كرة القدم دائمًا ما تكون نافذة تطل منها الشعوب على بعضها البعض، مهما كانت الجنسيات والمسافات، فما بالنا.. حين تكون الكرة بكامل دورانها بين شعبين ووطنيين محبين لبعضهما البعض علاقتهما الأخوية فى الماضى والحاضر والمستقبل تؤكد أنهما "إيد واحدة".. تلك هى مصر والإمارات، لهذا، فلا مكان للثعالب الصغيرة، بين شعبين يعرفان جيدًا، أن اللعب النظيف شعبيًا هو وحده ما يدفع الكارهون، لمزيد من محاولات خلق مساحات ضبابية.. لكن بألعاب مكشوفة يستحقون عليها كل الكروت الحمراء.
فلا يخفى على أحد عمق العلاقات بين مصر وشقيقتها الإمارات، فى مختلف المجالات وعلى مدار التاريخ، إيمانًا من البلدين الكبيرين بأهدافهما ومصيرهما المشترك، وبعيدًا عن العلاقات السياسية والاقتصادية فتلك علاقات أبدية، فقد شهدت العلاقات بين مصر والإمارات فى السنوات الأخيرة تطورًا غير مسبوق، تجلى فى تبادل الأحداث الرياضية الكبرى بينهما سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية.
وشهدت الفترة الأخيرة تعاونا فريدا بين الاتحادين المصرى والإماراتى لكرة القدم، تمثل فى استضافة الإمارات بطولة السوبر المصرى المحلى ثلاث مرات بين الأهلى والزمالك "مرتين"، والأهلى والمصرى مرة واحدة، كما أقيمت أكثر من مباراة ودية بين منتخبات مصر الأولمبى والشباب مع الإمارات وأخيرًا منتخب الشاطئية الذى خاض مؤخرًا دورة ودية دولية بمشاركة منتخبات كبيرة مثل البرازيل وإسبانيا.
وانطلاقًا من هذه التوأمة التاريخية بين البلدين، اتفق الاتحادان المصرى والإماراتى لكرة القدم على إقامة مباراة ودية بين المنتخبين يوم 20 نوفمبر الجارى، وفقًا لمواعيد الأجندة الدولية التى أقرها الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، وبدأ اتحاد الكرة فى الترتيب والتجهيز لهذا الحدث الكبير، قبل أن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث اعتذر اتحاد الكرة المصرى عن إقامة المباراة فى الموعد المحدد لها وطلب تأجيلها فى وقت لاحق، حفاظًا على قيمة المباراة وحرصًا منه على أن تقام بكامل نجوم الفريقين.
وأصدر اتحاد الكرة بيانًا رسميًا يكشف فيه أسباب تأجيل مباراة مصر والإمارات، وجاء نص البيان كالتالى:
أكد الاتحاد المصرى لكرة القدم برئاسة المهندس هانى أبو ريدة مجددًا أن أسباب تأجيل مباراة مصر والإمارات الودية فنية بحتة وليس لأى أغراض أخرى، حيث يواجه المنتخب الوطنى المصرى أربعة معوقات فنية تتمثل فى ارتباط عدد كبير من محترفيه بالعودة إلى أنديتهم قبل يوم 21 الحالى، وعلى رأسهم محمد صلاح، ما يجعل مشاركتهم فى اللقاء الذى كان محددًا له يوم 20 من الشهر الجارى غير واردة، إضافة إلى الإصابات التى ضربت صفوف النادى الأهلى الذى يرتبط بلقاء حاسم أمام الوصل الإماراتى يوم 22 الحالى فى كأس زايد لأبطال العرب، وأن من بين هذه الإصابات لاعبين من قوام المنتخب الحالى.
كما تخلو قاعدة اختيارات المنتخب من لاعبين آخرين فى الوقت الحالى فى ظل ارتباط مسبق للمنتخب الأولمبى المصرى بلقاء نظيره الجزائرى يوم 19 الحالى
يأتى ذلك فى ظل حرص الجهاز الفنى الجديد للمنتخب الوطنى بمحاولة ترسيخ مكانة الفريق الفنية وعدم المجازفة به فى مباريات ليس مكتمل الصفوف خلالها.
لعل هذا ما جعل الاتحاد المصرى لكرة القدم أيضًا يؤكد الاحترام العميق والتقدير البالغ الذى يكنه ويحمله تجاه الاتحاد الإماراتى لكرة القدم، الذى كانت لوقفاته مع المنتخبات الوطنية المصرية أبلغ الأثر فى نفوس جماهير الكرة المصرية، فضلاً عن أن المنتخب الإماراتى لكرة القدم له مكانة كبيرة لدى جميع المصريين من منطلق العلاقات المتميزة التى تجمع شعبى البلدين ووضع قواعدها المتينة قيادات البلدين الشقيقين، ويسير على نهجها اتحادا كرة القدم فى البلدين، وهو ما يجعل كل هذه الاعتبارات لا تسمح بإقامة لقاء بين المنتخبين الأول فى كلا البلدين، دون أن يكون المنتخب المصرى مكتمل الصفوف وبكامل نجومه تقديرًا لجماهير الكرة الإماراتية، وهو الأمر الذى طلب معه الجهاز الفنى تأجيل المباراة وارتأى معه الاتحاد المصرى الاستجابة لطلبه، وهو واثق تمامًا أن الاتحاد الإماراتى سيقدر كل هذه الظروف الفنية كما اعتدنا منه دائما.. تلك هى وثائق الحب والاخوة فما بالنا أن دعمها رأى أبناء اللعبة.
من جانبه، أكد شوقى غريب المدير الفنى للمنتخب الأولمبى، أن العلاقات الرياضية بين مصر والإمارات متينة وراسخة، موضحًا أن هذه العلاقات أكبر بكثير من مجرد مباراة فى كرة القدم.
الامارات
قال غريب لـ"اليوم السابع" إن العلاقات الرياضية بين الإمارات ومصر تعود إلى زمن بعيد، وعلى جميع المستويات سواء الاتحادات أو المنتخبات بمختلف أعمارها أو الأندية، لافتا إلى أن المنتخب الأولمبى على سبيل المثال خاض مباراتين وديتين مؤخرًا فى الإمارات وحرص رئيس الاتحاد الإماراتى على حضور اللقاءين بخلاف الاستقبال الحافل الذى نشهده دائما هناك، ما يؤكد التقدير الكبير من الجانب الإماراتى للكرة المصرية.
تابع أنه عندما تنجح الكرة المصرية فى تحقيق أى إنجازة، عادة ما يكون الاتحاد الإماراتى أول الداعين لتكريم الفراعنة، فضلا عن إقامة مباراة السوبر المصرى أكثر من مرة فى الإمارات مؤخرًا وتفضيلها على كثير من العروض، ما يؤكد عمق العلاقات بين الطرفين.
وعن تأجيل مباراة مصر والإمارات، قال المدير الفنى للمنتخب الأولمبى إن اتحاد الكرة حريص كل الحرص على إقامة المباراة بالشكل اللائق للمنتخبين الكبيرين وبحضور نجوم المنتخب المصرى وعلى رأسهم المحترفين فى أوروبا مثل محمد صلاح ومحمد الننى وأحمد حجازى وغيرهم، ونظرًا لارتباط هؤلاء اللاعبين مع أنديتهم بمواجهات رسمية يوم 21 نوفمبر الجارى، رأى اتحاد الكرة تأجيل المباراة وإقامتها فى موعد يتم الاتفاق عليه مع الجانب الإماراتى لاحقًا، بحيث تكون احتفالية كبرى وعرس كروى كبير بمشاركة نجوم الفريقين بما يليق بقيمة الاتحاد الإماراتى وجماهيره ومسئوليه.
أيضًا أكد أيمن يونس نجم نادى الزمالك الأسبق، أنه تمنى إقامة ودية مصر والإمارات لأن كل التظاهرات الرياضية وفى القلب منها الكروية كانت تؤكد عمق العلاقات، بل حالة الحب فى هذه التظاهرات تزعج من يخشى حالة الإخوة المصرية الإماراتية.
وأضاف يونس لـ"اليوم السابع" أن إقامة ودية مصر والإمارات لا تمثل طرفين ولكن طرف واحد، إلا أن عدم إقامتها حرمنا من فرحة اللعب معًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة