البوسنة على صفيح الانتخابات المفصلية.. 3 ملايين ناخب يقررون إما الالتحاق بالاتحاد الأوروبى أم الذهاب لمسلسل الصراعات العرقية.. خطاب المرشحين يعيد للأذهان حقبة الحرب.. ومظاهرات ضد فساد الحكومة

انتخابات مفصلية سوف تشهدها مدن البوسنة، اليوم الأحد، وذلك لتقرير ما إذا كانت البلاد سوف تتجه نحو الالتحاق بالاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى، أم أنها ستأخذ منحى أخر من الصراعات الإثنية والعرقية، التى كانت بمثابة السمة الأبرز فى تاريخها الحديث، حيث كان الانقسام سببا فى الحرب التى ضربت البلاد قبل عقدين من الزمان، وأدت فى النهاية إلى مقتل أكثر من 100 ألف شخص.

احد المواطنين يشارك بالتصويت

ومن المقرر أن يشارك نحو 3.35 مليون ناخب مسجل فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ويختارون أعضاء الرئاسة الثلاثية، والتى تنقسم بين البوسنيين، والصرب والكروات، بالإضافة إلى أعضاء مجلس النواب، كما أنهم سوف يختارون قادة المنطقتين المتمتعتين بالحكم الذاتى، وهما الجمهورية الصربية والاتحاد البوسنى الكرواتى، وكذلك الكانتونات العشر للاتحاد.

أحد المواطنين يضع ورقة الاقتراع بالصندوق بعدالتصويت

إلا أن المخاوف التى تواجه مستقبل البوسنة حول إمكانية الصراع من جديد يمثل التهديد الحقيقى للمواطنين، وذلك بالتزامن مع ارتفاع نبرات عرقية تعيد إلى الأذهان حقبة الحرب، وذلك خلال الحملات الانتخابية للمرشحين، والذين تبنوا خطابا داعما للكراهية، بينما سادت الانتهاكات المشهد الانتخابى، من خلال اساءة استخدام الأموال العامة، واستخدام الخطاب التحريضى.

اعداد كبيرة من المواطنين شاركت فى المظاهرات

بينما كان الرؤى السياسية والاقتصادية غائبة تماما فى الخطابات الانتخابية التى تبناها الساسة والمرشحون فى البوسنة، وهو ما يعنى أن تحقيق التنمية الاقتصادية، وانتشال المواطنين من حالة الفقر لم يكن على أولويات مختلف الأجندات الانتخابية للمرشحين لمختلف المقاعد سواء التنفيذية أو التشريعية فى البلاد وهو ما ينذر بالخطر فى المرحلة المقبلة.

اللافتات الانتخابية فى كل مكان بشوارع البوسنة

ولعل الخطاب التحريضى الذى تبناه المرشحون فى البوسنة كان سببا فى اتهامات مباشرة من قبل مواطنين للسلطة الحاكمة فى البلاد فى التورط فى قتل أبنائهم، وهو ما دفع إلى اندلاع مظاهرات حاشدة فى العديد من المدن البوسنية يوم الجمعة الماضى، حيث اتهموا الشرطة بقتل شابين لأسباب سياسية، وهو ما يثير المخاوف جراء احتمالات اندلاع موجات جديدة من العنف المتبادل.

اللافتات الانتخابية هيمنت على الشوارع فى الأيام الماضية

ويرى بعض الخبراء أن المشاركة الشعبية الواسعة فى المظاهرات التى اتهمت الحكومة البوسنية بالتورط فى قتل شابين ربما تمثل انعكاسا لرغبة المواطنين فى عدم الانزلاق فى صراعات عرقية من جديد، بينما يسعون للتصدى إلى الفساد الذى شاب أداء الحكومة لعدة سنوات، وهو ما ساهم فى فشلها فى تحقيق أى قدر من التنمية الاقتصادية فى المرحلة الراهنة.

سيدة تجلس أمام أحد اللافتات فى شوارع البوسنة

ولذلك تركزت الدعوات خلال المظاهرات التى شهدتها البلاد على ضرورة المشاركة فى الانتخابات، حيث رفع المتظاهرون شعار "لتكن الثورة بالأقلام"، فى إشارة إلى الانتخابات التى تشهدها البلاد اليوم الأحد، بينما هتفوا "نريد العدالة".

سيدة تضع صوتها بالصندوق

سيدة تصوت داخل أحد اللجان

صناديق الاقتراع

صور لأحد المرشحين فى شوارع البوسنة

صورة أحد الشباب الذين قيل أنهم تم قتلهم على يد السلطات البوسنية

فتاة داخل لجنة انتخابية

لجنة انتخابية

مظاهرات تتهم السلطات البوسنية بقتل شابين

مواطن يدلى بصوته

مواطنة تشارك بالتصويت

مواطنون يشاركون فى التصويت