استغلال غير محدود للدين من قبل حزب العدالة والتنمية التركى، الذى يتزعمه رجب طيب أردوغان، فلم يكتف قيادات الحزب التى تدعم وتساند جماعة الإخوان الإرهابية فى خلط الدين بالسياسة وجعل المساجد منبراً للخطابات الرنانة خلال انتخابات الرئاسة والمحليات، بل يتربح أعضاء الحزب من بناء المساجد كذلك .
وذكرت صحيفة "زمان" التركية أن مسئولى البلديات فى تركيا يستغلون نفوذهم من أجل جمع التبرعات لبناء المساجد بهدف التربح من ورائها.
وقالت الصحيفة أنه خلال الآونة الأخيرة أصبح بناء المساجد فى ولاية ديار بكر جنوب تركيا، مصدر دخل وتحقيق مكاسب كبيرة للمسئولين الأتراك وخاصة قيادات حزب العدالة والتنمية الذى يتزعمه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث يجنى من يتصدون لعملية تشييدها أموالًا طائلة يحصلون عليها من التبرعات التى يقومون بجمعها.
وتعد ديار بكر من أكثر المدن الجنوبية التى تبنى فيها المساجد من أجل هذا الغرض، حيث بها 1011 مسجدًا، فيما يجرى حاليًا تشييد 8 مساجد أخرى. ووصلت تكلفة المساجد التى لا تزال قيد الإنشاء بمنطقة "قايا بنار"، لمبالغ خيالية تتراوح بين 25 و30 تريليون ليرة تركية.
مسجد فى تركيا
ومن أبرز من يقومون بذلك، الرئيس السابق لـ"وقف أنصار" "على يغمور" مساعد رئيس بلدية "باغلار" بولاية ديار بكر، وعضو بالمجلس الاستشارى لـ"جمعية شباب تركيا" الإخوانية ورئيس جمعية بناء المساجد وإحياءها بذات الولاية.
وكشف التقرير عن إشكالية بناء مسجد يسعى "على يغمور" لإنشائه فى منطقة "قايا بينار" للتربح من ورائه رغم وجود قرار من البلدية الكبرى بعدم إنشاؤه وذلك لأن المساحة التى خصصت للمسجد كانت مخصصة فى خطط الإعمار الخاصة بالبلدية لتكون متنزها، بالإضافة إلى أن هناك عددًا كبيرًا من المساجد فى المنطقة ومن ثم رفض الأهالى بناء المسجد، ورغم ذلك لم يمتثل على يغمور مدير جمعية بناء المساجد وإحياءها للقرار، وقام بوضع بعض الأخشاب ومستلزمات البناء وحفر منطقة صب الأساس، مما أغضب سكان المنطقة وقاموا بشكوى إلى الجهات المعنية والتى قامت بدورها بوقف البناء إلا أنها لم تقم بسد الحفرة أو إصلاح المكان، مما جعل منه ملجئًا لمتعاطى المخدرات.
وصرح أحد سكان المنطقة أنه قبل عامين حاول التفاهم مع "على يغمور" بسبب تضرر سكان المنطقة من بقاء الحفرة التى حفرها ووجود أخشاب ومواد بناء فى مكان إنشاء المسجد المحظور بناؤه إلا أن "يغمور" قابل طلبه بالرفض والتهديد.
وأكد أن يغمور يتصرف بكل أريحية لأن بلدية "قايا بينار" تقوم بحمايته، مضيفاً أن هناك إصرارا على بناء المسجد فى نفس المكان بهدف تحقيق مكاسب طائلة، وعلى الرغم من منع البلدية الكبرى للبناء ورفض الأهالى إلا أن "يغمور " قام بتعليق إعلان لجمع التبرعات على مدخل دار لتحفيظ القرآن تابعة لإدارة الإفتاء بـ"قايا بينار"، وكتب رقم هاتفه عليها وبجواره جملة "ننتظر مساعداتكم".
وفى تصريح لموقع "أحوال تركية"، أكد إمام مسجد بديار بكر، صحة مسألة المكاسب التى يحققها البعض من وراء إنشاء المساجد، وقال فى هذا الصدد: "90% من المساجد التى يتم تشييدها فى ديار بكر تتكفل ببنائها العديد من الجمعيات التى يتم إنشاؤها لهذا الغرض، وبعض هذه الجمعيات تتحرك فى عملها كإدارة كاملة، لكن البعض الآخر منها يعطى كافة الصلاحيات لرئيس الجمعية.
وبحسب ما تذكره هذه الجمعيات فإن التكلفة البسيطة للمسجد الواحد تتراوح بين 15 إلى 30 تريليون ليرة. فإذا استولى رئيس الجمعية على 10 % فقط من هذا المبلغ، فستكون لديه أموال طائلة، وهذا هو السبب فى تحرك الكثيرين خلال السنوات الأخيرة لإنشاء المساجد؛ لأنهم يرون فى الأمر مصدر دخل كبير بالنسبة لهم، لا سيما فى ظل غياب الرقابة والشفافية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة