قال مدير مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، السفير أشرف سويلم، إن احتضان القاهرة للمؤتمر الإقليمى الأخير لبحث تطوير أداء عمليات حفظ السلام، يأتى فى ظل التغيرات العديدة التى يشهدها العالم وخاصة فى دول الجوار خاصة والدول الإفريقية بشكل خاص.
وكشف "سويلم" فى حوار خاص لـ"اليوم السابع" عن تحركات تقودها مصر منذ عام 2015 لإصلاح منظومة عمليات قوات حفظ السلام، مشيرا إلى الجهود التى قادتها الدولة المصرية خلال رئاستها لمجلس الأمن عبر المساهمة بفاعلية شديدة فى تمثيل القارة الإفريقية والدول العربية بشكل فعال فى عمليات الإصلاح.
وأشار مدير مركز القاهرة إلى المساهمة المصرية الفعلية فى عمليات حفظ السلام، مؤكدا أن مصر تعتبر سابع أكبر دولة مساهم بقوات عسكرية فى قوات حفظ السلام، والرابع على مستوى العالم مساهمة بقوات شرطية وثانى أكبر مساهم فى العالم بالمراقبين العسكريين، فضلا عن التحركات التى تجرى لتطوير المفاهيم حول عمل تلك القوات.
وأكد مدير مركز القاهرة وجود حالة من القلق وخاصة بعد انتهاء رئاسة لمجلس الأمن حيث يجرى اختزال قضية حفظ السلام فى قضية واحدة فقط وربط نجاح وفشل قوات حفظ السلام بأداء القوات على الأرض، مشددا على أهمية القيام بعملية إصلاح تكون أكثر شمولية، موضحا أن نجاح أو فشل مهمة حفظ السلام يبدأ بصياغة ولاية المهمة وهى مسئولية مجلس الأمن، وفضلا عن تنفيذ الولاية على الأرض من توفير المعدات والأجهزة لتنفيذ المهمة، وتوفير التدريب والقيادة لكى يكون أدائها مرتبط بتحرك سياسى بمعنى ألا يكون الأمر إدارة للنزاع ولكن تحرك لعملية تسوية وحل للنزاع.
وأوضح مدير مركز القاهرة أن المؤتمر الإقليمى الأخير الذى احتضنته مصر يأتى لتوفير منبر لأكبر الدول مساهمة بقوات فى عمليات حفظ السلام كى تكون طرف حول عمليات الإصلاح، وألا يقتصر الأمر للحديث فقط داخل الغرف المغلقة فى نيويورك.
وأشار "سويلم" إلى أن المؤتمر الإقليمى لقوات حفظ السلام فى القاهرة يأتى ضمن التحضير والتمهيد لرئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فبراير المقبل، موضحا أن مصر مقبلة على رئاسة الاتحاد الإفريقى ولديها أجندة ومبادرات سيتم طرحها خلال فترة الرئاسة المصرية، وذلك عبر التركيز على موضوعات السلم والأمن فى مجملها، وعلى رأسها عمليات حفظ السلام باعتباراها أحد المجالات.
وأشار "سويلم" إلى وجود مبادرة مصرية متكاملة تم التحضير لها عبر ورشة عمل استضافها مركز القاهرة الشهر الماضى، وتتمثل فى إعادة تفعيل وتنشيط سياسة الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار مع تطبيق عملى على دول الساحل والصحراء، لأن مصر تنظر إلى كل الجهود لتسوية النزاعات على أنها خط متكامل وحفظ السلام يستدعى بالضرورة بناء السلام، وهو ما يستدعى إعادة تعمير الدولة التى تسوية النزاعات بها وإعادة بناء مؤسسات الدولة كى تصبح قادرة على تحمل مسؤلياتها لأن هذه هى الطريقة الوحيدة لحل النزاعات.
وأكد مدير مركز القاهرة أن مصر تشارك بعدد قوات عسكرية وشرطية فى قوات حفظ السلام يبلغ 3186 ، موضحا أن القاهرة تخدم فى 6 مهام لعمليات حفظ السلام جميعها فى القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن القوات المصرية تخدم فى أكثر الأماكن خطورة على مستوى العالم لحفظ السلام فى مالى.
وحول دور قوات حفظ السلام فى تأمين وحفظ السلام فى دول الساحل والصحراء، أكد مدير مركز القاهرة وجود جهد لإرساء السلام فى الساحل والصحراء باعتبارها الأكثر أهمية للأمن القومى المصرى، وخاصة بعد التطورات الأخيرة فى ليبيا فى ظل التحديات الكبيرة من إرهاب وجريمة منظمة وهجرة غير شرعية، وهى موضوعات يتعامل معها مركز القاهرة على مستوى التدريب وبناء القدرات، على حد قوله.
وأشار "سويلم" إلى الدور الكبير الذى تقوم به مصر فى إعادة بناء قدرات الدول فى دول الساحل والصحراء للتعامل مع تهديدات الإرهاب، مؤكدا أن القاهرة أنشأت المركز الإقليمى لمكافحة الإرهاب فى تجمع "س.ص" عبر توفير آلاف المنح العسكرية لتدريب عسكريين من تلك الدول لمكافحة الإرهاب فى بلادهم.
وأكد مدير مركز القاهرة، أن الدور المصرى مكمل وداعم للدول الإفريقية فى مكافحة الإرهاب دون التدخل فى الشئون الداخلية لهذه الدول، وذلك عبر تقديم الدعم الفنى لهذه الدول وتعمل على تنشيط بشكل أكبر هذا الدور خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى.
وحول مقترح تشكيل جيش إفريقى فى القارة السمراء، أكد مدير مركز القاهرة وجود قوة إفريقية جاهزة للتعامل مع أى تهديدات فى السلم والأمن بالقارة الإفريقية، مشيرا إلى أن هذه القوى تتكون من لواءات عسكرية تتواجد فى القارة الإفريقية، وتبذل جهود بشكل سريع خلال الفترة المقبلة وستشهد طفرة خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى لتفعيل عمل هذه القوات.
وحول الأنشطة التى نفذها مركز القاهرة خلال العام الجارى على مستوى القارة الإفريقية، أكد أشرف سويلم أن مركز القاهرة يعمل على 3 دعائم رئيسية أولها توفير التدريب وبرامج بناء القدرات للدول الإفريقية من ناحية ولمؤسسات الاتحاد الإفريقى من ناحية آخرى، موضحا أن مركز القاهرة نفذ منذ بداية عام 2018 ما يقرب من 35 دورة تدريبية فى مجالات بناء السلام وحفظ السلام وتسوية المنازعات مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار فى البشر ومكافحة التطرف والتشدد المؤدى للإرهاب وتنفيذ أجندة المراة والسلم والأمن، ومشاركة المركز فى هذه التدريبات الالاف وهو الجهد الرئيسى فيما يتعلق بالتدريب وبناء القدرات.
وأشار إلى الجهد الذى يقوم به مركز القاهرة بعقد المؤتمرات مع التشديد على ضرورة تنظيم عدد من ورش العمل كل عام، موضحا أن مركز القاهرة نظم ورشة لتطوير آلية للتعاون بين الدول المتشاطئة فى البحر الأحمر حول السلم والأمن والتنمية فى منطقة البحيرات العظمى باعتبارها أحد أهم المناطق فى القارة الإفريقية للأمن القومى المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة