استعجلت نيابة حوادث جنوب القاهرة، الكلية بإشراف المستشار سمير حسن، المحامى العام الأول لنيابات، تقرير مصلحة الطب الشرعى، والصفة التشريحية فى واقعة قتل قهوجى نجله المعاق ذهنيا ودفن جثته أسفل مصطبة أسمنتية، فى منطقة مصر القديمة، تمهيدا لإحالته إلى المحاكمة الجنائية العاجلة.
وقال أهالى المنطقة فى التحقيقات، إن صاحب العقار أجر هذه الغرفة، لثلاثة أشخاص فى الفترة الأخيرة، أخرهم عامل فى مقهى يدعى «محمد» ونجله المعاق «أحمد»، وشاب يدعى "مصطفى"، موضحا أن هذه الغرفة كانت دائما يخرج منها رائحة كريهة تضايق من يسكنون لديه.
واستمعت النيابة إلى أقوال الساكن، مكتشف الواقعة الذى أكد أنه انتقل لتأجير هذه الغرفة منذ ما يزيد عن ثلاثة أيام، موضحًا أنه دائمًا كان يشعر برائحة كريهة، فكان الأول يعتقد أنها رائحة الحمام، وذلك بسبب أنه حمام مشترك بين جميع السكان حيث أن العقار عبارة عن دورين مكونين من غرف يتم تأجيرها ويسكن فيها ثلاث أشخاص، وبالتالى يكون الحمام غير نظيف وينبعث منه رائحة كريهة، لكن مع التنظيف تستمر الرائحة.
أضاف الساكن، أنه بدأ يحضر رمال، ويضعها فى الغرفة معتقدًا أن هذه الرائحة من رطوبة الأرض، ولكن هذا لم يغير من الرائحة فبدأ يضعها على المصطبة الموجودة بالغرفة، ولكن هذا لم يزل الرائحة مما جعله يفتش عنها بتنظيف الغرفة حتى توصل إلى هدم المصطبة التى كانت عبارة عن طوب أحمر وأسمنت وأسفلها رمال، فوجد عظام وهيكل إنسان صغير، حيث أن عظام القدم صغيرة تعتقد أنها لطفل، فأبلغ صاحب العقار عن الواقعة وتوجهوا إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن الواقعة.
وقال المتهم فى اعترافاته أمام النيابة، أنه قتل ابنه منذ شهرين حيث أن نجله شاب يبلغ من العمر 23 عاما، ولكن بسبب مرضه وإصابته بضمور فى العضلات منعت نمو جسمه، وكان دائما صغير الحجم وهو من كان يتولى رعايته والاهتمام به.
وأضاف المتهم، أنه استأجر غرفة الواقعة ومكث فيها وبحث عن عمل حتى استقر به المطاف للعمل فى قهوة فى المنطقة، ولكن الحالة كانت صعبة ولم يجد ما يكفيه للطعام فضاقت به الحياة ولم يستطع على خدمة نفسه وابنه فقرر أن يرحمه من الحياة وشفق عليه من أن الحياة الصعبة خاصة بسبب توقفه عن علاجه.
وقال المتهم، إنه القاه على الأرض وكتم أنفاسه مستخدمًا "مخدة"، وعندما تأكد من وفاته دفنه فى الغرفة قم وضعه فى أكياس بلاستيكية ثم بنى مصطبة من الطوب الأحمر، والرمال حتى تمنع صعود الرائحة وتمنع أى أحد من كشف الواقعة، وعقب ذلك ترك الغرفة والمنطقة حتى أن تم القبض عليه.
وأضاف المتهم فى اعترفاته، أنه كان متزوج من ابنت خاله، وأن بحكم زواج الأقارب جاء "أحمد"، معاق ذهنيا خلاف إصابته بمرض العظم الزجاجى، وضمور فى العضلات الذى أودى بحياته.
وكان المتهم قد ردد خلال التحقيق معه عبارة : "قتلته عشان تعبت وعايز ارتاح الحياة صعبة ومش لاقى مصاريف أصرف عليه وعلاجه مكلف وأنا على باب الله.
كما أكد فى اعترفاته، على أن نجله كان يعانى إعاقة ذهنية فى حين أنه انفصل عن والدته منذ اكثر من 20 عاما، ومنذ ذلك الوقت يعيش على أمل أن يشفى فى يوم من الأيام، لكنه ايقن أن لا أمل.
وأضاف المتهم، أنه منذ ما يقارب سنة ومع فقدانه الأمل تخمرت الفكرة التخلص منه فى عقله، بعدما ضاقت به الدنيا، وأصبح غير قادر على مصاريفه، وأنه قام بعرضه على إحدى دور المسنين تكفله ولكن الأمر لم ينجح.
واختتم اعترفاته قائلا: "أنا خلاص قربت أموت وعندى 50 سنة ومستنى قضاء ربنا وكان لزم اتخلص منه عشان ارتاح وهو كمان يرتاح".
وبداية الواقعة عندما تلقت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة مصر القديمة بلاغًا يفيد العثور على جثة متعفنة داخل "مصطبة"، مبنية بالطوب الأحمر، ومغطاة بالرمال بمنطقة "الجيارة" بمصر القديمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة