شارك قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى قداس ذكرى الأربعين للراحل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانة ببراى بلقاس، بحضور الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية والقيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية.
وقال البابا تواضروس الثانى، إن اليوم ذكرى الأربعين لمثلث الرحمات الأنبا بيشوى، متابعا: "فى هذا اليوم نتذكر إنسان مبارك عمل وخدم بما أعطاه الله من نعم".
وأضاف البابا أن الأنبا بيشوى مر بـ4 مراحل، المرحلة الأولى كان طالب متفوق درس الهندسة بجامعة الإسكندرية، وتفوق و تم تعيينه معيدًا فالتفوق الدراسى هو علامة من علامات النجاح بالحياة.
وتابع: "المرحلة الثانية صار راهبًا ناسكًا فى دير السوريان، ونفتخر بذلك الدير الذى له شأن عظيم، ودخل الدير فى عمر صغير بعد دراسته بعمر قصير وتعلم الرهبنة وكان فى الدير إنسانا متميزا ينهال من الفضائل الربانية.
وأوضح البابا أنه بعد سنوات طويلة من رهبنة الأنبا بيشوى تأتى المرحلة الثالثة عندما تولى الإبراشية، وصار أسقف دمياط وكفر الشيخ ودير القديسة دميانة، فى عهد البابا شنودة، وكان الدير به عدد بسيط من الأمهات وبدأ يعمل بنشاط وزار البابا شنودة الدير بالسبعينيات، وصار ديرًا كبيرًا وانضم للدير كثير من الراهبات والمكرسات لتصير ابراشية متميزة وتضم أكثر من محافظة.
وتابع البابا حديثه خلال العظة: "بجوار عمل الأنبا بيشوى بالإبراشية ساهم بالعمل العام بالكنيسة فخدم فى مناطق كثيرة خارج مصر، وساهم فى تأسيس كنائس، وإبراشيات وتلك الخدمة فى أماكن متعددة خارج مصر بأوروبا وأمريكا وأستراليا، و كان من ضمن العمل العام علاقات القوية مع الكنيسة الإثيوبية فى أديس أبابا وساهم فى تأسيس الكنيسة الجديدة الإريترية، وكان ممثل الكنيسة القبطية فى مجلس الكنائس العالمية و مجلس كنائس الشرق الأوسط وشارك فى مجالس كثيرة ومشارك فى كل لجان الحوار اللهوتى، وكان مقالا مشرفا للكنيسة المصرية فى المحافل الدولية".
وأشار البابا تواضروس إلى أن آخر أعمال الأنبا بيشوى أنه كان بدأ مع البابا شنودة فى خدمة تأسيس مجلس كنائس مصر و امتدت علاقته للكنيسة السوريانية.
وتناول البابا تواضروس المرحلة الرابعة من حياة الأنبا بيشوى، قائلا: "عندما ترقى للمطرانية وصار المطران بيشوى وصار عضوًا فى كل لجان الحوار اللاهوتى والذى يحتاج لإنسان عالًما ودارسا وفاحصا واستخدم تفوقه ودأبه فى البحث فى المجال اللاهوتى والكنائس وذلك بين الكنيسة المصرية والفاتيكان والروسية والبيزنطية وكانوا ينبهرون بشخصيته وعلمه و عندما كانت تقف أمامهم بعض المعضلات ويرسلون له كان يبحث ليجد حلا و كان دائمًا ناجحا.
واستطرد البابا تواضروس: "كان الأنبا بيشوى سكرتيرًا للمجمع المقدس على مدار 27 علما وكان مساعدا قويا للبابا شنودة وخدم الكنيسة لمدة 46 سنة، و فى نهاية حياته كان بصدد توفيع اتفاقيه مع الكنيسة الأرمنية، قبل وفاته ولم تتم، و كان إنسانا كريما وظهر ذلك فى محبته للفقراء حيث كان يعمل فى الخفاء والخدمة الكنيسة، وفى اجتماعاته ترك أثرا طيبا ونحن نجتمع اليوم بتلك الإبراشية لنتذكر إنسان قدوة وقد ورد إلينا مئات التعزيات من أماكن كثيرة حول العالم."
وأكد البابا تواضروس أن "الراعى الصالح" يبذل ويضحى من أجل كل الرعية، محذرا من خطورة التحزب والانشقاق داخل أى مجتمع، وأن الانقسام يضر الجميع فى كافة المجتمعات سواء فى الكنيسة أو المجتمع العام، لافتا إلى أن المحبة الحقيقية يجب أن تكون بالعمل والحق لا بالكلام فقط، ولكن هناك محبة تظهر فى العمل الحقيقى من أجل كل الناس، فالكلمات لا تبنى المجتمع ولا الأسرة، إنما البناء يأتى عن طريق العمل.
وكان عدد من الآباء الأساقفة والكهنة توافدوا صباح اليوم، السبت، على دير القديسة دميانة ببلقاس، للمشاركة وتقديم واجب العزاء فى ذكرى الأربعين للراحل الأنبا بيشوى، مطران دمياط والبرارى وكفر الشيخ، وسكرتير المجمع المقدس السابق، ورئيس دير القديسة دميانة والأربعين عذراء.
وحضر الذكرى اللواء محمد حجى مدير أمن الدقهلية، واللواء محمد شرباش مدير مباحث المديرية، والدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية السابق، والشيخ طه زيادة وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، والشيخ السيد جنيدى رئيس منطقة الأزهر بالدقهلية، وحازم نصر رئيس اللجنة النقابية لصحفيى الدقهلية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة