العمل الإرهابى الأخير الذى ضرب العاصمة التونسية، وبالتحديد شارع الحبيب بورقيبة أحد أكبر الشوارع التونسية، أسفر عن سقوط مصابين، سيكون له انعكاسات ضخمة على حركة النهضة الإخوانية، خاصة بعد الإشارة إلى أن السيدة التى فجرت نفسها هى ابنة قيادى بتلك الحركة الإخوانية.
هذا العمل الإرهابى يأتى فى وقت سلطت فيه الصحف التونسية خلال الفترة الماضية، على التنظيم الخاص لحركة النهضة الذى ظهر خلال السنوات الماضية، وحملته مسؤولية الاغتيالات السياسية التى شهدتها تونس خلال الفترة الماضية، والتجسس على الأحزاب السياسية.
العملية الإرهابية التى شهدها قلب العاصمة التونسية ستكون ضربة كبرى لحركة النهضة الذى يستعد للانتخابات الرئاسية التونسية، حيث سيقلل كثيرا من شعبيته، وقد يدفع نحو اتخاذ النظام التونسى إجراءات معادية له خلال الفترة المقبلة.
فى هذا السياق قال منذر قفراش رئيس جبهة إنقاذ تونس، أن العملية الإرهابية فى شارع الحبيب بورقيبة قلب العاصمة نفذتها فتاة داعشية تدعى "منى قبلة أصيلة" من ولاية المهدية، عبر حزام ناسف ما تسبب فى حالة هلع ووقوع الإصابات.
وأضاف قفراش لـ"اليوم السابع" أنه بعد التحرى عن هوية الإرهابية تبين أن والدها ينتمى لحركة النهضة من فرع الإخوان بتونس، وقد جاءت هذه العملية ردا على كشف الجهاز السرى والاغتيالات السياسية لحركة النهضة وبعد خطاب الغنوشى الذى هدد فيه بحمام دم لكل من يرغب فى إزاحة النهضة من الحكم وتتبعها فيما يخص الحقائق الخطيرة التى تثبت تورطها فى اغتيال الشهيدين شكرى بالعيد ومحمد البراهمى.
وتابع، قد أصبحت النهضة اليوم محصورة فى الزاوية وكل الفاعلين يطالبون بضرورة محاكمتها على جرائمها فى تونس التى تعتبر تهديدا للدولة التونسية وقد بدأت التحركات لجمع توقيعات تطالب الرئيس بحل حركة النهضة ومحاكمتهم ونتوقع أن ترد النهضة الفعل عبر تحريك الإرهابيين والقيام بعمليات تفجير.
وتعليقا على تورط نجلة قيادى بحركة النهضة فى هذه العملية الإرهابية، قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن هذا العمل الإرهابى سيؤثر كثيرا على حركة النهضة وشعبيتها، حيث سيصيبهم – أى حركة النهضة - رذاذ هذه العملية إعلاميا وسياسيا وشعبيا وسيضطرون للدفاع ومحاولة تبرئة أنفسهم.
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن حركة النهضة التى يتزعمها راشد الغنوشى ستخسر كثيرا بعد هذا العمل الإرهابى، وقد تتخذ الدولة التونسية إجراءات لتقليص وجودهم السياسى وهذه الحالة قد تدفعهم إلى العمل السرى والعنيف.
وفى إطار متصل، من جانبه استنكر النائب أحمد رسلان، النائب الأول لرئيس البرلمان العربى، ورئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بشدة التفجير الانتحارى الذى استهدف دورية أمنية بوسط العاصمة التونسية، مما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى من قوات الأمن التونسية والمواطنين.
وأعرب رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب فى بيان له، عن تمنياته بسرعة الشفاء لمُصابى الحادث الغاشم، مطالبا من المجتمع الدولى الاضطلاع بدوره فى التصدى لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف، وذلك عبر تجفيف منابع تمويل ودعم الجماعات الإرهابية، والحيلولة دون توفير الملاذ الآمن لعناصرها.
وأكد، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، ضرورة أن يأخذ المجتمع الدولى بأسره برؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى حتى تكون هناك مواجهة شاملة ضد الإرهاب بعد أن أصبحت هذه الظاهرة تمثل خطرا داهما على الأمن والسلم الدوليين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة