ممثل من طراز فريد، يقتحم المناطق الشائكة من الشخصيات المركبة، ويلعب أدورًا حين تعرض على غيره من الفنانين لا يملكون شجاعة الموافقة، فالنتيجة غير مضمونة على الإطلاق، لكنه يبدع فى تلك المنطقة الصعبة من عالم التمثيل، منذ ظهوره الأول من خلال شخصية جمال عبد الناصر مرورًا بـ"حاتم رشيد" فى عمارة يعقوبيان حتى "نائل" فى الفيل الأزرق، إنه الفنان خالد الصاوى الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده (25 نوفمبر 1963).
قدم الفنان خالد الصاوى العديد من الشخصيات وهو من مدرسة التقمص والتماهي في الأدوار خاصة أنه كان صاحب فرقة مسرحية قبل الشهرة وحقق بها نجاحات كثيرة فقد قدم من خلال فرقته "الحركة المسرحية" مسرحيات "الميلاد" و"اللعب في الدماغ" التي نالت شهرة واسعة وعرضت لعدة مواسم وشاهدها كل النجوم وقتها .
وفي التليفزيون قدم عدة شخصيات منها شخصية الدكتور شريف ماهر أو "نائل" وهي نقلة فى أداء خالد الصاوى فى فيلم "الفيل الأزرق"، إذ جسد دور جن يسيطر على جسد الدكتور شريف ماهر ويجعله يقتل زوجته، ويعترض فيه طريق كريم عبد العزيز للوصول للحقيقة وإنقاذ صديقه، شخصية صعبة إلى أبعد الحدود تحتاج ممثلا بموهبة خالد الصاوى ليرسم تفاصيلها لتتحول إلى لحم ودم، لكنه لم يسلم أيضًا من تأثيرها على نفسيته.
يحكى خالد الصاوى كواليس تحضيره لشخصية نائل قائلاً: "التجربة عكننت عليَّ حياتى لفترة طويلة أنا ومراتى.. تجربة متعبة جدًا لأنها تحتاج الكثير من القراءات فى علم النفس.. قعدت أيام كتير جدًا لوحدى فى المكتب لدرجة إن المكتب تحول لكهف".
عايش الصاوى تجارب الأشخاص الذين عانوا من "لبس الجن" – على حد قوله – كما أنه حدد الفترات المختلفة من حياة الدكتور شريف ماهر بداية من مرحلة الجامعة ثم فترة تغيره وتحوله، ثم انفصاله إلى شخصيته وتحوله إلى جن.
ولم تسلم "نفسية" خالد الصاوى من الشخصية، قائلاً: "الشخصية تعبتنى نفسيًا.. لازم يكون عندك ثبات وإيمان للعب هذه الشخصية"، وقص حكاية ظهور جن له واشتباكه معه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة