أكد عادل النور، رئيس الجالية السودانية بأسوان، أن اللقاء الرئاسى الذى جمع بين الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى والرئيس السودانى عمر البشير، كان له الأثر المطمئن فى نفوس السودانيين المقيمين بمحافظة أسوان والذين بدت عليهم مظاهر الفرحة والطمأنينة بعد لقاء رئيسا البلدين، والذى يستحق أن يوصف بـ"المثمر" والفيض بالخير خلال الفترة المقبلة.
رئيس الجالية السودانية خلال حواره لـاليوم السابع
وفى حوار خاص لـ"اليوم السابع" تحدث عادل النور، رئيس الجالية السودانية بمحافظة أسوان، عن ثمرات لقاء الرئيسين المصرى والسودانى، والطموحات المتطلعة خلال الفترة المقبلة نتيجة هذا اللقاء، بجانب حديث "النور" عن طبيعة عمل الجالية السودانية داخل أسوان وتنظيمها لأحوال السودانيين المقيمين بالمحافظة خارج بلادهم.
كيف ترى أبرز ثمار نتائج لقاء القمة بين الرئيسين المصرى والسودانى ؟
- بعد الاجتماع الرئاسى الذى تم خلال الأيام القليلة الماضية اتفق مسئولو البلدين على إنشاء منطقة صناعية مصرية لرجال الأعمال ستنشأ فى الخرطوم لتوظيف الحركة التجارية بين مصر والسودان ثم إلى إفريقيا، وبالتالى تكون نواه لسوق أخرى بالدول الإفريقية.
وما هى طبيعة التجارة بين مصر والسودان ؟
- التجارة المصرية السودانية من أقدم المهن الموجودة بين مصر والسودان، وفى البلدين تتوافر المواد الخام والصناعات، ولكن حجم التجارة خلال الأعوام السابقة كانت دون طموح الشعبين، نظراً لأن بلد بإمكانيات مصر وبلد بموارد السودان مفترض أن يكون حجم التجارة أكبر، وهى توقعات المسئولين برفع حجم التجارة خلال الفترة المقبلة.
وماذا عن تاريخ بداية الحركة التجارية بين مصر والسودان قديماً وأنواع هذه التجارة؟
- التجارة فى أسوان مركزها الأساسى كان فى مدينة دراو حيث سوق الإبل القديم، ثم امتدت إلى باقى أنواع التجارة الأخرى مؤخراً، مثل المحاصيل الزراعية الواردة من السودان والمنتجات العطرية وغيرها، بجانب تصدير لبعض الأدوات الكهربائية والأجهزة المصنعة داخل المصانع المصرية إلى السودان عبر الميناء النهرى والمنافذ البرية وهى حركة نامية وزاهية خلال الفترة الأخيرة.
رئيس الجالية السودانية بأسوان
هل ساهمت المنافذ البرية الجديدة فى زيادة التبادل التجارى بين البلدين ؟
- لاشك أن زيادة أعداد المنافذ البرية بين البلدين ساهم بشكل كبير فى زيادة حجم التبادل التجارى علاوة على المسافرين بين مصر والسودان، وخلال الفترة الأخيرة من 2014 تم افتتاح منفذى "قسطل" و"أرقين" البريين، بالإضافة إلى الميناء النهرى القديم والذى كان يعد وسيلة الانتقال الوحيدة.
وهل ترى أن أسوان أصبحت محطة تجارية هامة ؟
- نعم، فاتجاه الحكومة فى مصر نحو أسوان خلال الفترة الأخيرة يؤكد على دلائل التنمية المتوقعة، خاصة بعد إطلاق الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى على أسوان وصف عاصمة الثقافة والاقتصاد الإفريقى، وكلها مؤشرات تؤكد أن أسوان تأخذ وضعها الطبيعى ليس فقط لكونها بوابة إفريقيا الجنوبية فقط، ولكن ممكن أن تكون فى السنوات القادمة مثل دبى كمركز تجارى واقتصادى وسياحى دولى.
وماذا عن الجالية السودانية فى أسوان وتاريخها ؟
- الجالية السودانية بأسوان يمكن وصفها بأنها أولى الجاليات السودانية خارج دولة السودان، وهذا شيئ طبيعى لأن مصر فى شمال السودان وأول ما توجهوا للهجرة ذهبوا إلى الشمال حيث مصر، وأسست الجالية فى أسوان 1976، بهدف تأسيس أنشطة وروابط اجتماعية وثقافية والمقر القديم للجالية كان يسمى النادى العربى المصرى السودانى المشترك بجوار مجلس المدينة حالياً، وكانت وقتها عبارة عن تكوين بسيط فى الأعداد، وأخذت الجالية وضعها فى التطوير بعد إنشاء جهاز تنظيم شئون السودانيين الموجودين بالخارج، والذى يتولى فى مسئوليته الأولى، رعاية السودانيين ورعايتهم بالخارج، وبالتالى أخذت الجاليات دور تنظيمى وتمارس أنشطة أكثر فاعلية من السابق، وهناك جاليات فى أوربا تعانى بسبب محاولة عكس الثقافة للسودانيين وهو ما لم يحدث فى أسوان لتشابه الثقافات واللغات ويمكن أن يطلق عليها "حياة متجانسة".
صحفى اليوم السابع مع رئيس الجالية السودانية
وكيف تُشكل الجالية فى أسوان ؟
- تُشكل انتخابات باجتماع الجمعية العمومية، وبالتصويت يتم اختيار المكتب التنفيذى والرئيس، ونقدم لهم الخدمات الثقافية والاجتماعية ، لكن الفترة الأخيرة من 2014 افتتاح منافذ قسطل وأرقين بالإضافة إلى الميناء النهرى القديم وكان وسيلة الانتقال الوحيدة، وأسوان خلال عامين كمية من الزوار ارتفعت لها لأول مرة ناس تزوروها وذلك من خلال الجالية التى روجت للسياحة فى أسوان ثقافياً وتشابه العلاقات وسياحياً واقتصادياً وغيره، والجالية فى أسوان تعيش وضعها الطبيعى تنال حيز من الاحترام ولا يوجد مضايقات.
وما هو الفرق بين الجالية والقنصلية ؟
- الفرق بين الجالية والقنصلية، فالقنصلية هى أحد المكاتب التى تتبع وزارات الخارجية وتتبع السفارة وتمارس دور رسمى وتستخرج الأوراق الرسمية، من تأشيرات وتوثيق زواج وغيرها من أوراق ثبوتية، وتهتم بأحوال المواطنين بالشكل الرسمى، والجالية هى الشكل الشعبى، وتكون القنصلية مسئولة عن الجاليات بجانب جهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج، لتذليل العقبات، والقنصلية تتسعين بالجالية أثناء تقديم التهنئة فى الأعياد ، وفى عيد استقلال السودان تقوم القنصلية بتنظيم الاحتفال رسمياَ ولكن الجالية هى من تنفذ الاحتفالية فعلياً.
وماذا عن دور الجالية فى تقديم خدمات لرعاياها السودانيين ؟
- يوجد فى أسوان 3 آلاف سودانى، حسب آخر إحصائية منذ عام 2014 ، وهؤلاء مقيمين فى أسوان بخلاف المترددين عليها، والذين ازدادوا مؤخراً نظراً لأن هناك 10 أتوبيسات تسافر يومياً من وإلى السودان عبر محافظة أسوان، وهنا للجالية دور مع هؤلاء المسافرين المترددين على أسوان من ناحية، فمثلاً لو واجه أحدهم ظروفاً صعبة، وأيضاً لو احتاج أحدهم لحجز إقامة بأحد الفنادق، أو لو نقص من أحدهم أموالاً، أو تعرض مجموعة منهم لحوادث طرق برية، وهذا واجب الجالية، لأن وجود الجالية مع المواطنين السودانيين تخف من العبء النفسى عليهم، وأيضاً تساعدنا فى معرفة تفاصيل عنه.
عادل النور رئيس الجالية السودانية بأسوان
وماذا عن المشاركات الاجتماعية للسودانيين بأسوان ؟
- هناك مجموعة من الفنانين قرابة 15 فنان يسمون "عزت السودان" تشارك فى الاحتفالات العامة للسودانيين والمصريين أيضاً بأسوان ، وهناك مواطنين مصريين فى أسوان والأقصر وقنا يتذوقون الفن السودانى ويطلبون الفنانين السودانيين ، كمان عندنا فريق رياضى مسمى بـ"صقور الجديان" وهو اللقب الذى يطلق المنتخب القومى للسودان، نسبة إلى صقر الجديان المعروف فى السودان.
وكيف تعقد المناسبات بين المصريين والسودانيين فى أسوان ؟
- أفراح السودان فى أسوان إما أن يكون الزواج مختلط بين زوج أو زوجة سودانية والزوج أو الزوجة مصرية، أو العكس، وإما أن يكون الزواج سودانى خالص ففى هذه الحالة تعقد الأوراق الرسمية فى القنصلية السودانية، وتعقد الأفراح فى النوادى أو أمام المنزل، وأحياناً لا نستطيع أن نميز الفرح لسودانى أم مصرى نظراً لتشابه العادات والتقاليد، وهناك أسر مصرية تمارس نفس طقوس الزواج السودانى، وأحياناً نستعين بالزفة النوبية فى الأفراح السودانية ، وتقديم الواجبات المتبادل بين العائلات ويدفنون فى المقابر المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة