كزجاجة شريدة ألقيت فى محيط.. رسالة عابرة للزمن تنقذ حياة مريضة قلب.. طبيب تخدير يكتب وصية لزملائه بحالة مريضة مصابة بمرض وراثى.. الرسالة تقع فى يد ابنه بعد 18 عاما من كتابتها.. والورقة المهترئة تنقذ حياة المرأة

الأحد، 18 نوفمبر 2018 07:59 م
كزجاجة شريدة ألقيت فى محيط.. رسالة عابرة للزمن تنقذ حياة مريضة قلب.. طبيب تخدير يكتب وصية لزملائه بحالة مريضة مصابة بمرض وراثى.. الرسالة تقع فى يد ابنه بعد 18 عاما من كتابتها.. والورقة المهترئة تنقذ حياة المرأة ورقة تنقذ حياة مريضة
ريهام عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مثل زجاجة تحوى رسالة ألقيت فى المحيط تتلاطمها الأمواج على أمل أن تصل إلى يد من أرسلت إليه، رغم أن هذا الأمل ضعيف، إلا أن القصص الخيالية، تتحول إلى واقع، والاحتمالات المعدومة تتحول إلى حقيقة أحيانًا.

البوست
البوست

 

وبعيدًا عن عالم الخيال، ففى الواقع هنالك ورقة عمرها "18 سنة" قد تبدو للبعض أنها غير هامة، ومكانها فى سلال القمامة، إلا أن الورقة المهترئة أنقذت حياة مريضة، بشكل غريب.

البداية كانت مع مريضة قرر الأطباء إجراء جراحة قلب مفتوح لتغيير صمام، وبالطبع قبل تخديرها، سألها الطبيب المسئول عن التخدير، وعن أشياء روتينية أخرى قبل العملية، للاطمئنان على حالة الضغط والسكر لدى المريضة قبل دخول غرفة العمليات.

ويحكى طبيب التخدير الشاب محمد لطفى، عن حالته نادرة الحدوث: "كنت أقوم بتقييم التخدير الروتيني قبل إجراء عملية جراحية لمريضة ستخضع لجراحة قلب مفتوح، وكانت المريضة من الشرقية ومزحنا حول ذلك، سألتها أسئلة روتينية، هل لديها أى أمراض دم؟ ارتفاع ضغط الدم؟ داء السكرى؟ وأجابت بأنها ليس لديها أعراض مرضية، ولكن فى عام 2000، أجرت عملية قيصرية وكان لديها رد فعل ضد التخدير".

الورقة
الورقة

 

وتابع: "أخبرتنى أن طبيب التخدير في ذلك الحين، عمل عليها بشدة، حتى أفاقت واستعادت وعيها تماما، ثم كتب الطبيب رسالة فى ورقة لتقديمها لأخصائيى التخدير فى المستقبل فى حال خضوعها لعملية جراحية أخرى"، وتابع: "احتفظت المريضة بقطعة من الورق لمدة 20 عامًا تقريبًا، ولم تفقدها، وأظهرت ذلك مع كل عملية جراحية، وكنت أنا - أى الطبيب - في الثامنة من عمرى حينها، ولم أكن أعلم أبداً أنني سأصبح طبيب ولا طبيب تخدير، ولم يعلم ذلك الرجل الذى كتب هذه الورقة".

وأنهى كلماته: "كان الأمر أشبه بإلقاء زجاجة في المحيط لى، لأخذها وأرى توقيع الرجل الذي كتبها، أحبك يا أبى وأتمنى أن تفخر بي بنفس الطريقة التي أفتخر بها"، ويتضح من كلمات الطبيب الأخيرة أن الرسالة التى حملتها المريضة كانت من والده طبيب التخدير أيضًا لطفى السيد، والذى كان قد كتب رسالته تلك لنفس المريضة، والصدفة وحدها هى التى جعلت هذه المريضة تخضع لإجراء عملية جراحية ويتم تخديرها بيد الأب والابن من بعد عقب مرور 20 عامًا.

الواقعة التى مر عليها أكثر من شهر، شغلت مواقع التواصل الاجتماعى، فعلى الرغم من مرور شهر عليها، إلا أن رواد فيس بوك، مازالوا يتداولونها بنفس الحماس، والشغف مشيدين بموقف الطبيب المحترم، والذى هو والد الطبيب الشاب الذى وقعت بيده الورقة، التى كان الهدف منها إخطار زملائه بحالة مريضة طبيا وتنبيههم، وهو ما أدى لإنقاذ حياتها، خاصة وأنها كما أوضح فى رسالته تعانى من مرض وراثى لا تظهر أعراضه إلا مع تعرض المريضة إلى التخدير.

القصة
القصة

 

وجاء نص رسالة طبيب التخدير لطفى السيد كالتالى:"زميلى العزيز المريضة تعانى من نقص الكولينستريز الكاذب "Pseudocholinesterase deficiency" هذا ما نصت عليه الورقة التى حملتها المريضة فى جعبتها، وهو مرض وراثى لا يظهر له أى أعراض إلا عند تعرض المريض للتخدير، حيث يجعل المريض المصاب به أكثر تأثرا بأدوية التخدير عن المعتاد مما يسبب ارتخاء العضلات لفترة أطول وهو ما يهدد حياة المريض لو تم التعامل مع الحالة دون أن يعلم الطبيب أنها مصابة بهذا المرض"، وكان من بين متداولى هذه الرسالة الدكتور محمد النجار.

طبيب التخدير الشاب
طبيب التخدير الشاب

 

الحقيقة أن المشهد حتى السطور الأولى منه، إنسانى جدا، إذ يظهر موقف طبيب محترم ترك لزميله المستقبلى مصباحا يضئ له الطريق وينقذ حياة مريض، لكن الإعجاز الحقيقى، أن الورقة وقعت فى يد نجل الدكتور الذى كتب الورقة منذ 18 عاما، إذ أن الذى قرأ الورقة هو الدكتور محمد لطفى طبيب التخدير الذى هو بالصدفة البحتة ابن الدكتور لطفى سالم اخصائى التخدير الذى كتب الورقة، ومنحها للمريضة منذ 18 عاما.

الطبيب محمد لطفى
الطبيب محمد لطفى

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة