أكدت الدكتورة هالة السعيد وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، أن الدولة المصرية تخطو خطوات ثابتة وجيدة للغاية فى مسار تحقيق التنمية فى كافة المجالات، فى إطار الرؤية والخطة الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة (2030)، مشيرة إلى أن الاستراتيجية والجهود المصرية فى مجال تحقيق التنمية، حصلت على إشادات دولية واسعة، سواء على صعيد بناء المدن الجديدة والاهتمام بالطاقة الجديدة والمتجددة وكذلك الاهتمام المكثف بأوضاع النساء والشباب فى المجتمع المصرى.
وقالت الدكتورة هالة السعيد -فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط فى بيروت، على هامش مشاركتها فى المؤتمر العربى الإقليمى للسكان والتنمية- أن الاهتمام المُكثف من جانب الدولة المصرية بمجالات تحقيق التنمية المستدامة، يأتى فى ضوء تكليفات صريحة من الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الحكومة، بوضع الجوانب المتعلقة ببناء الإنسان المصرى فى مقدمة أولويات خطط التنمية وبرنامج الحكومة، علاوة على ما أقره الدستور المصرى من ضرورة الاهتمام بالعنصر البشرى، وكذلك ما تضمنه برنامج الحكومة (2018- 2022) فى هذا الصدد.
وأشارت إلى أن بناء الإنسان المصرى، هو أمر فى قلب برنامج الحكومة واستراتيجية التنمية الوطنية، وأن هذا الأمر ليس محورًا منفصلًا فى حد ذاته، وإنما يتقاطع مع كل محاور وبرامج التنمية التى تتبناها الدولة، سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية، لافتة إلى أن هناك تركيزًا كبيرًا على "قضية المرأة" وأوضاعها فى المجتمع بكل خطط التنمية التى تعتمدها الدولة.
وأضافت أن المرأة أصبحت تتولى مراكز قيادية داخل مواضع اتخاذ القرار بالدولة، مشيرة إلى أن الحكومة تضم 8 سيدات فى حقائب وزارية، إلى جانب وجود 89 نائبة بالبرلمان، وتعيين أول سيدة تشغل منصب المحافظ، علاوة على وجود سيدة فى منصب نائب محافظ البنك المركزى، مشيرة إلى أن عددًا كبيرًا جدًا من القيادات النسائية فى مصر موجودات فى مراكز صناعة واتخاذ القرار، وأن الأمر ليس قاصرًا على مجرد احتساب أعداد فحسب، وإنما مرجعه اعتبارات الكفاءة والقدرة على العطاء والإدارة الجيدة للملفات الموكلة إليهن فى تلك المناصب والمراكز.
وأكدت الدكتورة هالة السعيد أن مصر تعمل حاليًا على اغتنام "الفرصة الديموجرافية" فى شأن كون مصر مجتمع شاب، حيث يمثل الشباب المصرى تحت سن الثلاثين نحو 60% من المجتمع، وأن نسبة الشباب فى تزايد، وهو الأمر الذى يشكل ميزة كبيرة للمجتمع المصري.
ولفتت إلى أن عددًا كبيرًا من الشباب أصبحوا يتولون فى السنوات القليلة الماضية، مناصب قيادية داخل مؤسسات الدولة والوزارات، خاصة فى مناصب معاونى ونواب ومساعدى الوزراء، علاوة على أن 10% من أعضاء البرلمان هم من النواب الشباب، وما ينص عليه الدستور فى هذا الشأن من تحديد نسبة 25% من المجالس المحلية تخصص للشباب.
وذكرت وزيرة التخطيط أن مصر تهتم اهتمامًا كبيرًا بالارتقاء بقدرات الشباب ومهاراتهم؛ إيمانًا بأنهم يمثلون مستقبل البلاد، وأن الشباب هم من سيعملون على استكمال تنفيذ استراتيجية التنمية المصرية 2030 وسيستفيدون من ثمار وعوائد التنمية الناجمة عنها، وهو الأمر الذى يقتضى بالضرورة أن يكون الشباب مسلحًا بأدوات ومهارات يقدر معها على قيادة خطة التنمية.
وأشارت إلى أن مصر لديها برامج تدريب مكثفة ومتميزة للشباب، سواء من خلال البرامج الرئاسية، وبعضها أخذ طابعًا مؤسسيًا، إذ تم إنشاء أكاديمية خصيصًا للشباب ويرأس مجلس أمنائها رئيس الجمهورية، مشددة على أن كافة تلك الجهود التى تسير بشكل متواز، إنما تستهدف الوصول إلى حالة من التناغم والتكامل بين كافة برامج الشباب، ومن ثم تحقيق الهدف المرجو منها.
وشددت على أن مصر تتميز بإجراء مؤتمرات شبابية تتسم بالجدية والاحترافية، وتمثل منصة مهمة للحوار بين كل مؤسسات وقيادات الدولة التنفيذية وبين الشباب، مشيرة إلى أن هذه المؤتمرات تكون مفتوحة للمشاركة فى أعمالها، وتمثل تجربة متفردة تتميز بها مصر، وحظيت بإشادات دولية متعددة، حتى إنها كانت محل استفسار وإعجاب داخل الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية.
وأضافت أن المجتمع الدولى كان مندهشًا إلى درجة الإعجاب بوجود مثل هذه الآلية (مؤتمرات الشباب) والتى تمثل منصات فكرية متميزة تستهدف إجراء حوار متبادل والارتقاء بمهارات الشباب والعمل على إحداث تحولات مجتمعية إيجابية، والتى تستخدم فيها أدوات العصر الحديث، ويشارك فيها كافة القيادات التنفيذية والبرلمانية وبحضور كتاب مصر وصفوة مفكريها.
وقالت أن الدولة، ومع الزيادة المطردة فى أعداد السكان، اتجهت إلى إنشاء مدن جديدة، بهدف التنمية السكانية والارتقاء بجودة الحياة واستيعاب أكبر قدر من الكثافة السكانية.
وأضافت أن الدولة أصبحت تولى الجوانب الإحصائية -التى تجرى حاليًا وفق أحداث الأساليب العلمية والتكنولوجية- اهتمامًا كبيرًا، ومن بينها إجراء التعداد الإحصائى الإلكترونى للسكان والمنشآت، والذى تم إجراؤه فى سبتمبر من العام الماضى، والاستفادة بنتائجه الدقيقة عقب مرور شهرين فقط من إجرائه.
وشددت على أن الدولة المصرية على يقين بأهمية الإحصائيات والبيانات الدقيقة، مع عامل الوقت فى الحصول عليها، فى إطار خطة التنمية المستدامة.. مشيرة إلى أن مصر أصبح لديها مؤشرات واضحة ودقيقة تعمل على الاستفادة منها فى متابعة أهداف التنمية المستدامة من خلال الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
ولفتت إلى أنه من الضرورى التأكيد على أهمية ضبط معدلات نمو السكان، مشددة على أن الاختلال بين حجم الموارد ومعدلات النمو السكانى، يجعلنا لا نشعر بعوائد التنمية بالقدر الذى كان يجب أن يكون عليه الأمر.
وأشارت إلى أن مصر بلغ حجم سكانها 97 مليونا، وأن المؤشرات تفيد بوجود زيادة سنوية قدرها نحو 5ر2 مليون مواطن، وهى زيادة كبيرة تشكل دولا كاملة بحد ذاتها.. لافتة إلى أن حجم عدد سكان دول بريطانيا والسويد وألمانيا والنرويج، مجتمعة فيما بينها، أقل من 97 مليون نسمة.
وأكدت أن عدد سكان مصر، وبقدر ما هو يحمل فى ثناياه مزايا وتعمل الدولة على الاستثمار فيه بأقصى قدر ممكن، ولكن الأمر يقتضى بالضرورة ضبط معدلات نمو السكان، حتى لا تتحول الزيادة السكانية بشكلها المفرط إلى عبء ثقيل، ومن ثم توزيع عوائد وثمار التنمية بشكل يشعر به المواطنون، وهو الأمر الذى يستوجب تعظيم الجهود الرامية إلى ضبط معدلات نمو السكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة