رضا الصفتى يكتب: الــمُــطــلــقـــة.. ليـســت الـمــرأة سـيـئــة الـسُـمـعـــة

الخميس، 15 نوفمبر 2018 10:00 م
رضا الصفتى يكتب: الــمُــطــلــقـــة.. ليـســت الـمــرأة سـيـئــة الـسُـمـعـــة الــمُــطــلــقـــة -أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المرأة هى الأم والأخت والزوجة والابنة، نصف المجتمع، أساس حياة بنى البشر، بدونها لا حياة للرجل، بل ولا وجود للمجتمع بأسره.

 

ويعتقد بعض الجهلاء أن المرأة كائن ضعيف، ولكنها بحقيقة الأمر أقوى من الرجل بكثير، حتى أفصحت آخر الإحصائيات عن أن نسبة 59% من البيوت المصرية تتولى الإنفاق عليها تلك المرأة، وبالمجتمعات العربية، حيث الحقل الخصب للجهل الموروث، حتى أصبح العرب الآن أشبه بعرب الجاهلية، ينظرون إلى المرأة المطلقة على أنها مذنبة ذاك الذنب الذى جعل نظرتهم إليها وضيعة، وهو ما حدا بالكثيرات منهن إلى تقبل الحياة الزوجية مهما كانت مشاكلها،.

 

وانتشرت بين العرب عادات الجاهلية، فإن تحدثت الابنة أو الأخت أو الأم فى طلب الطلاق كانت ردود الأهل "الناس تقول إيه"، "ظل رجل ولا ظل حائط"، "لا يصح الطلاق من أجل الأولاد"، وغير تلك العبارات الكثير من الحجج التى هى بحقيقة الأمر تخرب وتدمر المجتمع بأكمله وتجعله على حافة هاوية السقوط إلى القاع.

 

وترتب على جهل المجتمع أن خرجت طوائف وجماعات تتعامل مع المرأة على أنها مجرد خادمة بالمنزل، أو مجرد وعاء جنسى كما قيل، أو أنها مجرد عاملة لتتولى الإنفاق على البيت.

 

وأعتقد أن السبب الرئيسى فى وقوع الطلاق إنما يرجع للرجل، لأنه لا توجد فتاة تُقدم على موضوع الزواج من أجل تطليقها، فدائماً هى التى تتحمل المشاق فى حياتها الزوجية، بل وأحياناً تتحمل الإهانات والتعدى والإذلال من أجل مجرد العيش.

 

وإمعاناً من العرب فى جهلهم صارت المرأة أشبه بالسلعة القابلة للبيع والشراء، فكم من العرب يأتون إلى مصر من أجل زواج المتعة من فتيات لم يبلغن سن الزواج، فأضحت هذه الفتاة امرأة لمجرد قبول أهلها لهذا الوضع المُهين.

 

وأخيرا، المطلقة بحقيقة الأمر هى إما ضحية لأهل جهلاء رغبوا فى زواجها قبل بلوغها سن معين، أو رغبوا فى بيعها بمقابل نقدى أو عينى، وإما هى ضحية سوء اختيارها للزوج الصالح، وتلك أخطر الحالات، وإما هى ضحية مجتمع منحل بعيد كل البعد عن مبادئ الدين، فكانت العلاقات المفتوحة وبلا رقابة، فنتج عنها الإنحلال الأخلاقى الذى لابد وأن يؤدى إلى الطلاق.

 

وفى الختام، لكم فى رسول الله أُسوة حسنة، فهو المُعَلِم، فلم يكن من بين زوجاته - عليه الصلاة والسلام - سوى السيدة عائشة رضى الله عنها التى كانت عذراء غير مُطلقة، وقد قال عليه الصلاة والسلام "استوصوا بالنساء خيرا"، وأعتقد أن المجتمع الذى ينظر إلى المطلقة على أنها امرأة سيئة السمعة إنما هو مجتمع دب فيه الجهل الكافى لأن يجعله مجتمعا عديم السمعة بين سائر المجتمعات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة