لكل مهنة دخلاؤها، تلك الفئة التى ليس لديها أسس وقواعد العمل، وتعمل تحت عباءة الظلام وخلف أعين أجهزة الرقابة، فلايوجد لها حسيب أو رقيب عما تقدمه من خدمات، هذا التدنى فى الخدمات يضر بأى منظومة عمل ويسىء إلى العاملين بها جميعا دون تفرقة.
ولكن الأمر فى صناعة السياحة مختلف تماما، لأن دخلاء المهنة أو "السماسرة" هنا لن يضروا فقط بسمعة القطاع فحسب، بل إنهم يضرون بسمعة مصر السياحية فى وقت أصبحت البلاد فيه فى أمس الحاجة للنهوض بالقطاع وعودة الحركة السياحية من جديد لما لها من أهمية فى دعم الاقتصاد الوطنى.
وعلى مدار السنوات السبع الماضية تهاوى قطاع السياحة بكافة أركانه بداية من توقف الحركة السياحية وغياب دور الغرف السياحية فى ظل غياب المجالس المنتخبة، تلك العوامل أدت إلى تراخى المنظومة السياحية وبالتالى غياب الرقابة على السوق، وكان هذا المناخ مواتى بقوة إلى نمو كيانات الظلام التى أصبحت تعمل دون رقيب أو حسيب.
وفى ظل التطور التكنولوجى أصبح هناك البعض يدير صفحات على مواقع التواصل الإجتماعى لتنظيم رحلات دون تصريح من وزارة السياحية، وانتشرت السماسرة فى كل مكان لتقديم خدمات للسائحين فى المدن السياحية دون تعاون مع الشركات السياحية المعتمدة، هذه الكيانات التى كان مسكوت عنها فى السنوات الماضية بسبب توقف القطاع يجب التصدى لها بقوة الآن بعد عودة السياحة.
الخبير السياحى إلهامى الزيات أكد لليوم السابع أن تلك الميانات على الرغم من أنها ليست كبيرة إلا أنها تمثل خطر على قطاع السياحة وتضر بالجميع، موضحا أن الطريقة التى يعملون بها لاتجذب أعداد كبيرة لأنهم لايملكون أدوات أو امكانيات التسويق فى الخارج، ثانيا ليس لهم شركات سياحة فى الخارج تجلب لهم أفواج كذلك لديهم نقاط ضعف فى عدم امتلاكهم لخدمات النقل، وبالتالى هذا النوع من العاملين فى السياحة يعتمدون على السياحة رخيصة الثمن ويقدمون خدماتهم للعميل مباشرة.
وقال الزيات أنه بالرغم من كل تلك العوائق إلا أنهم متواجدين ويمثلون خطر على القطاع السياحى، خاصة أنها تقدم خدمات رديئة للسائح وهذا يتطلب متابعة ومراقبة شديدة على الرحلات السياحية والتأكيد من امتلاك المنظمين للتصاريح اللازمة، وفى حال إيقاف أحدهم لابد من عقوبة رادعة له، لافتا إلى أن شركات السياحة تخضع لرقابة ومحاسبة من وزارة السياحة أما هذا النوع فلا يوجد أى رقيب عليه، لافتا إلى أن شركات السياحة ملزمة بتأمين على السائح لأى ظرف عرضى، فى حين لايوجد أى حماية فى حال تعرض السائح إلى أذى مع تلك الشركات.
غرفة شركات السياحة من جانبها أعلنت شعار الرقابة بعد انتخاب مجلس إدارتها، حيث أكد حسام الشاعر رئيس مجلس الإدارة أن المجلس سوف يولى أهمية قصوى للارتقاء بجودة الخدمات السياحية حفاظا على سمعة مصر فى الخارج، وسيتم ذلك بجهد المجلس كله ومن خلال لجنة السياحة الخارجية التى يرأسها جورج فوزى.
واشار إلى ضرورة تنظيم العمل السياحى ومنع العمل فى مجال جلب السائحين لأى شركة او موقع إلكترونى غير مرخص، وضبط المخالفين لانهم يضرون السياحة المصرية، ومواجهة السماسرة الذين يعملون بشكل غير قانونى إضافة إلى الحفاظ على نصيب الموازنة العامة للدولة من الضرائب الخاصة بشركات السياحة.. مؤكدا أن الغرفة سوف تسعى لمنع كل من لا يحمل ترخيصا من العمل بصناعة السياحة.
وشدد الشاعر على أن تلك الكيانات التى تعمل بدون ترخيص خطر يهدد الشركات السياحية فضلا عن أنها تعمل بدون رقابة فيما تقدمه من خدمات للسائحين وهذا سيؤدى إلى انهيار الجودة فى مصر، كذلك أكد أن فى مجال السياحة الشاطئية انتشرت السماسرة فى المدن السياحية لجذب السائح بعيدا عن الشركات المرخصة وهذا يعرض السائحين للمخاطر نتيجة العمل بدون تراخيص.
وقال الشاعر أن الغرفة ستتعاون فى الجانب التشريعى لتغليظ العقوبات فى هذا الشأن لما لها من مخاطر على صناعة السياحة وسمعة مصر، لافتا إلى أن هناك قوانين ولكن غير مفعلة، قائلا "وجهة نظرى الشخصية أن العمل فى قطاع السياحة بدون ترخيص يجب أن يكون الحبس دون جدال، ولكن سندرس الأمر من الجانب التشريعى لتغليظ العقوبات لتكون رادعة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة