قبل أيام قليلة من إجراء الانتخابات النصفية الأمريكية، تسبب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى تغيير الأمور سواء بالنسبة للديمقراطيين أو الجمهوريين بتكثيف خطابه المعادى للهجرة بشكل كبير صاحبه تعهدات لتطبيق هذا النهج، على الرغم من كل الاتهامات التى وجهت له فهذا الأسبوع بان خطابه كان سبا فى جرائم الكراهية التى شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن تعهدات ترامب بإنهاء منح الجنسية الأمريكية للأطفال الذين يولدون فى أمريكا لآباء غير أمريكيين وإرسال عدد من القوات للحدود قد أدى إلى تشوش فى الأيام الأخيرة للحملات الانتخابية للحزبين. فأدى إلى تراجع فرص الجمهوريين المعتدلين فى المقاطعات المتأرجحة لكن فى نفس الوقت دفع بعض الديمقراطيين فى الولايات الحمراء "التابعة للجمهوريين" إلى مواءمة أنفسهم مع مواقف ترامب المتشددة.
ورأت الصحيفة أن هذه التحالفات المتغيرة تعكس إلى أى مدى أملى ترامب شروط الخطاب على الحملة الانتخابية بينما كان حزبه يريد التركيز على الاقتصاد والديمقراطيين يريدون التركيز على الرعاية الصحية. وقد بدا ترامب أمس، الأربعاء، جولة تستمر لستة أيام فى ثمانية ولايات متأرجحة مع سعيه للحفاظ على سيطرة الحزب الجمهورى على مجلس الشيوخ ضمان سيطرة قضية الهجرة.
ويعتمد ترامب، الذى كان خطابه المعادى للهجرة سببا فى حصوله على ترشيح الحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 على نفس الكلمات التحريضية بشكل مماثل والصور لمساعدة الجمهوريين لحفاظ على أغلبياتهم فى مجلسى الكونجرس.
فقد نشر الرئيس الأمريكى فيديو يصور لويس براكامونتس، مهاجر مكسيكى فى الولايات المتحدة بشكل غير قانونى حكم عليه بالموت هذا العام لإدانته بقتل ضابطى شرطة فى كاليفورنيا، واستخدم الصورة للمطالبة بالتصويت للجمهوريين.
وقالت "سى إن إن" إن هذا الفيديو الذى نشره ترامب هو أكثر إعلان سياسى مشحون بالعنصرية تشهده البلاد منذ 30 عاما.
ومن ناحية أخرى، طرح ترامب قبل توجهه إلى مقاطعة فورت مايرز المتأرجحة بفلوريدا فكرة نشر حوالى 15 ألف من القوات على الحدود، وذلك بعد إعلان البنتاجون أنه سيرسل 5200 من القوات هناك إضافة إلى ألفين من الحرس الوطنى موجودين بالفعل.
ووإلى جانب هذا أثار ترامب عاصفة ومعارضة من داخل حزبه بإعلانه عزمه إلغاء منح الجنسية الأمريكية للمولودين فى أمريكا. فقد رفض الاقتراح رئيس مجلس النواب بول ريان، وأيضا رفضه الجمهوريين فى المجلس الذين يخوضون سباقات حامية لإعادة انتخابهم مثل مايك كوفمان وكارلوس كوربيلو.
ورد ترامب على ريان بالقول إنه لا يعرف شيئا عن حق الحصول على الجنسية بالميلاد، مطالبه بالتركيز أفضل على الحفاظ على الأغلبية فى مجلس النواب بدلا من أن يبدو أرائه فى القضية.
ويبدو أن ترامب يشعل حماس الأمريكيين بالفعل، فقد ذكر تقرير إن عدد من شاركوا فى التصويت المبكر سجل أرقاما قياسية فى العديد من الولايات مما يؤكد المعركة الحامية للسيطرة على الكونجرس وأيضا مجالس الولايات. ولفت تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إلى أن عدد المشاركين فى التصويت المبكر فى 17 ولاية على الأقل تجاوز من شاركوا فى الانتخابات الأخيرة عام 2014.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة