشيرًا إلى أن المكتئب أيضًا لا يستطيع ممارسة عمله بشكل سليم قائلًا: "الاكتئاب أكثر الأمراض تأثيرًا على قدرة الإنسان فى العمل، على عكس معظم الأمراض العضوية مثل القلب والسكر وغيرها".
وعن الظواهر الجديدة فى المجتمع المصرى، مثل التحرش الجنسى، والعنف ضد المرأة والشذوذ، تحدث الدكتور أحمد عكاشة، قائلًا: "هذه الظواهر موجودة من قبل وفى كل دول العالم، ولكن بسبب السوشيال ميديا والإعلام المرئى، أصبحت منتشرة وظاهرة بين الناس، وبالطبع لها بعد نفسى، ولكن الحديث عنها كثيرًا وتسليط الضوء عليها، يزيدها ولا يقلل منها والحل فى نشر الأخلاق والتوعية الإعلامية من خلال تقديم حلول، والابتعاد عن تجسيد الأدوار المبتذلة، وتقديس النماذج السيئة".
وأوضح عضو المجلس الاستشارى الرئاسى للصحة النفسية، أن الجيل الحالى أفضل بكثير من العصور الماضية وليس حقيقى ما يردده البعض أن الزمن الماضى هو الأفضل، مشيرًا إلى رفاهية هذا العالم الجديد، حيث يعيش 80% من سكان العالم بالكهرباء التى لم تكن موجودة من قبل، وكذلك انخفاض عدد الوفيات فى الأطفال، بسبب طرق العلاج الصحيحة، وتقدم العلم، بالإضافة إلى 62 مليون لاجئ فى العالم، كان يتم قتلهم ولم يكن هذا المصطلح موجود من قبل، قائلًا " الإنسانية فى تقدم، وليس كما يردد البعض".
وأشار عكاشة، إلى الجديد فى علاج المرض النفسى، وذلك على هامش تواجده بمؤتمر الإسكندرية للطب النفسى برئاسة الدكتور طارق خليفة، رئيس وحدة الطب النفسى بكلية الطب، موضحًا أن الطب النفسى يحتوى على العلاج الشمولى، فأصبح هناك 84 مدرسة للعلاج النفسى، أهمهم علاج المجادلة، والعلاج المعرفى، والتأملى، وأهم طرق العلاج هو الذى يعتمد على تخفيف الآم المريض ومواساته ويتم التركيز هنا على مدى علاقة الطبيب بمريضه.
كما تحدث الدكتور عكاشة عن استخدام الأدوية فى العلاج النفسى فى الكثير من الأمراض النفسية التى تكون بسبب خلل فى التوصيلات الموجودة بالدورة العصبية للمخ المسئولة عن القلق والانفصام وغيره، ويتم استخدام عقاقير تحدث حالة توازن فى هذه التوصيلات، مشيرًا إلى وجود نحو 50 عقارا للقلق وغيرهم للانفصام، ولكن لم تحدد حتى الآن المدة التى يستطيع فيها المريض أن يتوقف عن الالتزام بالعلاج، موضحًا أن 25% من المرضى النفسيين عندما يخرجون من مستشفى الأمراض النفسية والعصبية لا يلتزمون بالعلاج بمرور 10 أيام فقط فيما ترتفع نسبة غير الملتزمين إلى 50% بعد مرور عام لتصل إلى 75% بعد ذلك.
وأشار أستاذ الطب النفسى، إلى وجود علاج مختلف يعتمد على جلسات تنظيم إيقاع المخ للحالات الصعبة، ومن لديهم ميول انتحارية، مؤكدًا تطور الطب النفسى خلال الفترة الأخيرة، بعدما كان المريض يحتجز داخل المستشفى فقط خوفًا عليه من المجتمع.
وأكد عكاشة، على ضرورة إطلاع الطبيب النفسى على كل ما هو جديد فى العقاقير التى تصدرها شركات الأدوية، ومواجهة ما تفعله من رفع أسعار الأدوية بشكل لا يتحمله المريض، وتوعية المريض وأسرته والمجتمع بعدم وجود خجل فى المرض النفسى بكل أنواعه، مشيرًا إلى ما ذكرته منظمة الصحة العالمية، والتى تؤكد أنه بحلول 2030 سيكون مرض الاكتئاب هو الأول بين غيره عند السيدات والرجال أيضا إن لم يتم التعامل معه والاهتمام بنشر الوعى الكافى عنه، لافتًا إلى أن مرض الاكتئاب يأتى على قمة الأمراض النفسية فى العالم بنسبة تتراوح ما بين 22 إلى 24%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة