اتهامات القرصنة الروسية.. ستار من الدخان أم خطر عالمى.. توقيت الإعلان عن الهجمات يتزامن مع تصاعد الأزمات السياسية فقط بين روسيا والغرب.. موسكو ترد باتهامات التجارب المحرمة.. وحجة القراصنة الروس تمتد للسينما

الأحد، 07 أكتوبر 2018 04:00 ص
اتهامات القرصنة الروسية.. ستار من الدخان أم خطر عالمى.. توقيت الإعلان عن الهجمات يتزامن مع تصاعد الأزمات السياسية فقط بين روسيا والغرب.. موسكو ترد باتهامات التجارب المحرمة.. وحجة القراصنة الروس تمتد للسينما القرصنة الروسية حقيقة أم تهمة سياسية
كتبت سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يمض يوم تقريبا دون أن نقرأ خبرا عن اتهام بوجود اتهام بالقرصنة أو سرقة معلومات بين روسيا والغرب بداية من اتهامات التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية وحتى الاتهام الأخير لموسكو بشن عملية قرصنة دولية.. لكن المثير أن هذه الاتهامات عادة ما تكون غطاء لتحرك سياسى يحدث فى نفس التوقيت.

القرصنة على الحزب الديموقراطى

كلينتون تتهم روسيا
كلينتون تتهم روسيا

منذ انتخاب دونالد ترامب لرئاسة أمريكا وحتى اليوم كانت هناك محاولات تشكيك فى شرعية وصول الرئيس الأمريكى للحكم وتبرير خسارة هيلارى كلينتون غير المتوقعة، وكان إلقاء اللوم على روسيا الحل الأمثل فهو يعفى كلينتون من الفشل ويعفى الشعب الأمريكى من اختيار لم يرغب به الإعلام، وبالتحديد تم اتهام روسيا باختراق بريد لجنة الحزب الديموقراطى وتسريب رسائل منه تكشف تحيز الحزب لكلينتون أمام منافسها بيرنى ساندرز فى الانتخابات التمهيدية.

على الرغم من اعتراف موقع ويكليكس بأنه المسؤول عن القرصنة وأنه لا علاقة لروسيا بالأمر، مع ذلك لم يظهر دليل حتى اليوم بأن روسيا قامت باختراق البريد الإلكترونى للحزب الديموقراطى، والتحقيقات فى التدخل الروسى تتم بخصوص اجتماعات بين أفراد من حملة ترامب بأشخاص على صلة بالكرملين، وليس أن روسيا قامت بتزوير نتيجة الانتخابات مثلا.

قرصنة البريكست

فى 2016 استيقظت بريطانيا على نتيجة صادمة استفتاء البريكست وهى الخروج من الاتحاد الأوروبى بنسبة 52%، هذه النتيجة تعنى أن البلاد انقسمت على نفسها نصفين.. ولم يتحدث أحد عن تلاعب روسى فى البريكست أو تشجيع البريطانيين على التصويت لجهة أو أخرى، بل كانت الانتقادات وقتها للرئيس الأمريكى أوباما الذى حث البريطانيين على اختيار البقاء فى الاتحاد الأوروبى واعتبر المنتقدون وعلى رأسهم بوريس جونسون أن تصريحات أوباما تدخلا فى الشأن الداخلى البريطانى، فى حين ترامب الذى كان مرشحا لرئاسة أمريكا قال إنه يرحب بنتيجة الاستفتاء.

لكن فى 2017 نشرت صحف "الجارديان" و "الإندبندنت" تقارير عن كون نتيجة البريكست جاءت متأثرة باختراق روسى يتلاعب بمشاعر البريطانيين عبر بث جواسيس روس لمنشورات وأخبار مزيفة وجمع معلومات عن البريطانيين بحيث يتلقون رسائل تشجعهم على اختيار "الخروج"

بوريس جونسون الذى تولى منصب وزير خارجية بريطانيا كان فى اجتماع مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى ديسمبر 2017 وجرت بينهما مشادة كلامية حول الاختراقات الروسية، وبدا وقتها جونسون متلعثما وهو يقول للافروف إن روسيا حاولت الاختراق ولم تتمكن من هذا.

بينما لافروف يضحك قائلا أمام الصحفيين "انظروا إنه خائف من أنه إذا لم يعارض كلامى فسوف يبدة شكله سيئا أمام الإعلام فى بلاده" وكان هذا هو الاجتماع الشهير الذى شد فيه بوريس جونسون شعره غيظا.

بوريس جونسون يشد شعره فى اجتماع مع لافروف ديسمبر 2017
بوريس جونسون يشد شعره فى اجتماع مع لافروف ديسمبر 2017

تزامن هذا الاجتماع مع توسيع روسيا لجهودها العسكرية فى سوريا عبر دعم الجيش السورى فى استعادة منطاق شمال غرب سوريا، وتحديدا العمليات على أطراف إدلب ومطار أبو الظهور الاستراتيجى والذى يعنى أن من يسيطر عليه يمكنه شن غارات على مناطق واسعة داخل سوريا، وبالتالى وجود المطار فى يد دمشق وموسكو يعنى حرمان التحالف الدولى بقيادة أمريكا وبريطانيا من منطقة واسعة من السماء السورية.

القرصنة بعد محاولة تسميم سيرجى سكريبال

شهرى مارس وأبريل 2018 كانت ذروة الاتهامات الغربية ضد روسيا فيما يتعلق بالقرصنة، حيث اتهمت بريطانيا موسكو بشن هجمات قرصنة فى أعقاب تفجر أزمة محاولة اغتيال الجاسوس السابق سيرجى سكريبال وطرد المئات من الدبلوماسيين الروس من بريطانيا وأمريكا وأستراليا وفرنسا وألمانيا وحلفائهم، والذين كان طردهم رسميا سببه بحسب "الجارديان" قيامهم بأنشطة تجسس لصالح موسكو.

بينما نيوزيلندا فقط قالت إنها لم تجد جواسيس روس حتى تقوم بطردهم.. الأمر الذى يشير لكون الأمر كله كان مرتبطا بتسميم سكريبال.

جدير بالذكر أيضا أن هذه الفترة كانت أخر مرة تشهد فيها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى ارتفاعا فى شعبيتها، بسبب مواقفها ضد روسيا وحسب ثم انخفضت شعبيتها بانخفاض الاهتمام الإعلامى بقضية سكريبال.

القرصنة على كأس العالم

بوتين مع كأس العالم
بوتين مع كأس العالم

روسيا أيضا قالت إنها ضحية هجمات قرصنة فبحسب تصريحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى 16 يوليو 2018 فإن موسكو أحبطت 25 مليون هجوم إلكترونى خلال فترة كأس العالم .. والملاحظ أن التصريح الروسى جاء فى نفس اليوم الذى شنت فيه وسائل الإعلام والسياسيين فى أمريكا هجوما على لقاء ترامب مع بوتين، حيث قال السيناتور بول رايان إن "موسكو ليست حليفتنا" بينما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كان يقول وقتها إنه يصدق قول بوتين فى أن روسيا لم تتدخل فى الانتخابات الأمريكية بأية صورة.

القرصنة فى أجواء الحرب الباردة

s-300
s-300

فى سبتمبر وأكتوبر 2018 خرجت سلسلة تصريحات روسية وأمريكية تشير لتدهور العلاقات بين البلدين، فمن جهة قال سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى إن الأوضاع فى أسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة، بينما واشنطن تتهم موسكو بعرقلة جهودها فى فرض العقوبات على كوريا الشمالية.

ليأتى بعدها تصعيد خطير فى سوريا بتورط إسرائيل فى إسقاط الطائرة "إيل -20" الروسية ورد موسكو بتسليم منظومة صواريخ S-300 للجيش السورى، أمريكا علقت على الأمر باعتباره تصعيد للصراع، وتوعدت بالرد، وبعدها بأيام سيطرة قصة الهجوم الروسى الإلكترونى العالمى على الإعلام.

مع العلم أن هولندا وبريطانيا كلاهما قال إن الهجمات الروسية كانت فى أبريل، أى أن الأمر ليس جديدا ولكن لم يتم الإعلان عنه سوى الخميس 4 أكتوبر فقط مما يثير التساؤلات حول اختيار التوقيت ولماذا سكتت الدول الغربية عنه طوال هذا الوقت.

روسيا ترد بتهمة ممارسة أمريكا تجارب بشرية

الاتهام الروسى
الاتهام الروسى

 

لاحظ أيضا أن روسيا ردت فى يوم الخميس أيضا بتوجيه اتهام لأمريكا بممارسة تجارب محرمة، وهى إجراء تجارب كيماوية على البشر فى جورجيا وأن هذه التجارب بحسب موقع "سبوتنيك" الروسى نتج عنها مقتل العشرات.. المثير أيضا أن موقع سبوتنيك فى نسخته الإنجليزية كان نشر الخبر فى 16 سبتمبر الماضى ولكن لم ينقل الإعلام الغربى الخبر، ثم عادت روسيا لتوجيه نفس الاتهام فى نفس يوم توجيه اتهام لها بالقرصنة الإلكترونية، فلا شئ أسوأ من القرصنة سوى تجارب على البشر.

القرصنة حجة فشل حرب النجوم

تقييمات الفيلم
تقييمات الفيلم

استخدام القرصنة الروسية فى تبرير أى خطأ أو مشكلة تحدث فى الدول الغربية خرج من نطاقه السياسى كذلك، حيث نشر موقع "هوليوود ريبورتر" تقريرا غريبا يقول إن قراصنة روس استهدفوا مواقع تقييم الأفلام على الانترنت وتسببوا فى خسارة Star Wars : The Last Jedi للتقييمات وتسببوا فى كراهية المشاهدين للفيلم ضمن حرب إلكترونية على أمريكا.. هنا لم يعد الأمر مجرد سياسة بل نكتة سوداء لأنه يصعب تصديق أنك ستكره فيلما لمجرد أنك رأيت تقييما سيئا له مع العلم أن أغلب منتقدى الفيلم كانوا من جمهور السلسلة نفسها والذين أعربوا عن غضبهم من طريقة معالجة الفيلم للقصة وتصوير الشخصيات الرئيسية فيه منذ ديسمبر 2017، ولكن الأسبوع الماضى فقط ظهرت قصة القراصنة الروس، فى نفس توقيت الإعلان عن أول فشل تجارى للسلسلة وهو فيلم solo الأمر الذى يعنى أن هناك محاولة لإلقاء اللوم بعيدا عن الشركة المنتجة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة